أخبارمنوعات

دروس الحياة والموت.. طفلة سورية تولد تحت أنقاض الزلزال بعد وفاة أسرتها كاملة

وسط الهزات المدمرة لزلزال سوريا وتركيا، ومشاهد الموت والدمار التي تتواصل على أرض الواقع وتنقلها الفضائيات، وقف العالم مذهولًا أمام مشهد واحد لم يكن أحد يتخيله.

طفلة سورية تولد تحت الأنقاض، ويتمكن عمال الإنقاذ من انتشالها حية بحبلها السري، بينما ماتت أمها بعد ولادتها، بل ولقيت أسرتها كاملة مصرعها تحت الأنقاض.

مشهد مهيب يحمل معاني لا حدود لها، فبأعيننا شاهدنا أن هناك من كتب الله له الحياة وأن يكون موعد قدومه إلى الدنيا تحت أنقاض الزلزال، بينما هناك الآلاف ممن كتب الله لهم الموت وموعد خروجهم من هذه الدنيا في نفس الظروف.

وكأن هذه الطفلة جاءت إلى الدنيا حاملة معها رسالة وعبرة، ودرسًا من دروس الحياة والموت شاء الله أن يُعلّمه للبشر جميعًا، فالحياة بيد الله وحده، يمنحها لمن يشاء، ويسلبها ممن يشاء، وقتما يشاء وكيفما شاء.

وما نشهده من حوادث وزلازل وغيرها ما هي إلا أسباب، ورغم أنها كوارث لا تحمل في قاموسنا غير معنى الموت، إلا أن الله سبحانه وتعالى إن شاء جعلها سببًا في الموت، وإن شاء جعلها سببًا للحياة.

تفاصيل الواقعة

وكان مقطع فيديو قد انتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر انتشال طفلة حديثة الولادة من تحت الأنقاض، في بلدة جنديرس شمال غربي مدينة حلب السورية بعد الزلزال المدمر.

وأظهر الفيديو رجلاً يركض وهو يحمل بين ذراعيه طفلة حديثة الولادة، لينقذها من الجو البارد ويبحث عن غطاء لها، بينما أفادت وسائل إعلام سورية بوفاة والدة الطفلة بعد ولادتها مباشرة تحت الأنقاض.

ووفقًا لموقع “العربية” فإن عائلة الطفلة نازحة من مدينة دير الزور، وتوفيت بالكامل جراء الزلزال بما في ذلك الأم، مشيرة إلى أنه تم نقل الطفلة إلى مستشفى جيهان في مدينة عفرين.

ووفقًا لموقع “دويتشه فيله” فقد تم العثور على الطفلة الوليدة متصلة عبر (الحَبْلُ السُّرِّيُ) بوالدتها التي قتلت مع العائلة بعدما دمر الزلزال منزهم، وهو ما يعني أن الطفلة الرضيعة أبصرت النور يتيمة، بعد أن قتل أفراد أسرتها جميعاً وهم والدها عبدالله المليحان، ووالدتها عفراء، مع أشقائها الأربعة، إضافة إلى عمتها.

يقول خليل السوادي، قريب العائلة: “كنا نبحث عن أبو ردينة (خليل) وعائلته، ووجدنا أولاً شقيقته ثم عثرنا على أم ردينة وكان هو قربها”. ويضيف “سمعنا صوتاً عندما كنّا نحفر، سبحان الله (..) نظفنا التراب لنجد الطفلة الوليدة متصلة بالحبل السري لوالدتها، قطعناه وأخذها ابن عمي إلى المستشفى”.

وأظهر مقطع الفيديو المتداول رجل يهرول من خلف جرافة صفراء وهو يحمل الرضيعة عارية إلا من طبقة من الغبار الممزوج بالدماء غطت جسدها الهزيل الذي تدلى منه الحبل السري.

ووسط درجات حرارة متدنية تقترب من الصفر، يعلو صوت رجل في خلفية الفيديو وهو يطلب إحضار سيارة لنقلها إلى المستشفى، بينما يركض رجل آخر فوق الركام ويرمي بطانية لكي يتم استخدامها في لف الصغيرة وحمايتها من البرد الشديد.

وبعد ساعات من البحث والعمل المضني بإمكانيات ضئيلة تمكن عناصر الإنقاذ والأهالي من إخراج جثث العائلة، فيما أرسلت الرضيعة إلى المستشفى لتتلقى الرعاية الطبية في حاضنة الأطفال حديثي الولادة.

وأوضح الأطباء أنه عند وصول الطفلة إلى المستشفى، كانت تعاني من برودة شديدة في أطرافها وحرارة داخلية منخفضة، بعدما أمضت ساعات تحت الأنقاض بعد ولادتها، وفقًا لموقع “إندبندنت عربية

وقال أخصائي الأطفال، هاني معروف، الذي يتابع وضعها الصحي “أجرينا لها إسعافات أولية وأعطيناها الكالسيوم عبر الحقن الوريدي كونها بقيت لساعات من دون رضاعة”.

وأضاف: “حالتها العامة مستقرة، لكن ثمة كدمات شديدة على جسمها”، مرجحاً أن تكون تلقت هذه الكدمات وهي في رحم والدتها، ويتوقع أن تكون الولادة قد تمّت بعد قرابة 7 ساعات من حدوث الزلزال.

وأشار معروف إلى أن وزن الطفلة يتجاوز الثلاث كيلوغرامات، وهو الوزن الطبيعي لطفل حديث الولادة، مما يعني أن موعد ولادتها كان قد اقترب وقت حدوث الزلزال.

عاشت الطفلة الصغيرة وكتب الله لها الحياة، بينما تم تشييع جثامين باقي أفراد أسرتها في بلدة جنديرس، بعد أن تم انتشال جثثهم من منزل العائلة المدمر.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين