توفي اليوم الجمعة الفنان المصري القدير، صلاح السعدنى، عن عمر يناهز الـ81 عامًا بعد صراع مع المرض، وتم تشييع جنازته بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد بحضور عدد كبير من الفنانين.
وجاءت وفاة السعدني، وهو والد الفنان الشاب أحمد صلاح السعدني، بعد رحلة طويلة من المشوار الفني الكبير الذي أثري به السينما والدراما المصرية، واستطاع أن يدخل قلوب الجمهور المصري والعربي بأعماله التى تميز بها، حتى حصل على لقب “عمدة الدراما”.
والفنان صلاح السعدني، من مواليد عام 1943 بمحافظة المنوفية، وبدأ مشواره الفني بمسرح جامعة القاهرة، حيث كان يدرس في كلية الزراعة مع صديقه الفنان عادل إمام، وتخرجا سوياً وانطلقا في عالم الفن، ليكتب كل منهما مسيرة مليئة بالأعمال الناجحة على مدار ما يقرب من 60 عاماً.
وبدأ السعدني مشواره الاحترافي بالتمثيل في أوائل الستينيات من خلال التلفزيون، وشارك بدور صغير في مسرحية “لوكاندة الفردوس” التي لعب بطولتها عبد المنعم مدبولي وأمين الهنيدي، ثم حصل على عدد من الأدوار في المسرح والسينما والتلفزيون، قبل أن يحصل على فرصة إثبات موهبته ومساحات أكبر في الأعمال خلال فترة السبعينيات، وفقًا لموقع “سكاي نيوز عربية“.
وشارك خلال سبعينيات القرن العشرين في عدد من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية ومنها “الأرض”، “أغنية على الممر”، “الرصاصة لا تزال في جيبي”، “العمر لحظة”، إلى جانب دوره الشهير في مسلسل “أبنائي الأعزاء شكراً” مع مكتشف موهبته عبد المنعم مدبولي.
ووصل السعدني إلى قمة نجاحه بعد اعتذار سعيد صالح عن لعب شخصية “العمدة سليمان غانم” في مسلسل “ليالي الحلمية”، ليذهب الدور إليه، ويصنع مع يحيى الفخراني والمؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، واحداً من أنجح المسلسلات في تاريخ الدراما العربية.
وقدم السعدني هذا الدور ببراعة شديدة، خاصة مع التطور العمري للشخصية الذي تطلب منه مجهوداً مضاعفاً لإظهار ملامح الكبر في السن في أجزاء المسلسل الذي صنف بالملحمة الدرامية المميزة، وتسبب هذا الدور في منحه لقب “عمدة الدراما المصرية”.
ومن أبرز أعماله: “يوميات نائب في الأرياف”، “قصر الشوق”، “أرابيسك: أيام حسن النعماني”، “حلم الجنوبي”، “الناس في كفر عسكر”، الباطنية”، “الإخوة الأعداء “.
وكان آخر أعماله مسلسل “القاصرات” في عام 2013، والذي تناول قضية زواج القاصرات، الذي يعد من أكثر العادات الخاطئة التي مازالت تحدث في أجواء صعيد وأرياف مصر، وما يترتب عليه من آثار سلبية على المستوى الاجتماعي.
وبعد هذا المسلسل اختار صلاح السعدني اعتزال التمثيل في صمت، قبل 10 أعوام، تزامناً مع احتفاله بعيد ميلاده السبعين. ورحل الفنان الكبير تاركا إرثاً فنياً كبيراً ومسيرة فنية طويلة ما بين الدراما والسينما، قدم خلالها علامات بارزة وأدوار لا تنسى.