أخبار العالم العربيتقارير

عنصرية “الشوكولا مو”- الانتقادات تلاحق نضال الأحمدية بعد إساءتها للسوريين.. وهكذا رد عليها النشطاء والذكاء الاصطناعي

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بموجة من الانتقادات والتعليقات الساخرة التي لاحقت الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية، بعد تصريحات أدلت بها خلال لقاء تلفزيوني، تطاولت فيها على السوريين المقيمين في لبنان وخارجها، ووجهت إليهم إساءات واتهامات عنصرية.

تصريحات عنصرية

وخلال لقائها مع برنامج “بدنا الحقيقة” على محطة “صوت بيروت إنترناشونال”، اتهمت الأحمدية اللاجئين السوريين في لبنان بأنهم أدوات في الحرب على سوريا، وأشادت بموقف الرئيس السوري بشار الأسد المعادي لهم.

كما نفت أن تكون الظروف والمخاوف الأمنية هي سبب عدم رغبة اللاجئين في العودة لسوريا، مؤكدة أنهم يعيشون للتنزه في لبنان التي وصفتها بـ”باريس الشرق”، وقالت إنهم لا يصدقون أنهم يعيشون في لبنان.

واتهمت الأحمدية اللاجئين السوريين بأنهم يمثلون عبئًا على المجتمع اللبناني ويحصلون على الكهرباء والماء بالمجان، داعية إلى ترحيلهم وإفساح المجال للبنانيين، قائلة: “السماء لهم والأرض لهم، لا أقبل أن يبقى السوري في لبنان اتركولي محل إلي”.

كما اتهمت الأحمدية السوريين الموجودين في لبنان بالجهل وعدم التحضر، مستشهدة على ذلك بعدم إجادتهم للغات، وعدم قدرتهم على قول صباح الخير باللغة الفرنسية أو الإنجليزية، معتبرة أن هناك فرق في الثقافات بين السوري واللبناني، ولا يمكن لهما العيش على أرض واحدة.

وفي موقف مثير السخرية استنكرت الأحمدية عدم معرفة بائع سوري بأحد أنواع الحلويات وهو “الشوكولا مو” عندما طلبته منه، مشيرة إلى أنها اضطرت لشرح المعنى له لعدم وجود مرادف لها في اللغة العربية، معتبرة أن هذا الأمر دليل على الجهل والكسل في تعلم اللهجة اللبنانية.

رد الذكاء الاصطناعي

تصريحات نضال الأحمدية انتشرت بشكل كبير، وتداولها الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن استيائهم من هذه التصريحات العنصرية والمسيئة للسوريين، مؤكدين أن الإعلامية اللبنانية اعتادت على إطلاق مثل هذه التصريحات والمواقف المسيئة والمعادية للاجئين السوريين الموجودين في بلدها.

وتوالت الانتقادات لها من جانب نشطاء عاديين ومشاهير سوريين وعرب، مستنكرين توجيه مثل هذه الاتهامات والإساءات العنصرية للشعب السوري.

ولم يخل الأمر من توجيه الكثير من التعليقات الساخرة لها بسبب كلامها عن “الشوكولا مو” وجهل  السوريين به، رغم أنه في الأصل منتج سوري دخل إلى لبنان لاحقًا.

وصل الأمر إلى حد قيام أحد النشطاء بطرح سؤال: “ماهو الشوكولا مو؟” على الذكاء الاصطناعي، وكانت الإجابة مضحكة.

أما اليوتيوبر السوري شادي قاسو فردّ على نضال الأحمدية بطريقته الخاصة، من خلال فيديو سخر فيه من تهجمها على الشعب السوري ووصفه بأنه شعب جاهل ولا يعرف الشوكولا مو.

فيما قام ناشط آخر بتذكير الأحمدية أن سوريا كانت سباقة في صناعة الشوكولا في المنطقة، قائلًا: “شركة غراوي بدأت بإنتاج الشوكولاه عام 1805 يعني قبل تأسيس لبنان بـ 121سنة، وكانت الشوكولاه المفضلة عند الملكة إليزابيث، وكانت تطلبها من دمشق وتعشق الشوكولاته الدمشقية”.

https://twitter.com/yazanemehmad90/status/1667399098062831616?s=20

وفي نفس الإطار ذكر ناشط آخر أنه “في منطقة الصالحية وسط دمشق مقهى يدعى “ديليس” يعمل شوكولامو من 120 سنة”، ووجه سؤالًا لنضال الأحمدية قائلًا: “أين كنتِ قبل 120 سنة”. فيما سخر البعض منها ونشر طريقة تحضير “الشوكولا مو”.

وتواصلت السخرية من هذا الأمر عبر العديد من الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للرد على نضال الأحمدية.

كما تحولت “الشوكولا مو” إلى أغاني تسخر من تصريحات نضال الأحمدية، ومن بينها هذه الأغنية التي تقول كلماتها “كل ما للورد شوكو لامو.. حباب قلبي شكو و لامو.. قبلوا دعوتي ناكل شوكولا مو.. ونعود نلتقي بعد الغياب”.

رد ودعوى قضائية

وبسبب هذه التصريحات العنصرية واجهت نضال الأحمدية انتقادت حادة من جانب عدد كبير من الإعلاميين والفنانين والمشاهير الذين استنكروا تكرار هجومها على السوريين من وقت لآخر.

وفي هذا الإطار هاجم الفنان السوري، معتصم النهار، نضال الأحمدية، معتبرًا أن الانتقادات والإساءات التي وجهتها إلى اللاجئين تُعدّ بمثابة هجوم على جميع السوريين.

ونشر معتصم تدوينة عبر حسابه على تويتر، وصف فيها صاحبة هذه التصريحات بالمعتوهة دون أن يذكر اسم الأحمدية، معتبرًا أن إعطاء مساحة لها في البرامج التلفزيونية يكون من أجل الترند فقط.

وقال: “المحطات والإذاعات والإعلاميين الذين يستضيفون هذهِ المعتوهة على علم تام بأنها سوف تسيء لشعب كامل، ومع ذلك يقومون باستضافتها وفتح الهواء لها لحصد الترند، ومن ثم يتهربون من المسؤولية بحجة أنهُ رأيها الخاص، شركاء معها بالقذارة”.

ويبدو أن رد معتصم النهار أثار غضب نضال الأحمدية، وهو ما دفعها لرفع دعوة قضائية ضده، ووفقًا لموقع مجلة “الجرس” فقد تقدّم هاني الأحمدية، وكيل رئيسة تحرير المجلة نضال الأحمدية، بدعوى قدح وذم ضد معتصم النهار.

وأشار الموقع إلى أن النيابة العامة استلمت الدعوى وستبدأ الإجراءات وتُطلب معتصم النهار إلى التحقيق، وفي حال لم يحضر إراديًا يتم جلبه مقيّد اليدين، موضحًا أن الدعوى مضمونها قدح وذم وتحقير.

معهد العنصرية

أما معن الحسيني فقد تناول موضوع التصريحات العنصرية التي أدلت بها نضال الأحمدية بشكل ساخر قائلًا: “يعلن معهد الاندماج والعنصرية بلبنان عن عقد دورات تحضير الشوكولامو. الهدف من الدورة: كرمال يكون اللاجئ مسأف إذا صادف كائن عنصري مثل نضال الأحمدية وغيرها”.

وأضاف: “ولعيونكم: بونص مع الدورة مصطلحات المسأفين الأخرى متل بونجور، سافا، مون ديو، وغيرها. وسيمنح الخريج شهادة نازح مسأف”.

رب ضارة نافعة

فيما رأى بشار الطيبي أن الضجة التي أحدثتها تصريحات نضال الأحمدية كانت لها نتائج إيجابية قائلًا إنه “بما أن هذه النضال لا تستحق مجرد ذكرها!!! ولكن في النتائج، رب ضارة نافعة.. فقد أجمع كل أهل البلد وبالخارج بجميع قناعاتهم على نكران ما ثرثرت به.. وبرزت ظاهرة موقف واحد للسوريين عندما تمس بلدهم وكرامتهم”.

وأضاف: “وحصلت مراجعات تاريخية على كافة وسائل التواصل عن بلاد الشام وخيراتها وتميز شعوبها وانتشارهم بشكل عام.. وتعمد كثير من اللبنانيين استعمال صباح الخير بديلا عن بونجور”.

وتابع: “وارتفعت شهرة الشوكولامو عربيًا وازدادت مبيعاتها.. مما حقق أرباحًا جيدة.. وتم طلب ترخيص لافتتاح محلات للمرطبات باسم شوكولامو مما يحرك العجلة الاقتصادية ويضيف فرص عمل في هذه الظروف.. هذا ما تم رصده حتى الآن واللائحة لا تنتهي”.

رأي موضوعي

أما ماركوس ديب فحاول تقديم رأي موضوعي حول ما حدث قائلًا: “إنه بعد تداول تصريحات الصحفية اللبنانية نضال الأحمدية عبر صفحات التواصل الاجتماعي حول السوريين وعدم ثقافتهم وخاصة في استعمال الكلمات الأجنبية (بونجور-شوكولامو). وبحكم محبتي ومعرفتي الجيدة بالبلدين والثقافتين أود أن أعطي رأيي بموضوعية:

1- كلام الصحفية نضال الأحمدية لا يمثل رأي الشعب اللبناني. والعيّنات التي التقت بها السيدة نضال لا تُمثل كل الشعب السوري.

2- في حقبة زمنية معينة كانوا البلدين يتمتعون بنفس مستوى الثقافة وخاصة ثقافة اللغات. بسبب وجود مدارس وجامعات وإرساليات أجنبية في البلدين ساعدت على رفع مستوى ثقافة اللغة. ولكن الآن وللأسف الشديد هناك تفاوت في مستوى الثقافة بين البلدين وذلك يعود بسبب ظروف الحرب والهجرة والحصار والعقوبات والأزمات على جميع الأصعدة… وكل هذه الأزمات لها تأثير بشكل أو بآخر على الثقافة.

3- معيار التكلم بلغة أجنبية ثانية او ثالثة هو ليس كافي لنقيّم الإنسان أنه “مُثقف”. اللغة هي ملكة أو موهبة أي ليس بالضرورة أن يمتلكها كل الناس. وخلط كلمات أجنبية أثناء التحدث بالعربية لايعني أبدًا أنك تجيد اللغة الأجنبية بشكل كامل. هو فقط عبارة عن مظاهر خارجية show off لتُثبت للآخر أنك مُثقف.

4- أغلب الناس السوريين الذين يعملون في لبنان هم من طبقة فقيرة وغير مُثقفة. وهذه الطبقة موجودة في كل مجتمع (مش كل اللبنانيين مثقفين ويتقنون اللغات). لذا الطرح اللي طرحتوا السيدة نضال كتير سطحي وتافه وعيب ينحكى فيه.

وأخيرًا. هيك مستوى من المقابلات والترندات والمحتوى مابتشوفوا إلا ببلادنا….. للأسف!!!!

احترامًا للتاريخ

من جهتها، ردت الممثلة السورية، شكران مرتجى، على نضال الأحمدية من خلال منشور عبر فيسبوك، عبرت خلاله عن استيائها من تصريحات الأخيرة، مشيرة إلى أنها تفضل الرد برقي احتراما للتاريخ والذكريات التي تجمع لبنان وسوريا.

وكتبت في منشورها قائلة: “نحن كما اعتدتم علينا، نترفع عن الرد أحياناً رغم الإساءة بحق أهلنا وبلادنا..ليس ضعفاً، إنما تماشياً مع إيماننا وأخلاقنا وتربيتنا ومكانتنا.. التي تحتم علينا أيضاً أن نتكلم ولكن باحترام”.

‏وأضافت: “نحن نلتزم الصمت.. كي لا نزيد الضجيج، كي لا نخسر أحبة لنا، وبلاداً يجمعنا بها تاريخ، ذكريات، صحبة وقلوب تضج بالمحبة لنا ولسوريتنا..”

وتابعت: “نقولها بعالي الصوت، قلوبنا أكتفت من التجريح اليومي بطرق كثيرة.. اكتفينا تسميات مختلفة رغم أن أسمنا واحد على مر العصور سوريين من سورية .. وشبعنا سماً يسكب بكل الطرق على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي”.

واختتمت قائلة: “لن نجبركم على محبتنا، ونؤمن بحق الاختلاف وحرية رأيكم، لكن كفاكم الاقتراب من كراماتنا، تاريخنا، ثقافتنا، لهجتنا وكل تفاصيلنا التي نفتخر بها كيف ومهما كانت ..لاااااا وألف لا.. تذكروا بأننا لن نحقد ولكن لن ننسى”.

مدام لغات

ولم يخل الأمر من تعليقات ساخرة أيضًا على إدعاء نضال الأحمدية إتقانها للغات، وتعمدها استخدام مصطلحات بالإنجليزية والفرنسية في كلامها، رغم أنها تنطق هذه المصطلحات بطريقة خاطئة.

وسخر البعض من لغة نضال الأحمدية التي لقبوها بـ”مدام لغات” وعرضوا مقاطع لأخطائها اللغوية العديدة.

وفي الإطار نفسه قالت مرح البقاعي: “أصلاً  نضال الأحمدية ما عم تعرف تلفظ شوكولا صح، عم تقول شكالا!.. يخرب بيتك شو قليلة فهم! وقت تعلمنا لفظ الفرنسي بمدارس الشام و علم لفظ الحروف الصوتية phonetic أنت وين كنتي؟!

أما الفنانة السورية شهد برمدا، فنشرت على حسابها عبر انستغرام منشوراً كتبت فيه: “بما أنو الشوكولامو مالا ترجمة بالعربي ونحنا ما منعرف غير العربي ونفتحر”.

وأضافت: حدا يترجملا شو يعني أخلاق و أصل وإنسانية بالفينيئي مشان اختلاف الثقافات بس مو مشان شي ياقلبا”.

وفي منشور ثاني كتبت: “ما منعرف نقول “بونجور” منعرف نقول صباحك مبارك بالصلاة عالنبي مثلاً”. وأردفت: “ترجمولا ياها بالفينيئي بلييييز لأنو كتير طويلة الجملة مارح تقدر تتعلما، كبيرة على مخا، ومعناها كتير حلو وعميق، عكس نفسيتا وقلبا المريض.”

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى