راديو “صوت العرب من أميركا” يناقش تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على مستخدميها
20% من الطلاق في أميركا بسبب الفيس بوك
واشنطن – هل هناك تأثير إيجابي أو سلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على مستخدميها؟ كيف يجب أن يتعامل الآباء مع الأطفال الذين يستخدمون هذه المواقع؟ ما هي أسباب تأليف كتاب فيس هوكد؟
أجابت على هذه الأسئلة وأكثر، الدكتورة سوزان فلورس المختصة بعلم النفس السريري ومؤلفة كتاب “فيس هوكد” في برنامج “سوا على الهوا” الذي أعده وقدمه الدكتور عبادة الزحيلي، وأذيع بتاريخ 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 براديو “صوت العرب من أميركا”.
عرض د. عبادة الزحيلي في بداية الحلقة معلومات عن علم النفس السريري قائلا “هو العلم الذي يدمج بين العلوم والنظريات والمعرفة السريرية بهدف فهم طبيعة القلق والضغوط والاضطرابات أو الأمراض النفسية والخلل الوظيفي الناتج عنها”.
وقالت الدكتورة فلورس “أن الأمر الذي دفعني لتأليف كتاب (فيس هوكد) هو ارتفاع عدد مرضى الحالات النفسية الذين تأثروا بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، وارتفاع نسبة الطلاق في أميركا بسبب الفيس بوك، حتى أن أكثر من دراسة تقول أن 20 بالمئة من الطلاق في أميركا سببه الرئيسي فيس بوك”.
وأضافت د. فلورس “يكتشف الرجل أحيانا أن صديق زوجته القديم يرسل لها رسائل في الفيس بوك وهي ترسله له, من هنا تبدأ العلاقة بالانهيار, وأحيانا يضع الرجل صورا تدل على أن حالته الشخصية أو المادية جيدة، فالشخص الذي يشاهد هذه الصور وحالته غير مستقرة يعاتب ويلوم نفسه حتى تصير عنده حالة نفسية, وهذه الصورة قد تكون معدلة باستخدام الفوتوشوب”.
وسأل د. عبادة الزحيلي “ما تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الإنسان؟”
أجابت د. فلورس “تؤثر سلبيا على الصداقة، وقد تتسبب في قطع العلاقة بين الأصدقاء المقربين، كما أنها تؤدي إلى تضييع وقتا كثيرا دون استثماره في شيء مفيد، بالإضافة إلى أنها تؤثر على الحالة النفسية للمستخدم، وزيادة الإحساس بالوحدة والاكتئاب”.
وأضافت “عدم رغبة المستخدم في الاختلاط مع الأخرين والاكتفاء بمتابعة الحياة عبر الشاشة، ومراقبة أصدقائه بدلا من التفاعل معهم، فضلا عن التأثير في الترابط الأسري، والشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية والاكتئاب وعدم الثقة في النفس”.
وأكدت فلورس “أرسلت رسائل لعدد كبير من مستخدم هذه المواقع في العالم العربي والغربي وردوا عليها في البريد الإلكتروني والبعض اتصلوا وتحدثوا عن قصص غريبة وفريدة بالتفصيل, وجاء البعض إلى العيادة وتحدث لي عن تأثير الفيس بوك، وكان أكثرهم من المراهقين والمراهقات”.
وتضيف “اكتشفت من خلال الجلسات مع المرضى, ومن خلال قراءتي للردود أن بعض الذين يستخدمون الفيس بوك يستخدمونه حتى يظهروا قوتهم, ويفتخروا بتحطيم بعض متابعيهم من خلال الافتخار بأنفسهم وما معهم من مال وهندام”.
وتوضح د. فلورس “تستهدف الشركات التي تعمل دعايات عبر الفيس بوك بعض المراهقين لأنهم يمكن أن يضعوا 20 رسالة على دعايتهم، وهذا الأمر يؤدي إلى ارتياح أصحاب الشركات, وبالرغم من أن الشركة تستطيع الترويج بأعداد كبيرة من الناس تستطيع توصيل منتجاتهم إلى أكبر عدد من الناس بدون استخدام الفيس بوك، إلا أنها تصر على استخدام المراهقين لأنهم قد يقبلوا ما لا يتقبله الناضج”.
وقالت فلورس “إن هناك مشكلة بالتفريق ما بين الحياة الشخصية، والحياة العامة في المنشورات التي تنشر بالفيس بوك؛ بمعنى أن الذي يحدث في البيت ينشر كما هو في الفيس بوك, فالناس تضع منشورات على كل شيء يحدث لها حتى ولو شخصي، وهو ما قد يؤدي إلى فضائح ومشاكل كبيرة”.
وسأل مقدم البرنامج “كيف يمكن أن يمنع الآباء الأبناء من دخول مواقع التواصل؟”
أجابت د. فلورس “لا يمكن أن تقول لأبنك لا تدخن وأنت تدخن, ولا تظل فترات طويله على مواقع التواصل الاجتماعي وأنت تفعل ذلك وأكثر، ولا يمكن أن تقول لأولادك لا تدخلوا إلى المواقع الإباحية وهم يشاهدوك وأنت داخل إلى هذه المواقع, فالتعليم يجب أن يكون بالنموذج وليس بمجرد الكلام”.
واختتمت الدكتورة فلورس حديثها قائلة “أنصح الآباء بمتابعة أولادهم من خلال الحديث معهم بطريقة مناسبة وليس بطريقة بوليسية بمعنى التحقيق والتهديد والسجن، وإعطائهم المثل الجيد فهو أفضل من الكلام، ومحاولة إقناع الأولاد بالشيء الجيد، ويجب عليهم وضع قواعد مثل عدم استخدام الهواتف في وقت العشاء، وعدم مشاهدة التلفاز حتى يتم إنهاء الواجبات”.
أعدها للنشر/ هارون محمد