أخبارمنوعات

تليسكوب إقليدس يبدأ مهمة تاريخية لاستكشاف القوة الغامضة التي حيرت العلماء

في مهمة تاريخية لاستكشاف الكون المظلم انطلق تليسكوب الفضاء الأوروبي إقليدس أو Euclid نحو الفضاء، اليوم السبت، على متن الصاروخ سبيس إكس فالكون 9 من محطة كيب كانافيرال في فلوريدا.

وتبلغ تكلفة تليسكوب إقليدس 1.4 مليار يورو، وسيتم إرساله إلى موقع مراقبة على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، على الجانب الآخر من الكوكب في المسافة بينه وبين الشمس.

ورغم أن هذه المهمة هي مشروع تابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) في المقام الأول، إلا أن البعثة لديها مشاركات علمية وهندسية مهمة من وكالة الفضاء الأمريكية (NASA) أيضا.

سؤال حير العلماء

وتتمثل مهمة التليسكوب في محاولة حل أحد أكبر الأسئلة المحيرة للعلم وهو: مما يتكون الكون؟، وللإجابة على هذا السؤال سيقوم التليسكوب بإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد هائلة للكون، في محاولة لربط بعض خصائص ما يسمى بالمادة المظلمة والطاقة المظلمة، حيث يبدو أن هذه الظواهر معا تتحكم في شكل وتوسيع كل شيء نراه هناك في الكون.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” يقر الباحثون بأنهم لا يعرفون شيئًا عن هذه الظواهر تقريبًا، مشيرين إلى أن هذه الفجوة الكبيرة في المعرفة تعني أننا لا نستطيع حقا تفسير أصولنا.

ويؤكد الباحثون أنه لا يمكن اكتشاف المادة المظلمة أو الطاقة المظلمة بشكل مباشر، ولذا يعتقدون أن الرؤية من خلال التليسكوب إقليدس ستكون أفضل رهان لنا للوصول إلى طريق الفهم.

وأضافوا أنه سيتم رسم خريطة للكون لمحاولة فهم المكان الذي نتواجد فيه، وكيف وصلنا إلى هنا، وكيف نشأ الكون كله من نقطة الانفجار العظيم وصولًا إلى المجرات الجميلة التي نراها حولنا، وكذلك النظام الشمسي حتى نصل إلى نشأة الحياة.

لغز الكون المظلم

تمثل الطاقة المظلمة حوالي 70% من كل الطاقة في الكون، بينما تنقسم الـ 30% المتبقية بين 25% تمثلها المادة المظلمة، و5% تمثلها النجوم، والغاز، والغبار، والكواكب، وحتى نحن البشر، من هذا الكون.

ويعني هذا أن هناك 95% من هذا الكون تمثله مواد غامضة، وهي الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، ولتفكيك طبيعة هذه المواد الغامضة، سيقوم إقليدس بعمل مسح من شقين للكون على مدار 6 سنوات.

وستكون المهمة الأولى له رسم خريطة لتوزيع المادة المظلمة، وهي المادة التي لا يمكن رؤيتها أو اكتشافها مباشرة ولكن يعرف علماء الفلك وجودها بسبب تأثير جاذبيتها التي يمكننا رؤيتها على المادة.

ورغم أن هذه المادة لا يمكن رؤيتها بشكل مباشر، إلا أن التليسكوب يمكنه رسم خريطة توزيعها من خلال البحث عن الطريقة الدقيقة التي تؤثر بها كتلة هذه المادة على الضوء القادم من المجرات البعيدة.

واشتهر تليسكوب هابل الفضائي بأنه أول من استخدم هذه الطريقة لتحديد المادة السوداء في بقعة صغيرة في السماء، كانت تمثل فقط درجتين مربعتين. لكن تليسكوب إقليدس سيقوم بنفس مهمة هابل لكن عبر مسافة تصل إلى 15000 درجة مربعة من السماء، أي ما يزيد قليلاً عن ثلث السماء.

وسيكون محور كل هذا كاميرا الرؤية الرئيسية VIS في التليسكوب، التي تم تطويرها في بريطانيا، والتي ستلتقط صورًا ضخمة بحيث سنحتاج إلى أكثر من 300 جهاز تلفزيون عالي الدقة لعرض صورة واحدة فقط”.

ونجحت عمليات المسح التي تمت من على الأرض في تحديد الطاقة المظلمة بمساحات صغيرة من السماء، لكن تليسكوب إقليدس سوف يقيس المواقع الدقيقة لحوالي ملياري مجرة على بُعد حوالي 10 مليارات سنة ضوئية من الأرض.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى