أخبارأخبار العالم العربي

إسرائيل تشن غارات مكثفة على رفح وتبدأ إجلاء 100 ألف تمهيدًا للاجتياح البري

شن الطيران الإسرائيلي غارات مكثفة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة منذ مساء أمس الأحد أسفرت عن مقتل 28 فلسطينيا بينهم أطفال.

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أنه أمر السكان بإخلاء الأطراف الشرقية لمنطقة رفح جنوب قطاع غزة تمهيدًا لشن عملية عسكرية فيها.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قرار البدء بإخلاء رفح اتخذ الليلة الماضية في جلسة مجلس الوزراء، وبحسب مصادر فإن عملية الإخلاء تشمل نحو 100 ألف فلسطيني يسكنون في أحياء رفح الشرقية.

بدء الإخلاء

وطلب الجيش الإسرائيلي في بيان له من السكان والنازحين بمنطقة بلدية الشوكة وأحياء السلام والجنينة وتبة زراع والبيوك الخروج فورًا والتوجه نحو ما سماها “المنطقة الإنسانية الموسعة” في المواصي، وهي منطقة على الساحل تمتد بين رفح وخان يونس.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش أسقط منشورات تدعو سكان المناطق الشرقية لرفح لمغادرة منازلهم، في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية.

وقال شهود عيان إن مئات الفلسطينيين نزحوا اليوم من المناطق الشرقية لرفح إلى غرب ووسط المدينة وغرب مدينة خان يونس (جنوب) وشمال مدينة دير البلح (وسط)، مشيرين إلى أن عمليات النزوح بدأت وسط غارات إسرائيلية مكثفة على شرق المدينة.

حشد عسكري

وقال مدير مكتب “الجزيرة” في فلسطين، وليد العمري، إن هذا التطور يأتي بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد حشد قوات كبيرة على حدود جنوب قطاع غزة، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال يستعجل العملية العسكرية قبل وصول مدير المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، إلى إسرائيل.

وكانت صور للأقمار الصناعية قد كشفت أمس أن الجيش الإسرائيلي نشر نحو 300 آلية عسكرية إسرائيلية بالقرب من حدود رفح. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية من المتوقع أن تبدأ العملية العسكرية في رفح خلال أيام على أن تكون محدودة بما يسمح لإسرائيل بالعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة.

تحريض المتطرفين

ومع بدء عمليات ترحيل سكان رفح دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الجيش الإسرائيلي إلى اجتياح رفح فورًا. وقال سموتريتش في منشور على منصة “إكس” إن التأخير في دخول رفح وفقدان السيطرة على الأصول الإستراتيجية في القطاع يضران بإسرائيل ويضران بأهداف الحرب ويضران بفرصة إعادة المحتجزين إلى ديارهم ويكلفان الكثير من الدماء، على حد قوله.

ويعد الوزير المتطرف سموتريتش من أبرز الداعمين في الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية في رفح، متجاهلا أي مخاوف وتحذيرات دولية من خطورة هذه الخطوة.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم إن التحرك العسكري الإسرائيلي في رفح ضروري بسبب رفض حماس مقترحات قدمها الوسطاء بشأن هدنة في غزة تطلق بموجبها الحركة سراح بعض المحتجزين.

وأبلغ غالانت نظيره الأمريكي لويد أوستن بقرار الحكومة الإسرائيلية بدء عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حماس ترفض أي اقتراح من شأنه أن يسمح بإطلاق سراح المحتجزين ووقف مؤقت لإطلاق النار، على حد زعمه.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن مرارًا تصميمه على اجتياح رفح بذريعة القضاء على كتائب حماس في المنطقة، وذلك على الرغم من التحذيرات الأمريكية والدولية من العواقب الإنسانية لأي عملية عسكرية في المدينة التي تؤوي نحو 1.5 مليون نازح. وصرح نتنياهو في مناسبات عدة بأن قواته ستدخل رفح، سواء تم أم لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى.

رد حماس

وفي مقابل تهديدات نتنياهو ووزرائه المتطرفين توعدت فصائل المقاومة الفلسطينية إسرائيل بأنها ستدفع ثمنًا باهظًا في حال توغلت قواتها في رفح. وقالت حركة حماس إن تحضير جيش الاحتلال للهجوم على مدينة رفح جريمة تؤكّد إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على المضي في حرب الإبادة.

وأكدت أن أي عملية عسكرية في رفح لن تكون “نزهة” لجيش الاحتلال، مشيرة إلى أن المقاومة على أتَم الاستعداد للدفاع عن الشعب الفلسطيني. ودعت المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين العزل في مدينة رفح.

وقال قيادي كبير في حركة حماس، في تصريحات له، إن الأمر الإسرائيلي بترحيل السكان من رفح جنوبي قطاع غزة تطور خطير وستكون له تداعياته، مضيفا أن الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي عن هذا الإرهاب.

فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان له إن إعلان مناطق شرق رفح مناطق خطيرة يؤكد النية المسبقة لشن عدوان على مدينة رفح. كما أن الإعلان عن عزم اجتياح رفح يدل على أن الاحتلال ذهب إلى مفاوضات التهدئة مخادعًا.

وأشار البيان إلى أن عدوان الاحتلال لم يتوقف لحظة في كل مناطق قطاع غزة، وحتى رفح لم تسلم من عمليات القصف، ويأتي إعلان اليوم استمرارا لنهج الجرائم والإبادة ضد الشعب الفلسطيني ويهدد حياة 1.5 مليون شخص.

تحذير دولي

وسبق أن دعت دول عدة دول، على رأسها الولايات المتحدة ومصر وقطر، التي تقوم بالوساطة بين إسرائيل وحركة حماس- إلى تجنب أي عملية عسكرية في رفح المكتظة بالنازحين لخطورتها.

وقال مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عبر منصة إكس، إن أوامر إسرائيل بإجلاء المدنيين في رفح تنذر بالأسوأ، وهي أمر غير مقبول. وقال إنه يجب على إسرائيل التخلي عن الهجوم البري وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2728، كما يجب على الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع المجتمع الدولي التحرك لمنع مثل هذا السيناريو.

من جهتها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن عواقب الهجوم الإسرائيلي على رفح ستكون مدمرة على 1.4 مليون شخص، مؤكدة أنها باقية في المدينة لتقديم المساعدات التي تنقذ أرواح الناس.

وشددت (أونروا) في بيان لها على أنها لن تشارك في الإجلاء القسري للسكان في رفح أو في أي مكان آخر في قطاع غزة. وقالت إن الحياة في رفح محفوفة بالمخاطر، والظروف المعيشية رهيبة بالفعل، ويمكن أن تتفاقم أكثر.

وأضافت أن التهديد الذي يلوح في الأفق بالنزوح الإضافي قد يدفع المجتمع إلى تجاوز نقطة الانهيار، مما يزيد المخاطر على مئات الآلاف من الناس.

وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى