أخبار أميركاأميركا بالعربي

البيت الأبيض يتكتم على اجتماع عقده بايدن مع قادة الجالية العربية والمسلمة

استضاف الرئيس جو بايدن اجتماعًا أمس الخميس مع عدد من الزعماء العرب والمسلمين، وفقًا لمصادر مطلعة على الاجتماع كشفت عنه لشبكة nbcnews.

وقالت المصادر إن الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض جاء في ظل ضغوط من الجالية العربية الأمريكية بشأن تجاهل بايدن وإدارته لمقتل المدنيين الفلسطينيين، وفي ظل التهديدات الداخلية الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحماس.

وكان من بين الحاضرين للاجتماع، كيث إليسون، الذي كان أول مسلم يُنتخب لعضوية الكونغرس، ويشغل الآن منصب المدعي العام لولاية مينيسوتا؛ ورامي النشاشيبي من شبكة العمل الإسلامي، ووائل الزيات، الرئيس التنفيذي لشركة Emgage، وهي مجموعة مكرسة لتثقيف وتعبئة الناخبين المسلمين؛ وسوزان بركات، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة Our Three Winners، والتي تهدف إلى الحد من التحيز ضد المسلمين؛ والشيخ محمد ماجد، من الجمعية الإسلامية لعموم منطقة دالاس.

وجاء الاجتماع في وقت يعمل فيه البيت الأبيض على تكثيف تواصله مع الأمريكيين العرب والفلسطينيين والمسلمين في جميع أنحاء البلاد وداخل الحكومة الفيدرالية.

تناقض صارخ

وقالت nbcnews إن البيت الأبيض لم يعلن عن هذا الاجتماع مقدمًا، ولم يؤكد حتى حدوثه بعد انعقاده، وهو تناقض صارخ مع النهج الذي تم عندما التقى بايدن بالقادة اليهود بعد 4 أيام من بدء الحرب الحالية، حيث أدلى بايدن بتصريحات متلفزة أعاد فيها التأكيد على علاقته “الراسخة” مع إسرائيل واليهود بصفة عامة.

وقال أحد الأشخاص الذين حضروا اجتماع بايدن مع زعماء العرب والمسلمين إنهم كانوا يفضلون لو اعترف البيت الأبيض بالاجتماع ونشر تصريحات الرئيس التي تمت خلاله.

كما قال أحد الحاضرين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “نأمل أن يمضي البيت الأبيض قدما في توفير تدابير متساوية من الشفافية والشمول والاحترام”.

ورغم كل السرية التي أحاط بها البيت الأبيض هذا الاجتماع، إلا أن بعض المشاركين فيه بدوا سعداء بما تم مناقشته فيه.

وأمضى بايدن حوالي ساعة في التحدث مع الزعماء المسلمين. وقال شخص مطلع على حديثه إنه دعاهم للتعبير عن مخاوفهم، وطلب آرائهم بشأن المسائل المتعلقة بما يجري حاليًا.

خطاب منحاز

وقال شخص كان في الاجتماع إن الضيوف المجتمعين في الجناح الغربي طلبوا من بايدن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في الحرب، فيما  أوضح بايدن أن إدارته تعمل جاهدة لتجنب التصعيد.

وأضاف أن البعض اعترض أيضًا على أن بايدن لم يُظهر على ما يبدو تعاطفًا كافيًا مع المدنيين الفلسطينيين الذين يموتون في الصراع الدائر حاليًا، ولا مع محنة الأمريكيين المسلمين الذين يواجهون التمييز في الداخل.

وقال الشخص الذي حضر الاجتماع: “لقد كانت مناقشة صريحة وعاطفية للتأكيد على أننا بحاجة إلى رؤية إضفاء الطابع الإنساني بشكل أفضل على الفلسطينيين والاعتراف بخسارتهم، خاصة وأن نصف سكان غزة أطفال”.

وأضاف: “لقد أبلغنا الرئيس أن تصريحاته قاصرة ولم تظهر التعاطف مع الفلسطينيين، وقد أثرنا مخاوف بشأن الترهيب والكراهية ضد مجتمعاتنا العربية والمسلمة”، مشيرًا إلى أن الرئيس أخذ هذا الأمر على محمل الجد، وجعل المشاركين متفائلين بأنه سيعالج هذا الأمر.

تصريحات ضارة

وبعد الإدلاء بسلسلة من التصريحات العامة حول ما حدث في بداية الحرب، والتي أكد فيها تضامنه مع إسرائيل، قام بايدن خلال الأسبوعين الماضيين بإعادة ضبط لغته لإظهار المزيد من الاهتمام بالمدنيين الذين لقوا حتفهم في الهجوم الإسرائيلي المضاد.

حيث طلب من القادة الإسرائيليين ألا يسمحوا للغضب المفهوم إزاء المذبحة التي ارتكبتها حماس، والتي راح ضحيتها 1400 إسرائيلي، بأن يشكل رد الفعل الإسرائيلي انتقامًا وفتكًا بالمدنيين.

ولا يزال العديد من القادة العرب الأمريكيين غير راضين عن خطاب بايدن، على الرغم من أنه يتحدث أكثر عن أهمية ضبط النفس لدى إسرائيل.

وفي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، سُئل بايدن عن الأعداد المتزايدة من المدنيين الذين لقوا حتفهم بسبب القصف الجوي الإسرائيلي، فرد قائلًا: “أنا متأكد من أن أبرياء قتلوا، ولكن هذا هو ثمن شن الحرب”.

وأشار الزعماء المسلمون إلى هذا التعليق في محادثتهم مع بايدن كمثال على اللغة الجارحة التي استخدمها، وقالوا له إن هذا التصريح “ضار للغاية ومهين للإنسانية”. لكن بايدن رد بأنه كان يقصد فقط التشكيك في مصداقية حماس في نشر أرقام الضحايا المدنيين.

خسارة الأصوات

وحذر الزعماء العرب والمسلمون من أن بايدن قد يواجه رد فعل عنيفًا من الناخبين انتخابات الرئاسة العام المقبل بسبب أسلوب تعامله مع الحرب الحالية.

وإذا نجحت حملة التوعية الواسعة النطاق التي يقوم بها البيت الأبيض، فمن الممكن أن تساعد في تهدئة جمهور انتخابي له أهمية خاصة في ولاية ميشيغان، وهي الولاية التي فاز بها بايدن في عام 2020.

وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير): “لست مندهشًا من حدوث الاجتماع، إنها نتيجة الضغط المتزايد عليه (بايدن) والغضب المتزايد ضده على الصعيد الوطني بسبب سياسته غير العادلة الأحادية الجانب”. وأضاف عوض: “بصفتي شخص له صوت في الانتخابات المقبلة، فقد خسر صوتي”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى