فن وثقافة

بسبب لقب “مطرب النحس”.. حسين الجسمي يصاب بالاكتئاب ويفكر في الاعتزال

حملة تنمر واسعة طالت المطرب الإماراتي حسين الجسمي عقب وقوع كارثة انفجار مرفأ بيروت، والسبب هو أن عددًا من متابعيه ربطوا بين الحادث وبين أغنية غناها الجسمي للبنان، وتغريدة نشرها قبل الكارثة مباشرة.

وتناقلت العديد من وسائل الإعلام أخباراً تفيد بأن حسين الجسمي يمر بحالة اكتئاب وأنه يفكر في الاعتزال، خاصة وأن كثيرون باتوا يطلقون عليه لقب “مطرب النحس” ويربطون بينه أعماله وتغريداته والعدد من الحوادث التي تقع في البلدان التي يتناولها في أغانية وتغريداته.

وتعرض المطرب الإماراتي لهجمة شرسة مؤخرًا اتهمته بأنه كان “فأل سوء” على لبنان، نظراً لأنه غنى أغنية “بحبك يا لبنان” للسيدة فيروز، في حفله الذي أقيم في “دبي أوبرا”.

وقبل الحادث بأيام، أجرى مكالمة هاتفية في قناة mtv اللبنانية أثني فيها على الشعب اللبناني وصموده، وأعاد غناء الأغنية، في يوم الجيش الوطني بمناسبة مرور 75 عامًا على تأسيسه.

كما غرد قبل يومين من حادث انفجار بيروت عبر حسابه على تويتر قائلاً: “بحبك يا لبنان لتخلص الدني”.

حوادث سابقة

ومنذ سنوات يتكرر الحديث عن نبرة تشاؤم من جانب البعض كلما غنى الجسمي لبلد ما أو تناولها في تغريداته على تويتر، وذلك بسبب المصادفات الكثيرة التي حدثت من خلال وقوع حوادث وكوارث بهذه البلدان بعد تناولها من جانب الجسمي، حتى أن البعض طالبه التوقف عن نشر تغريداته، وعدم الغناء للبلدان العربية، بل وسخر البعض من هذا الأمر وطالبوه بالغناء لإسرائيل.

ووفقًا للعديد من التقارير الإعلامية التي تناولت الربط بين الجسمي وبعض الكوارث في عدة دول تناولها في أغانية وتغريداته، فقد غنى الجسمي في عام 2011 أغنية لليبيا بعنوان “ليبيا يا جنة”، لتندلع الثورة الليبية بعد 6 أيام من إطلاق أغنيته، وقُتِل معمر القذافي، وتدهورت الأوضاع الأمنية في البلاد بشكل مأساوي.

ويتذكر البعض الأغنية التي غناها الجسمي لنادي برشلونة الإسباني عام 2012، والتي كانت بعنوان “حبيبي برشلوني” والتي أعقبها خروج الفريق بعد ذلك بثلاثة أيام من نصف نهائي رابطة أبطال أوروبا، بعد خسارته الفادحة أمام نادي تشيلسي الإنجليزي.

وفي عام 2014 جاءت أغنية حسين الجسمي الأشهر “بشرة خير” التي كان هدفها دعوة المصريين إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات الرئاسية، وتحوّلت الأغنية لاحقاً إلى أغنية مؤيدي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، لكن هذه الانتخابات تحديدًا شهدت ضعفًا في الإقبال على التصويت، كما تلتها حوادث أمنية كثيرة، ورغم أن ما حدث كان لأسباب داخلية في مصر إلا أن البعض ربطوا بين الجسمي وما حدث.

ولم ينس مؤيدو نظرية “النحس” الأغنية التي غناها الجسمي لمكة المكرمة عام 2015 بعنوان “لما بقينا في الحرم”، والتي تلتها حادثة رافعة الحرم المكي التي خلفت هذه الحادثة أكثر من 108 قتيلاً وحوالي 238 جريحاً، ثم حادثة تدافع الحجاج في “منى” التي أدت إلى مقتل 769 شخصاً على الأقل وإصابة 694 آخرين، حسب الرواية الرسمية السعودية.

وفي عام 2015 أيضًا غنى الجسمي أغنية “نفح باريس” للعاصمة الفرنسية، وأصيبت باريس بهجمات إرهابية دامية بعد الأغنية بيومين، شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن، وأسفرت عن مقتل 137 شخصًا وإصابة أكثر من 400 آخرين.

