أخبارأخبار العالم العربي

أكثر من 1500 قتيل وجريح في أعنف زلزال يضرب المغرب منذ 123 عامًا

قالت وزارة الداخلية المغربية إن عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز جنوب غرب مراكش، مساء أمس الجمعة، ارتفع إلى 822 قتيلا و672 مصابا، من بينها 205 إصابات خطيرة، وذلك حسب حصيلة تم رصدها حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت بالتوقيت المحلي للمغرب.

ووفقًا لوكالة الأنباء المغربية فقد قالت وزارة الداخلية في مؤتمر صحفي عقدته صباح اليوم السبت، إنه تم تسجيل 394 وفاة بإقليم الحوز، و271 وفاة بإقليم تارودانت، و91 وفاة بإقليم شيشاوة، و31 وفاة بإقليم ورزازات، و13 وفاة بعمالة مراكش، و11 وفاة بإقليم أزيلال، و5 وفيات بعمالة أكادير إداوتنان، و3 وفيات بالدار البيضاء الكبرى، وحالة وفاة واحدة بإقليم اليوسفية.

أضرار كبيرة

وأضافت الوزارة أن الزلزال أسفر أيضًا عن انهيار عدد من البنايات بهذه الأقاليم، موضحة أن القوات المسلحة الملكية والسلطات المحلية والمصالح الأمنية والوقاية المدنية بكافة الأقاليم المعنية، تواصل تسخير جميع الوسائل والإمكانيات من أجل التدخل وتقديم المساعدات اللازمة، وتقييم الأضرار.

وناشدت السلطات الصحية المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ مصابي الزلزال، بينما شرعت السلطات في عمليات بحث وإنقاذ للعالقين تحت الأنقاض.

وأظهرت مقاطع مصورة تم نشرها على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” أشخاصًا يهرولون في الشوارع، وأبنية تهتز لحظة وقوع الزلزال. فيما لا يزال الخوف يسيطر على الكثير من الأشخاص الذين ظلوا في الخارج تحسبا لوقوع زلزال آخر.

https://twitter.com/iamAkramPRO/status/1700352568944152752?s=20

وقال سكان قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال إن معظم المنازل هناك تضررت، وأضاف “جيراننا تحت الأنقاض، ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية”.

وفي مراكش أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال، انهارت بعض المنازل بالمدينة القديمة المزدحمة، وأظهرت لقطات لسور المدينة -الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى- شقوقا كبيرة في أحد أقسامه، وسقوط أجزاء منه وتناثر الأنقاض في الشارع.

وقال سكان بمراكش إن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وعرض التلفزيون المحلي صورًا لسقوط مئذنة مسجد وتناثر الأنقاض على سيارات مهشمة.

زلزال مختلف

من جانبه قال المعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي إن الزلزال الذي ضرب جنوب غرب مراكش هو الأعنف منذ قرن وبلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر.

ونقل مراسل قناة “الجزيرة” عن بيان مقتضب للمعهد أن الزلزال وقع حوالي الساعة الـ 11 مساء الجمعة (الساعة الـ 22 بتوقيت غرينتش) وكان مركزه إقليم الحوز جنوب غرب مراكش، وعلى عمق 8 كيلومترات.

وأضاف المراسل أن هذا الزلزال مختلف عن غيره، إذ إن الزلازل التي وقعت السنوات الماضية كانت لا تزيد قوتها على 3 أو 4 درجات، ويكون مركزها عادة في عمق البحر ولا يشعر بها سوى سكان المناطق الساحلية.

وفي 24 فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط، وأسفر عن 628 قتيلا وأضرار مادية جسيمة.

من جانبها قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن مركز الزلزال الذي ضرب المغرب، ليل الجمعة السبت، يقع بالقرب من بلدة إغيل في ولاية الحوز، على بعد حوالي 70 كيلومترا (43.5 ميلا) جنوب مراكش.

وأوضحت الهيئة أنه لم تحدث زلازل من هذا المستوى في نطاق 500 كيلومتر من زلزال المغرب منذ عام 1900.

وأضافت أن مركز الزلزال كان على عمق 18 كيلومترا (11 ميلا) تحت سطح الأرض، في حين حددت وكالة الزلازل المغربية مركزه على عمق 8 كيلومترات (5 أميال)، وفي كلتا الحالتين، فإن مثل هذه الزلازل السطحية أكثر خطورة، وفقًا لموقع “سكاي نيوز عربية“.

وأشارت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن الزلازل بهذا الحجم في المنطقة غير شائعة ولكنها ليست غير متوقعة.

وتوقعت الهيئة “احتمال حدوث أضرار كبيرة ومن المحتمل أن تكون الكارثة واسعة النطاق”، مشيرة إلى أن العديد من الأشخاص في المنطقة يقيمون في مبان “مهددة بشدة خلال الاهتزازات الزلزالية”.

جدل العالم الهولندي

من ناحية أخرى عاد العالم الهولندي المختص في علم الزلازل، “فرانك هوغربيتس” لإثارة الجدل من جديد بإعلانه أنه تنبأ بحدوث زلزال المغرب، مشيرًا إلى أنه تم تحديد منطقة احتمال وقوع زلزال بالمغرب قبل 9 أيام، نتيجة لتغيرات جوية واضحة.

وأضاف هيجوربيتس في تغريدة على منصة إكس قائلاً إنه قد أكد توقعاته الأخيرة لحدوث زلزال في تلك المنطقة بنواحي مراكش، وأيضًا في تغريدة قبل يومين. وأشار إلى أهمية دراسة تأثير الكواكب والغلاف الجوي على هذه الظواهر الطبيعية، مع التمنيات بعدم وقوع أي ضحايا.

وسبق أن حذر هوغربيتس من احتمالية وقوع زلزال مدمرة، أبرزها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 6 فبراير الماضي، والذي خلّف أكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، إذ توقع حدوث ذلك الزلزال المدر قبلها بـ3 أيام، فيما يصر العلماء على عدم إمكانية التنبؤ بوقوع الزلازل والهزات الأرضية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى