قتلى وجرحى مع تجدد المظاهرات في العراق

انطلقت اليوم الجمعة تظاهرة شبابية أمام مقر إدارة حقل الأحدب النفطي في قضاء الأحرار غربي مدينة الكوت بمحافظة واسط العراقية؛ للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم، وإلغاء عمل مجالس المحافظات على اعتبارها واجهة كبرى للفساد المالي والإداري.
وأفادت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء نينا بأن الآلاف من المتظاهرين توجهوا إلى ساحة مجلس محافظة واسط وهم يحملون الأعلام العراقية، وسط تواجد مكثف للقوات الأمنية غير المسلحة، مطالبين بتشكيل مجلس الخدمة الاتحادية، وتعديل قانون الانتخابات، مع إلغاء الهيئات المستقلة، والاعتماد على الأجهزة الرقابية المركزية، وتفعيل دور القضاء.
وجدد العشرات من الأهالي في محافظة ميسان تظاهراتهم منذ مساء أمس الخميس، معلنين اعتصامهم أمام مبنى المحافظة، ومطالبين بمحاسبة الفاسدين.
وتوافد عدد من المتظاهرين في محافظة البصرة صباح اليوم إلى مبنى حكومة البصرة المحلية؛ للمشاركة في التظاهرة التي انطلقت بعد ظهر اليوم، وبدأت أعداد المتظاهرين في التزايد وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها القوات الأمنية منذ ليلة أمس، مطالبين بحقوقهم ومحاسبة الفاسدين، فيما شهدت شوارع المحافظة الرئيسية انتشارا أمنيا واسعا.
وتوجه الآلاف من المتظاهرين المتجمعين في ساحة ثورة العشرين وسط محافظة النجف؛ للتجمع في ساحة الصدرين أمام مبنى المحافظة ومجلسها.
وفي السياق ذاته، قام العشرات من المتظاهرين بحرق الإطارات أمام بوابة منفذ سفوان الحدودي المحاذي لدولة الكويت، مطالبين بتحسين واقع الخدمات، وتوفير فرص عمل للعاطلين، فيما أغلقت إدارة المنفذ الأبواب تحسبا لأية حالة طارئة.
قتلى وجرحى
وأفادت فضائية سكاي نيوز أن الشرطة العراقية ومصادر طبية أكدت مقتل متظاهر ثالث في بغداد في مواجهات مع القوات الأمنية.
فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الجمعة، إصابة 68 فردًا من القوات الأمنية في التظاهرات التي انطلقت اليوم فى بغداد وعدد من المحافظات.
وقال خالد المحنا، المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، نشيد بدور الإعلام الوطني بنقل أحداث التظاهرات، مؤكدا أن القوات التي تعاملت مع المتظاهرين هي قوات حفظ القانون حصرا وهناك تعاون كبير معهم، ما ساعدنا بتشخيص المندسين.
وأضاف المحنا، أن الإصابات فى صفوف القوات الأمنية بلغت 68 إصابة، لافتا إلى أن الوزارة لا تتدخل في تحديد أي مكان للتظاهر ومهمتها حماية المتظاهرين في أي مكان من محافظات البلاد.
من جانبه نفى قائد عمليات الرافدين في العراق اللواء الركن جبار نعيمة الطائي اليوم الجمعة ما تردد من أنباء حول تعرض مبنى محافظة المثنى إلى الحرق من قبل المتظاهرين المطالبين بمحاربة الفساد وتوفير الخدمات وفرص العمل.
وقال الطائي – في تصريح أوردته قناة السومرية نيوز الإخبارية – “لا صحة لأنباء حرق مبنى محافظة المثنى”، مشيرا إلى أن متظاهري محافظات واسط وذي قار وميسان متعاونون مع القوات الأمنية، وملتزمون مع خطاب المرجعية، ولا يوجد أي أعمال عنف مع القوات الأمنية والمتظاهرين.
وكانت أنباء تناقلتها عدد من وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بتعرض مبنى محافظة المثنى إلى الحرق من قبل المتظاهرين.
البرلمان يدعو للاستجابة
وأكد نائب رئيس مجلس النواب العراقي بشير خليل الحداد اليوم (الجمعة) أهمية إجراء إصلاحات حكومية سريعة والاستجابة للمطالب المشروعة للمتظاهرين وفق سقوف زمنية محددة.
وقال الحداد في بيان أوردته قناة “السومرية نيوز” الإخبارية، “وجهنا آمر فوج حماية مجلس النواب بالتعامل المدني المسؤول مع المتظاهرين وحمايتهم وفق مبادئ حقوق الإنسان، في حال وصول التظاهرات إلى بناية المجلس وعدم مواجهتهم بالعنف”.
وطالب المتظاهرين بالحفاظ على سلمية التظاهرة، وعلى المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، داعيا الحكومة إلى التعامل الجدي مع مطالب المتظاهرين من أجل تحسين الواقع الخدمي ومحاسبة الفاسدين وتوفير فرص العمل للشباب.
وأشار الحداد إلى أن التظاهر السلمي حق مشروع كفله الدستور والقوانين، مشددا على ضرورة تأمين سير المظاهرات بما يؤمن سلمية التظاهرة وحماية أرواح المتظاهرين.
يشار إلى أن المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني قد دعا – في وقت سابق من اليوم – المتظاهرين والقوات الأمنية إلى الالتزام بالسلمية خلال التظاهرات التي انطلقت اليوم في عشر محافظات بالعراق.
رسالة الأمم المتحدة
من جانبها طالبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة اليوم الجمعة جميع الأطراف خلال الاحتجاجات التي يشهدها العراق بالهدوء،داعية قوات الأمن إلى أن تكون استجابتها مدروسة وتجرى بعناية وبما يتماشى مع المعايير الدولية.
وأكدت رافينا شامداسانى المتحدثة باسم المفوضية – في مؤتمر صحفي اليوم – ضرورة عدم تكرار الخسائر الفادحة فى الأرواح والممتلكات التي شهدتها الاحتجاجات التى انطلقت بداية الشهر الجاري معربة عن القلق إزاء ما وصفته بالحظر المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي والحظر المتقطع للإنترنت.
ودعت المسئولة الأممية الحكومة العراقية إلى العمل على مساءلة الجناة المعنيين فى احتجاجات بداية الشهر.. وقالت إن الشباب خرجوا بسبب الإحباط من قلة فرص العمل ونقص الخدمات والفساد وفشل الحكومة، ولفتت إلى أن العنف خلال المظاهرات الماضية تسبب فى مقتل 157 شخصا على الأقل وإصابة 5494 آخرين.
وأشارت شامداسانى إلى أن تقريرا لبعثة الأمم المتحدة المساعدة فى العراق (يونامي) كشف عن انتهاكات للحق في الحياة بما في ذلك القتل العمد للمتظاهرين غير المسلحين والاستخدام المفرط للقوة من قبل الوحدات التى تم نشرها للتعامل مع المظاهرات، كما سلط التقرير الضوء على المخاوف المتعلقة بالاستخدام الواسع النطاق للتدابير القمعية للحد من المعلومات المتاحة للجمهور حول المظاهرات.
وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، قد أعلن أمس، في خطاب للشعب العراقي أنه سيتم إجراء تعديلات وزارية بعيدة عن المحاصصة، إلى جانب العمل على منع وجود أي سلاح خارج إطار الدولة، مؤكدا أن التظاهر حق شرعي للعراقيين، ولكن يجب أن تكون التظاهرات مرخصة من قبل الدولة لحمايتها”.
السفارة الأمريكية تحذر
ودعت السفارة الأمريكية في بغداد، رعاياها إلى تجنب السفر إلى العراق بالتزامن مع تظاهرات محتملة في العاصمة بغداد وعدة مدن أخرى اليوم .
وقالت السفارة في بيان أوردته قناة “السومرية نيوز” العراقية، إنه “وفقا للتقارير، من المتوقع أن تجري تظاهرات واسعة النطاق اليوم الجمعة، قد يرى المواطنون الأمريكيون تواجدا مكثفا للشرطة، وكما حدث في التظاهرات السابقة، من المحتمل إغلاق الطرق في جميع المدن الكبرى، بما في ذلك المنطقة الدولية في بغداد”.
وأوضح البيان، أن “الإجراءات الواجب اتخاذها تجنب أماكن التظاهرات، والامتثال لتعليمات السلطات، بالإضافة إلى مراقبة وسائل الإعلام المحلية لمعرفة الأخبار الجديدة.