أيضًا شهد عام 2015 إطلاق أغنية الجسمي “محبوبتي” التي أهداها إلى أرض اليمن كما قال، والتي شهد اليمن بعدها اليمن أحداث أمنية دراماتيكية، انتهت باغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد.

وطالت الحوادث المرتبطة بالجسمي بلده الإمارات، ففي 31 ديسمبر من عام 2016، وبينما كانت دبي تستعد لاحتفالات رأس السنة التي تشتهر بها، غرد حسين الجسمي قائلا: “اليوم دبي ستكون مضيئة بالألعاب النارية، وبعدها بساعات شهدت دبي حادث حريق فندق “العنوان” الشهير بدبي.

أحداث مفبركة

ربط البعض بين الجسمي وعدد من الأحداث الكارثية التي لم يكن له أي يد فيها، ولكن تصادف حدوثها مع أغانية وتغريداته، لكن البعض الآخر ذهب بعيدًا وفبرك تغريدات للجسمي وربطها بأحداث أخرى، كنوع من التندر والسخرية لربط اسمه بأحداث أخرى.

ففي 2015، وقبل يومين توقف موقع تبادل الصور والفيديوهات “سناب تشات” بشكل مفاجئ، فانتشرت صور وتغريدات مفبركة للجسمي، يعلن فيها أنه سعيد باستخدام الموقع قبل دقائق من توقفه.

وفي نفس العام أيضًا اندلع حريق في التلفزيون السعودي، فربط مغردون مجدداً بين اسم حسين الجسمي وما حدث، فنشروا تغريدة مفبركة تقول إنه كان من المقرر أن يكون ضيفاً على التلفزيون السعودي، قبل اندلاع الحريق.

وفي عام 2016 عندما حدث الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا انتشرت تغريدة مفبركة للجسمي، يقول مفبركوها على لسانه إن “تركيا بلد السياحة والأمان”، في إشارة إلى أن تغريدته كانت سببًا في وقوع الأحداث التي ضربت الأمن والسياحة.

استياء الجسمي

من جانبه أبدى الجسمي استياءه الكبير للغاية من هذه الحملة من التنمر والسخرية التي تتكرر ضده كل فترة ضده، معتبرًا أنه من غير المعقول الربط بينه وبين هذه الأحداث.

وعبر عن ذلك من خلال تغريدة على تويتر قال فيها: “نرجو من كل من زوّر تغريدات باسمنا أن لا يفعلها مرّة أخرى”، مضيفًا “ترجو مراعاة مشاعرنا ومشاعر من يهتم بنا”.

وفي تغريدة أخرى خاطب الجسمي جمهوره قائلًا: أنتم أهلي وناسي، ومنكم أستمد نجاحي وأفكاري، وسأظل راقياً وشامخاً كجبل للثقافة والأغنية الإماراتية والخليجية والعربية، مهما لقاني من بعض أحبائي تجريح”.

وفي رده على حملة التنمر ضده مؤخرًا بعد انفجار بيروت كتب تغريدة أخرى على تويتر قال فيها: “صمتنا احتراماً تربّينا عليه.. نسامح ونحسن الظن كرماً.. ونتجاهل شموخًا.. جميعكم نحب”.

وتحدثت تقارير عديدة عن أن فكرة اعتزال الفن أصبحت تراود الجسمي بقوة حاليًا، إلا أن من المؤكد أن الفنان الإماراتي سيواجه معارضة شديدة من المقربين منه، إلى جانب جمهوره ومحبيه.

وبالفعل انهالت التعليقات من محبيه، الذين أكدوا على حبهم الكبير له، وأنه لا يجوز ترك مسيرته الفنية الناجحة بهذه الصورة.

وردت الفنانة سوزان نجم الدين على الأبناء المتداولة حول اعتزال الجسمي، من خلال تغريدة عبر حسابها على Twitter قالت فيها: “حسين الجسمي كلنا نحبك.. ومن أساؤوا لك أساؤوا لأنفسهم وأنت أكبر من كل تلك المهاترات”.

كما تم تدشين هاشتاغ “#حسين_الجسمي_كلنا_نحبك” على “تويتر”، ليتصدر بقوة بأجمل عبارات الحب والدعم للفنان الإماراتي.

حيث أكد محبوه أنه شخص مسالم لم يخرج أي إساءة في يوم ما، ودائماً محب لزملائه النجوم وداعم أول لهم، كما أنه فنان بمعنى الكلمة على المستوى المهني والإنساني.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين