أخبارأخبار العالم العربيرمضان

في رمضان: سكان غزة لا يجدون مكانًا للصلاة ويفطرون على بقايا طعام القمامة

بين مشاهد القتل والقصف والدمار التي لا تنقطع يحاول الفلسطينيون في قطاع غزة معايشة أجواء شهر رمضان المبارك، والذي حل عليهم في ظل أبشع حرب في العصر الحديث وأزمة إنسانية غير مسبوقة.

فرغم مرور أكثر من 160 يومًا لا زالت المجازر الإسرائيلية مستمرة بحق المدنيين، ولا زال الحصار الخانق مستمرًا على القطاع مما هدد سكان القطاع بحدوث مجاعة في ظل انعدام وصول المساعدات الغذائية، بينما نزح مئات الآلاف بعيدًا عن القصف الذي يلاحقهم في كل مكان، ويعيش الباقون ف العراء وسط دمار غير مسبوق.

مجازر مستمرة

واليوم الخميس واصلت إسرائيل ارتكاب المجازر ضد المدنيين السلميين الذين يعانون من الجوع، حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة استهدفت طوابير من سكان غزة كانوا ينتظرون وصول المساعدات قرب دوار الكويت بمدينة غزة.

وقال مراسل قناة “الجزيرة” القطرية إن 8 فلسطينيين على الأقل قتلوا وجرح 100 آخرين جراء قصف مروحية إسرائيلي طوابير من الأهالي تنتظر المساعدات، وقال شهود عيان إن عددًا من الجثث مازالت ملقاة على الأرض.

وأدت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى مقتل أكثر من 31,300 فلسطيني، 72% منهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 73 ألف آخرين.

طعام من القمامة

ورصدت شبكة CNN عددًا من المشاهد للمأساة التي يعيشها سكان غزة في رمضان بسبب الحرب الإسرائيلية. وأشارت الشبكة إلى أن سكان غزة حاولوا معايشة أجواء رمضان التي افتقدوها بسبب الحرب، حيث يلعب الأطفال بزينة رمضان التي تم وضعها على الخيام، ويقرعون على الطبول ويرقصون على أنغام الأغاني الرمضانية التقليدية.

وقال السكان إنهم رأوا أنه من المهم تزيين الخيام للاحتفال بشهر رمضان كما كانوا يفعلون في منازلهم وأحيائهم التي دمرها القصف وتم تهجيرهم منها، لكن هدير القصف الإسرائيلي يقطع أجواء الاحتفالات ويذكرهم بأن رمضان ليس عاديًا هذا العام لانه جاءهم وسط إبادة جماعية ومجاعة.

وقال السكان لشبكة CNN إن الحرب سحقت الآمال في الاحتفال بشهر سلمي من الصيام والاحتفالات والعبادة هذا العام، مشيرين إلى أنهم لا يجدون ما يكفي من الطعام للإفطار عليه لأن الحصار الإسرائيلي يقلل من الإمدادات الحيوية، مما يسبب الجوع القاتل للفلسطينيين.

وقال البعض إن نقص الغذاء هو الأسوأ في الشمال، مشيرين إلى أنهم يمتنعون عن الطعام والماء من شروق الشمس حتى غروبها ليس بسبب شهر رمضان، ولكن لأنه ليس لديهم خيار آخر، بينما يبحث الأطفال بيأس في القمامة بحثًا عن بقايا الطعام.

وقال أطباء إن ما لا يقل عن 27 شخصاً ماتوا جوعًا حتى الآن، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة. وبحسب الوزارة، توفي اثنان منهم بسبب سوء التغذية خلال الأيام الأولى من شهر رمضان.

وحذرت وكالات حقوق الإنسان من أن الأسر التي تحتفل بشهر رمضان في غزة تواجه أهوال جديدة على خلفية النقص الحاد في المساعدات والنزوح الجماعي والصدمات النفسية.

وإلى الجنوب، في رفح، يقول الفلسطينيون إنهم مرعوبون من التهديد بهجوم بري إسرائيلي محتمل على المدينة، حيث اضطر معظم المدنيين إلى الفرار من القصف.

وتم تهجير ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص في غزة قسراً – بما في ذلك 1.5 مليون شخص فروا إلى رفح– وفقاً للأمم المتحدة.

ويلجأ العديد من الفلسطينيين النازحين إلى أماكن مكتظة لا توفر لهم إمكانية الحصول على خدمات الصرف الصحي الأساسية، بينما إمدادات السوق ضعيفة وأسعار المواد الغذائية مرتفعة.

وقال الآباء إنهم يعانون من الجوع حتى يتمكن أطفالهم من تناول القليل المتاح من الطعام، مشيرين إلى أنهم يعجزون عن أن يشرحوا لأطفالهم الصغار سبب عدم قدرتهم على تناول الأطباق الفلسطينية التقليدية أو تلقي الهدايا في شهر رمضان.

لا مكان للصلاة

وتسبب القصف الإسرائيلي في هدم مئات المساجد في قطاع غزة، مما جعل الكثير من الفلسطينيين يبحثون عن أماكن تتيح لهم الصلاة جماعة في شهر رمضان، وسط انقطاع الماء والكهرباء واستمرار العمليات العسكرية.

وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، لشبكة CNN، إن “ما لا يقل عن 1000 مسجد من أصل 1200، ومن بينهم مواقع أثرية، تم تدميرها جزئيا أو كليا حتى شهر فبراير الماضي”. كما أشارت الوزارة إلى أن الضربات الإسرائيلية “تسببت في مقتل أكثر من 100 داعية فلسطينيين” في القطاع.

ولفتت الشبكة إلى أن صعوبة الوصول إلى المياه، تصعّب عملية الوضوء قبل الصلاة على الكثيرين. وأضافت نقلا عن سكان، أنهم لا يستطيعون العثور على مساحة كافية لأداء صلاة التراويح ليلا، بسبب الدمار الذي حل بأماكن العبادة. وأكد مواطنون فلسطينيون تصميمهم على أداء الطقوس الدينية اليومية، مشيرين إلى أنهم يصلون بجوار المساجد المدمرة.

وأشارت تقارير إلى أن “نحو 500 مصل أدوا أول صلاة تراويح خلال شهر رمضان في مسجد العودة الأكبر في رفح، وصلى نحو 100 آخرين قرب مسجد الهدى المدمر بمنطقة الشابورة، ولم يتم توزيع الماء والتمور عليهم كما جرت العادة. ولم تتم إضاءة فانوس رمضان لانقطاع الكهرباء. واعتمد المصلون على هواتفهم وسط الظلام”.

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد قالت وزارة الأوقاف في غزة إن “مئات الآلاف من المصلين لن يتمكنوا من أداء صلاة التراويح في مساجد القطاع، بعدما صار المئات منها ركامًا وأكوام دمار، أو لحقت بها أضرار جراء القصف الإسرائيلي”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى