رأي

أشجارنا لا بواكي لها

بقلم: معن الحسيني

للأسف لا يوجد ين الأشجار المحترقة نفط ولا غاز ولا حتى حديد خردة، وإلا كنا رأينا الجيوش الجرارة التي تملأ البلاد طولًا وعرضًا ومن كل الجنسيات قد تداعت لإطفاء الحرائق التي التهمت غابات الساحل السوري.

ماحدا إله مصلحة بهالشجرة المسكينة، لك حتى المواطن الصالح الذي يرفل بالسعادة في حضن الوطن لم يحرك ساكنًا، وكأن لسان حاله يقول هي وقفت عالشجر وقد فني البشر.

كلما نظرت في الصورة التي على بروفايلي – وهي لطفلة صغيرة تقف على ركام بيتها المدمر وقد أمسكت بلعبة وعيناها تنظران في الأفق تنتظران ساعة الخلاص – أقول عليّ أن أغير الصورة، يجب أن أكون أكثر تفاؤلاً.

ثم لا تلبث يد الواقع أن تصفعني على وجهي حاملة خبرًا جديدًا عن دمار آخر هنا أو هناك، خبراً عن دمار البقية الباقية من البشر والحجر والشجر.

أعتقد أنه من الحري بي أن أجتث هذه الصغيرة من الصورة، ثم أرسلها مع ساعي البريد إلى بلد ما لتعيش فيه طفولتها وشبابها وكهولتها كأي إنسان آخر، كأي إنسان طبيعي يعيش ببساطة على هذا الكوكب.

أما البيت المدمر الذي سيبقى في الصورة فمصيره سلة المهملات على سطح المكتب.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى