أخبارأخبار أميركا

دعوات لمحاسبة رؤساء الجامعات بعد قمع المحتجين المؤيدين للفلسطينيين واعتقال 2300 منهم

أقام الناشطون المؤيدون للفلسطينيين مخيمات في أكثر من 70 جامعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة لجذب الانتباه إلى الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أشهر على قطاع غزة، ولمطالبة جامعاتهم بالتوقف عن التعامل مع الشركات التي تتعامل مع إسرائيل.

وأدت الاحتجاجات الطلابية على مستوى البلاد إلى اشتباكات مع الشرطة، واعتقال أكثر من 2300 متظاهر في الأسابيع القليلة الماضية، وفقًا لإحصاء شبكة NBC News.

ونظرًا لأن العديد من الطلاب يواجهون إجراءات قانونية وتأديبية، فإن هناك مشاعر إحباط من إدارة المسؤولين لاحتجاجات الحرم الجامعي.

ويوم الأربعاء الماضي، أقامت مجموعة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين مخيمًا في حرم مركز لينكولن بجامعة فوردهام في مدينة نيويورك. واستدعت الجامعة إدارة شرطة نيويورك للمساعدة، واعتقلت الشرطة 15 متظاهرًا.

وفي بيان موجه إلى مجتمع الجامعة صدر في وقت لاحق من ذلك المساء، وصفت رئيسة الجامعة، تانيا تيتلو، المعسكر داخل مبنى ليون لوينشتاين الأكاديمي والاحتجاج خارجه مباشرة بأنه “مختلف” عن الأحداث التي أقيمت سابقًا في حرم الكلية، وأضافت أن “المئات من المتظاهرون جاءوا من أماكن أخرى”.

وفي رسالة تمت مشاركتها مع NBC News،  قدم اثنان من أعضاء هيئة التدريس في جامعة فوردهام تحليلاً لتصريحات تيتلو التي وصفوها بأنها غير دقيقة ومضللة” لمجتمع الجامعة.

وقدم الأستاذ المساعد ليو جواردادو والأستاذ المشارك كاري كاستن تفصيلًا متعمقًا لأحداث الأول من مايو إلى مجلس شيوخ كلية فوردهام يوم الجمعة. كما قدموا مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها أعضاء هيئة التدريس الذين كانوا مراقبين للمخيم، وذلك كدليل للطعن في الادعاءات التي قدمتها تيتلو في رسالتها.

تتضمن إحدى هذه الادعاءات المبالغة في حجم المعسكر الداخلي، ومزاعم أن غالبية الأفراد المشاركين في المعسكر والاحتجاج لا ينتمون إلى جامعة فوردهام، رغم أن المتظاهرين المعتقلين كانوا من الطلاب والخريجين.

وفي حين زعمت تيتلو أن الاحتجاج لم يكن سلميًا، قال الأساتذة إن المعسكر لم يشهد أي أحداث عنف وأن “جميع المشاركين فيه ظلوا سلميين في احتجاجهم طوال اليوم”.

وقال داني تايلور، الأستاذ في برنامج مسرح فوردهام، إنه يشعر بالإحباط بسبب فشل الجامعة في “الالتزام بمهمتها التي تتضمن “تعزيز العدالة” و”حماية حقوق الإنسان”. وقال: “يجب أن نجعل مؤسستنا مسؤولة عن قيمها المعلنة للمسؤولية الاجتماعية والسلوك الأخلاقي”.

معارضة وانتقادات

ويواجه رؤساء الجامعات معارضة وانتقادات بسبب قراراتهم باستخدام الشرطة لقمع المعسكرات والاحتجاجات، ففي الأسبوع الماضي، بعد بدء مخيم مؤيد للفلسطينيين في حرم جامعة إيموري، اعتقلت الشرطة 28 شخصًا – 20 منهم من أعضاء مجتمع إيموري.

وبعد الحادث، وافق مجلس أعضاء هيئة التدريس في كلية إيموري للفنون والعلوم، إحدى كليات الجامعة التسع، على تصويت بحجب الثقة عن رئيس الجامعة، غريغوري فينفيس، حيث صوت 75% من الأعضاء لصالح القرار.

وفي يوم الجمعة، ألقت شرطة نيويورك القبض على 43 شخصًا أثناء إخلاء مخيم الجامعة. وفي وقت لاحق من بعد ظهر ذلك اليوم، عقد أكثر من 200 من أعضاء هيئة التدريس والموظفين من جميع الكليات الخمس داخل الجامعة اجتماعًا طارئًا.

وشهد الاجتماع، الذي استضافه فرع الجمعية الأمريكية لأساتذة الجامعات، ثلاثة قرارات، بما في ذلك التصويت بحجب الثقة عن الرئيسة، دونا شلالا، ومجلس الأمناء. وصوت لصالحه أكثر من 90% من الأعضاء. كما صوتت الغالبية العظمى من المجموعة لصالح إسقاط جميع التهم والإجراءات التأديبية ضد الطلاب.

وقالت المجموعة في بيان يوم الجمعة: “إن نتائج هذا الاجتماع الطارئ هي مجرد خطوة أولى، بدأها العاملون في الجامعة الذين يشعرون بالغضب الشديد والحزن بسبب معاملة الإدارة لطلابنا”.

وأضافت: “إن قرار الرئيسة دونا شلالا بدعوة الشرطة إلى الحرم الجامعي لاعتقال الطلاب المشاركين في الاحتجاجات السلمية، في وقت لم يكن فيه أي دعم من أعضاء هيئة التدريس، أمر لا يطاق.”

وفي جامعة تكساس في أوستن، حيث ألقت الشرطة القبض على 57 متظاهراً مؤيداً للفلسطينيين في 24 أبريل، وقع أكثر من 600 عضو من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة على رسالة مفتوحة يطالبون فيها بسحب الثقة من الرئيس جاي هارتزل، مشيرين إلى أنه أظهر أنه لا يستجيب لاهتمامات أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب الملحة، وخان ثقتهم.

وجاء في الرسالة: “لم تعد الجامعة مكانًا آمنًا للمجتمع المتنوع من الطلاب والعلماء الذين كانوا حتى الآن يعتبرون هذا الحرم الجامعي موطنًا لهم”.

كما أدان أعضاء هيئة التدريس في قسم التاريخ بجامعة كولومبيا استخدام قوة الشرطة ضد الطلاب وأشاروا إلى الاحتجاجات المماثلة المناهضة للحرب التي جرت في الحرم الجامعي في عام 1968، قائلين: “منذ آخر مرة تم فيها استدعاء الشرطة إلى هذا الحرم الجامعي بأعداد كبيرة، في عام 1968، عملت كولومبيا بجد لاستعادة ثقة المجتمع، وبناء حوار مشترك، والتعامل سلميًا مع الاحتجاجات، والحفاظ على ثقافة النقاش المحترم.

وفي جامعة جنوب كاليفورنيا، أرسل الطلاب رسالة إلى الرئيس كارول فولت أعربوا فيها عن خيبة أملهم بسبب في استخدام الإدارة للقوة، بعد أن اعتقلت إدارة شرطة لوس أنجلوس ما يقرب من 100 شخص بالجامعة في 24 أبريل.

وجاء في الرسالة، التي صدرت في 28 أبريل: “إن تصاعد عنف الشرطة في حرمنا الجامعي هو تجربة لم نتخيلها أبدًا”. ودعا طلاب جامعة جنوب كاليفورنيا إلى عدم اتخاذ أي “إجراءات انتقامية” أخرى ضدهم بسبب مشاركتهم في التجمعات السلمية.

وتابعت الرسالة: “نتوقع أن رد الجامعة غير المتناسب على مظاهرة 24 أبريل لن يتكرر أبدًا في هذا الحرم الجامعي”.

وفي جامعة كولومبيا، قدم الطلاب شكوى إلى مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم الأمريكية للتحقيق في التمييز ضد الطلاب الفلسطينيين وحلفائهم.

وبالإضافة إلى جهود أعضاء هيئة التدريس والطلاب للمطالبة بالمساءلة من المسؤولين، تتدخل منظمات مثل منظمة القانون الفلسطيني.

ففي فلوريدا، قام تحالف من سبع منظمات- بما في ذلك فروع اتحاد الحريات المدنية الأمريكي وNAACP بالولاية – بتسليم رسالة إلى رؤساء الكليات والجامعات في فلوريدا يوم الجمعة للتعبير عن قلقهم بشأن “الاستخدام غير الضروري للقوة من قبل سلطات إنفاذ القانون والتعدي على حقوق التعديل الأول للدستور”، واصفة ردود الجامعات على الاحتجاجات السلمية بأنها “مثيرة للقلق وخطيرة”

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى