أخبارتقارير

الحصيلة الأعلى منذ 4 سنوات.. مقتل 67 صحفيًا حول العالم خلال 2022

دعا الاتحاد الدولي للصحفيين المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ملموسة من أجل سلامة وحرية الصحفيين، وذلك مع ارتفاع وتيرة حالات القتل والحبس التي تعرضوا لها خلال العام 2022.

وأكد الاتحاد أنه بات من الضروري، أكثر من أي وقت مضى، اعتماد اتفاقية الاتحاد الدولي للصحفيين، الخاصة بسلامة الصحفيين والمهنيين الإعلاميين، التي أطلقها رسميًا على هامش اجتماعات الدورة العادية 51 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم 30 سبتمبر 2022.

67 واقعة قتل

ونشر الاتحاد تقريره السنوي حول الصحفيين والعاملين الإعلاميين الذين قتلوا لأسباب تتعلق بعملهم المهني. وأحصى الاتحاد 67 واقعة قتل خلال العام 2022، مقارنة بـ47 واقعة من العام الماضي.

ووفقًا للتقرير فقد تسببت الحرب في أوكرانيا بمقتل 12 إعلاميًا، وهو أعلى رقم في 21 دولة سُجلت فيها حوادث قاتلة. لكن المنظمات الإجرامية في المكسيك، وانهيار القانون والنظام في هايتي، ساهم أيضًا في زيادة عمليات القتل، حيث تم توثيق 11 و 6 حالات قتل على التوالي. في حين يواجه الصحفيون في كولومبيا تصاعدًا في أعمال العنف مما يهدد بإعادة البلاد مرة أخرى إلى منطقة لقتل الصحفيين والإعلاميين.

العالم العربي

كما ارتفع عدد جرائم قتل الصحفيين والعاملين الإعلاميين في العالم العربي والشرق الأوسط من 3 حالات في العام الماضي إلى 5 في هذا العام، بما في ذلك مقتل صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقله، في وضح النهار.

كما قُتل 4 صحفيين في تشاد والصومال، ما يعني أن إفريقيا سجلت أقل عدد من الوفيات بين المناطق الخمس المدرجة على قائمة الاتحاد الدولي للصحفيين بعد الأمريكتين (29 حالة)، وآسيا والمحيط الهادئ (15 حالة)، وأوروبا (14 حالة) والعالم العربي والشرق الأوسط (5 حالات).

مراسلون بلا حدود

من ناحية أخرى سجلت منظمة مراسلون بلا حدود مقتل 58 صحفيًا حول العالم خلال العام 2022، بارتفاع نسبته 13.7% عن حصيلة عام 2021 الذي شهد مقتل 51 صحفيًا.

ووفقا لمقياس حرية الصحافة التابع للمنظمة، نعتبر حصيلة الصحفيين القتلى التي سجلت خلال 2022 هي الأعلى خلال الأربع سنوات الأخيرة، لتضاف إلى الأرقام التي تجعل من العشرين سنة الماضية أسوأ السنوات بالنسبة للصحفيين.

وأشارت المنظمة في تقرير لها إلى أنها سجلت مقتل 1668 صحفيًا في السنوات العشرين الماضية (2003-2022)، بمعدل 80 كل عام، فيما بلغ مجموع القتلى 1787 صحفيًا منذ عام 2000.

أخطر 15 دولة

ووفقًا للتقرير فقد بلغت حصيلة القتلى السنوية ذروتها في عامي 2012 و2013 مع مقتل 144 و142 صحفيًا على التوالي، وأرجعت هذه النسبة بشكل كبير إلى الحرب في سوريا.

وتشير الإحصاءات إلى أن 80% من حوادث قتل الصحفيين خلال الفترة المذكورة وقعت في 15 دولة، موضحة أن العراق وسوريا سجلا أعلى عدد من الصحفيين القتلى حيث قتل 578 صحفيًا في البلدين خلال السنوات الـ 20 الماضية، وهو ما يعادل أكثر من ثلث الرقم العالمي.

وبعد العراق وسوريا جاءت أفغانستان واليمن وفلسطين ثم الصومال في المرتبة التالية. ولا تزال روسيا هي البلد الأكثر دموية في أوروبا بالنسبة لوسائل الإعلام، حيث قتل فيها أكبر عدد من الصحفيين خلال السنوات الـ 20 الماضية، وشهدت هجمات منهجية على حرية الصحافة منذ تولي فلاديمير بوتين السلطة.

والمفارقة أن أوكرانيا شهدت ثاني أعلى عدد من قتلى الصحفيين في أوروبا خلال الفترة المذكورة، حيث قتل 8 صحفيين فيها منذ بداية الغزو الروسي، بينما قتل 12 آخرين هناك خلال السنوات الـ 19 السابقة. وفقًا لموقع “الحرة“.

مناطق الحروب

وبصفة عامة واجه الصحفيون مخاطر كبيرة في المناطق التي وقعت فيها اشتباكات مسلحة خلال العقد الماضي، فمن بين 686 حالة قتل للصحفيين وقعت منذ عام 2014، كانت 335 حالة في مناطق الحرب (بما في ذلك سوريا وأفغانستان واليمن).

بينما كانت السنوات الخمس الأكثر دموية في الفترة من 2012 إلى 2016، حيث قتل 94 صحفيًا في عام 2012، و92 في عام 2013، و64 في عام 2014، و52 في عام 2015، و53 في عام 2016.

لكن تقرير المنظمة رصد تطورًا مهمًا وهو أن مجموع الصحفيين الذين قتلوا في مناطق الحرب خلال السنوات الثلاث الماضية لم يتجاوز 20 صحفيًا، وذلك بفضل التدابير الوقائية والحمائية التي تتخذها المؤسسات الإخبارية.

خطورة المناطق الآمنة

في المقابل فإن البلدان التي لا تشهد حروبًا لم تكن آمنة للصحفيين، حيث قتل عدد أكبر من الصحفيين في “مناطق السلم” أكثر من “مناطق الحرب” خلال العقدين الماضيين، وعلى سبيل المثال كانت أمريكا الجنوبية والوسطى هي القارة الأكثر خطرًا على الصحفيين، وبصفة خاصة بلدان المكسيك والبرازيل وكولومبيا وهندوراس، التي كانت من بين أخطر 15 دولة في العالم على الصحفيين.

وفي آسيا هناك دول مثل الفلبين التي قتل فيها أكثر من 100 صحفي منذ بداية عام 2003، وباكستان التي قتل فيها 93، والهند 58.

ورغم أن الذكور يشكلون أكثر من 95% من قتلى الصحفيين في مناطق الحرب أو في ظروف أخرى، إلا أن هناك 81 صحفية تعرضن للقتل في السنوات الـ 20 الماضية، بما يعادل 4.86% من إجمالي وفيات الصحفيين.

وشهدت بعض السنوات ارتفاعًا حادًا في عدد الصحفيات المقتولات، وكانت بعض هذه الزيادات مقلقة بشكل خاص. ففي عام 2017 قُتلت 10 صحفيات (مقابل 64 صحافيًا) – وهو رقم قياسي بلغ 13.5% من إجمالي وفيات الصحفيين في ذلك العام.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين