أخبارأخبار أميركا

تحقيق في تسريب وثائق عسكرية تكشف اختراق أمريكي للمخابرات الروسية

بدأت وزارة العدل تحقيقًا حول التسريب المزعوم لعدة وثائق عسكرية سرية تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. وتحمل الوثائق ختم “سري” و”سري للغاية” وتم تداول بعضها على منصة “ديسكورد”، ثم تم نشرها على تطبيق تلغرام ومنصة تويتر.

وقالت وزارة العدل إنها على تواصل مع وزارة الدفاع فيما يتعلق بهذه المسألة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

ووفقًا لموقع “الحرة” تتضمن الوثائق لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا تعود لشهر مضى، بالإضافة إلى أسرار خاصة بالأمن القومي الأمريكي تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط والصين. كما تظهر في بعض الوثائق بيانات الضحايا من المقاتلين من الجنود الروس في أكثر من جدول.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد كشفت أن هذه التسريبات تتضمن معلومات حول أن أوكرانيا بصدد تشكيل 12 لواء جديدًا من بينها 9  تقوم الولايات المتحدة بتدريبها.

وبحسب تقرير آخر نشرته صحيفة “واشنطن بوست“، فإن الوثائق تكشف عن القدرات القتالية لأوكرانيا ونقاط الضعف المحتملة وجهود حلف “الناتو” لمساعدتها في صد الغزو الروسي.

وأشار التقرير غلى أنه تم نشر العشرات من الوثائق السرية التي يعود تاريخها إلى أواخر فبراير ومطلع مارس الماضي، وتتضمن تحليلات أمريكية “شديدة الحساسية حول الصين وروسيا ودول أخرى”، وكشفت التحقيقات الأولية أن “نطاق الوثائق المسربة أكثر مما كان يعتقد في البداية”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي قوله إن الوثائق كان قد تم إعدادها للجنرال مارك ميلي وكبار المسؤولين العسكريين، لكنها كانت متاحة أيضا لعدد من الأفراد والمتعاقدين الذين يمتلكون تصاريح أمنية، ولم يتضح بعد من الذي نشر هذه الوثائق على الإنترنت.

اختراق مخابراتي

من ناحية أخرى كشفت مجموعة من الوثائق العسكرية المسربة مدى عمق اختراق الولايات المتحدة لأجهزة الأمن والاستخبارات الروسية، وهو ما يمكن واشنطن من تحذير أوكرانيا بشأن الضربات التي تخطط موسكو لتنفيذها وتقييم لقوة آلة الحرب الروسية، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز“.

ووصف مسؤول أمريكي كبير التسريب بأنه “خرق استخباراتي هائل” يوضح لروسيا مدى عمق عمل عملاء الاستخبارات الأمريكية الذين تمكنوا من الوصول إلى داخل الجهاز العسكري الروسي، حيث تظهر الوثائق أن عملاء واشنطن يخترقون تقريبا كل الأجهزة الأمنية الروسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق المسربة تتضمن تحذيرات آنية ويومية لوكالات الاستخبارات الأمريكية بشأن توقيت الضربات الروسية وأهدافها المحددة، وقد أتاحت مثل هذه البيانات لواشنطن نقل المعلومات الحساسة لكييف من أجل الدفاع عن نفسها.

لكن المشكلة أن الوثائق تكشف أيضًا تقييمًا أمريكيًا للجيش الأوكراني بأنه أصبح في حالة يرثى لها أيضًا، حيث تشير إلى نقص الذخائر المخصصة للدفاعات الجوية لدى الجيش الأوكراني، كما تشير إلى المكاسب التي تحققها القوات الروسية حول مدينة باخموت الشرقية.

كما تشير الوثائق إلى احتمال تجسس واشنطن على كبار القادة العسكريين والسياسيين في أوكرانيا. ويمكن للوثائق إلحاق ضرر حقيقي بالمجهود الحربي الأوكراني، من خلال الكشف عن مصادر المعلومات الأمريكية، مما قد يعطي روسيا فرصة لقطع مصادر المعلومات، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على ساحة المعركة في أوكرانيا.

كما أن التسريب الذي حدث قد يحد من تبادل المعلومات الاستخباراتية، لأن تبادل المعلومات بين الوكالات المختلفة يتطلب الثقة والتأكيد على أن بعض المعلومات الحساسة ستبقى سرية.

وقال مسؤول للصحيفة إن تعقب المصدر الأصلي للتسريب قد يكون صعبًا لأن هناك المئات إن لم يكن الآلاف من العسكريين وغيرهم من المسؤولين الحكوميين لديهم تصاريح أمنية تمكنهم من الوصول إلى الوثائق.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين