دراسة تكشف عن سبب تناقص أعداد النحل في أمريكا

لا تزال الجهود المبذولة مستمرة لحماية أسراب النحل الطنان المعرضة للخطر، حيث تم الإبلاغ عن انخفاض أعداد النحل في العديد من الولايات، وفقًا لما ذكرته صحيفة “The Hill“.
ومع ذلك، يشير بحث جديد من جامعة ويبستر في ميسوري إلى تغير المناخ كسبب محتمل لانخفاض أعداد النحل الطنان في مناطق الجبال، أو المناطق المرتفعة بشكل عام.
في مجلة “Global Change Biology”، حقق الباحثون فيما إذا كانت استجابات النحل الطنان تولد عدم تطابق مع موارد الأزهار، وما إذا كانت هذه الاختلافات بدورها تعزز الاضطراب واستبدال الأنواع المحتملة.
النحل ضروري لكل من البشر والبيئة، حيث يساهم عملهم بشكل مباشر في الأمن الغذائي، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، حيث يعتمد ثلث إنتاج الغذاء في العالم على النحل.
بدأت الدراسة في عام 2012، وقام الخبراء بتقييم بيانات أعداد النحل من 3 قمم في جبال روكي، وقام الباحثون أيضًا بتحليل البيانات حول الأنواع التي تم جمعها على مدار 60 عامًا ووجدوا أن النحل لديه قدرة منخفضة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، يحدث اضطراب في تكاثر النحل، وهذه الظاهرة من شأنها أن تؤدي إلى انقراض النحل في المستقبل القريب.
قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، نيكول ميلر ستروتمان، أستاذة علم الأحياء المشاركة: “نتوقع انقراض بعض الأنواع في المناطق التي لا يستطيع فيها نحل الجبال الهجرة إلى أعلى المنحدرات، حيث يكون الطقس أكثر برودة وموسم التكاثر لا يزال قصيرًا”.
وأضافت: “النحل لا يستجيب للتغيرات في درجات الحرارة بالسرعة الكافية لأنه عالق في فخ تطوري بسبب التغير المناخي”.
وأوضح المؤلفون أن درجات حرارة الربيع الأكثر دفئًا تعني أيضًا الإزهار المبكر لموارد النحل المفضلة، وقد يتخلف نحل الجبال المستقر في نطاق درجة الحرارة عن النحل الذي يوسع نطاقه عندما يتعلق الأمر بالتلقيح، بسبب عدم التوافق في توقيت هذه الأحداث الموسمية.
بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن مناطق الجبال عادة ما تكون باردة، فإن مواسم نمو الأزهار الصيفية قد تكون قصيرة، بينما من المحتمل أن يتكيف نحل الجبال مع هذا الوقت الأقصر عن طريق الحد من نشاط البحث عن الطعام ومرحلة التكاثر.
أوضح الباحثون أنه الآن بعد أن أصبحت المواسم الأطول والأكثر دفئًا أكثر شيوعًا، فإن النحل يفقد الزهور في أوقات لاحقة. وفي المقابل، يكون النحل المنخفض الارتفاع أكثر مرونة مع جداولهم، حيث اعتادوا على الطقس الأكثر دفئًا ويمكنهم استغلال هذه الموارد.
كتب المؤلفون: “تشير النتائج إلى أن تحويل الموائل التاريخية لأنواع نحل الجبال المتكيفة مع البرودة إلى ملاجئ لمزيد من المتجانسات التي تتحمل الحرارة، يؤدي إلى انقراض مجتمعات النحل الطنان في الارتفاعات العالية”.