من سيفوز؟.. ناخبو جورجيا يحسمون مصير المقعد الأخير في مجلس الشيوخ غدًا

يترقب الحزبان الديمقراطي والجمهوري ما ستسفر عنه نتائج جولة الإعادة في ولاية جورجيا غدًا الثلاثاء على المقعد الأخير في مجلس الشيوخ، بعد فشل المرشحين الجمهوري هيرشل والكر والديمقراطي رافائيل وارنوك في انتزاع الفوز به في الانتخابات النصفية التي جرت يوم 8 نوفمبر الماضي.
أهمية المقعد
وتكمن أهمية هذا المقعد في أنه يمكن أن يعزز قوة الديمقراطيين داخل المجلس، بعد رفع رصيدهم إلى 51 مقعدًا، أو يمنح الجمهوريين فرصة تضييق الفارق واقتسام المقاعد مع الديمقراطيين الذي يحوزون الأغلبية حتى الآن بالصوت الحاسم لنائبة الرئيس كامالا هاريس.
ويرى مراقبون أن الفوز بمقعد جورجيا سيعكس إلى حد كبير نفوذ الحزبين خلال العامين المقبلين، وتأثير كل من الرئيس الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب على الساحة السياسية.
وكان هذا المقعد قد حسم الأغلبية في مجلس الشيوخ لصالح الديمقراطيين في انتخابات عام 2020، بعد أن فاز به رافائيل وارنوك، وكان على وشك الفوز به أيضًا في انتخابات نوفمبر الماضي بعد أن حصل على 49.4% من الأصوات، في مقابل 48.5% لمنافسه الجمهوري هيرشل والكر.
All eyes on Georgia now! Thanks to everyone who joined our historic rally to Get Out The #AAPI Vote for @ReverendWarnock. Let’s finish the job of the 2022 midterms and get a governing majority in the U.S.Senate #VoteWarnock #WarnockForGeorgia 🗳️ pic.twitter.com/EVSudcs411
— AAPI Victory Fund (@AAPIVictoryFund) December 5, 2022
تطلعات الحزبين
وإذا كان الجمهوريون يحتاجون بشدة لمقعد جورجيا من أجل الاحتفاظ بالتعادل الذي خيم على مجلس الشيوخ خلال العامين الماضيين، فإن الديمقراطيين يحتاجون إليه أيضًا رغم حسمهم للأغلبية في مجلس الشيوخ.
فمن المعروف أن أغلبية الديمقراطيين بالمجلس لم تكن مريحة على مدى العامين الماضيين، حيث منحت السيناتور الديمقراطي المعتدل جو مانشين فرصة لمعارضة الإدارة الديمقراطية وعرقلة إقرار أجندتها أكثر من مرة، ولهذا فإن فوز الديمقراطيين بمقعد إضافي سيعطيهم مجالاً أكبر للمراوغة، ويجنبهم اللجوء لضغوط عضو واحد عند إقرار التشريعات.
نفوذ ترامب
على الجانب الآخر يشكل السباق على جورجيا اختبارًا آخر لنفوذ ترامب على الحزب الجمهوري، خاصة وأن هيرشيل والكر هو مرشح ترامب بامتياز، وسيعني فوزه إعادة الثقة لترامب من جديد بعد خيبة الأمل التي تعرض لها الكثير من مرشحيه في انتخابات الثامن من نوفمبر، وبصفة خاصة مرشحه في بنسلفانيا محمد أوز الذي خسر أمام المرشح الديمقراطي جون فيترمان بتغلبه على محمد أوز مرشح الحزب الجمهوري المدعوم من ترامب، ليمنح الديمقراطيين فوزًا ثمينًا قلب نتائج الانتخابات لصالحهم.
وربما لذلك كان من الواضح ابتعاد ترامب عن معركة جولة الإعادة، حتى يرفع الحرج عن حزبه ولاي يتحمل خسارة مرشحه مرة أخرى، بينما فضل الديمقراطيون ابتعاد الرئيس بايدن أيضًا عن المنافسة وتركوا المجال للرئيس الأسبق باراك أوباما للحشد خلف وورناك الذي يتقدم بالفعل على والكر في استطلاعات الرأي الأخيرة.
It's been clear since day one of this race that @HerschelWalker has always been Donald Trump's hand-picked candidate. pic.twitter.com/77vAR7LjC8
— Reverend Raphael Warnock (@ReverendWarnock) December 5, 2022
إنجاز شخصي
من ناحية أخرى يمثل هذا السباق تحديًا خاصًا بالنسبة للمرشح الديمقراطي رافائيل وارنوك، الذي نجح في حسمه قبل عامين ليصبح أول سناتور أمريكي أسود من جورجيا، وينجح في كسر حاجز اللون بإحدى الولايات الثلاث عشرة الأصلية، من خلال هذا الانتصار الخاص الذي تحقق بعد حوالي 245 عامًا من تأسيس الدولة.
ويأمل وارنوك غدًا في إضافة نصر شخصي آخر له من خلال الفوز بفترة ولاية كاملة مدتها ست سنوات في مجلس الشيوخ إذا فاز في جولة الإعادة، التي ينافسه فيها مرشح أسود آخر هو هيرشل والكر، والذي يتطلع هو الآخر لصناعة التاريخ كأول شخص أسود ينتخب من جورجيا لفترة ولاية كاملة في مجلس الشيوخ. وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.
When @Teamsters vote, workers win! pic.twitter.com/yarRis4bgr
— Reverend Raphael Warnock (@ReverendWarnock) December 5, 2022
الناخبون السود
ويعتقد البعض أن ترامب والجمهوريين وضعوا والكر في طريق وارنوك من أجل إرباك الناخبين السود الذين سيختارون بين مرشحين أسودين، لكن الناخبين السود يقولن إنهم ليسوا مرتبكين، خاصة وأن كلا لمرشحين قدم رؤى مختلفة فيما يتعلق بقضايا العرق والعنصرية، حيث يقدم وارنوك المفاهيم الليبرالية التقليدية لتجربة السود، بينما يتحدث والكر بلغة المحافظين والبيض.
ويقول ناخبون سود إن الجمهوريين لا يراهنون على لون والكر كثيرًا بقدر ما يراهنون على الاستفادة من شهرته كأحد رموز كرة القدم في جامعة جورجيا،و بصفته الفائز بكأس Heisman وبطل فريق Georgia Bulldogs.
لكن ناخبين سود انتقدوا ماضيه ومزاعمه الكاذبة حول عمله وإنجازاته المهنية، وممارسته العنف ضد زوجته السابقة، كما ينتقدون تعثره في بعض مناقشات السياسة العامة كمرشح.
وأظهر استطلاع أجرته AP VoteCast، لأكثر من 3200 ناخب في الولاية، أن وارنوك فاز بنسبة 90% من الناخبين السود، بينما فاز والكر بنسبة 68% من الناخبين البيض.
Augusta's ready to win! Make your plan to VOTE on Tuesday Dec. 6th. pic.twitter.com/HG4oTHkQyQ
— Reverend Raphael Warnock (@ReverendWarnock) December 4, 2022
لذلك تسعى حملة وارنوك لتشكيل ائتلاف متعدد الأعراق، بما في ذلك العديد من الناخبين البيض المعتدلين، لضمان فوزه بجولة الإعادة، لكنهم يعلمون أن مشاركة السود القوية ستكون ضرورية لحسم الفوز.
في المقابل سعت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري للتوجه إلى الناخبين السود، وفتحت مراكز مجتمعية في العديد من المناطق ذات الأغلبية السوداء بالولاية. ويرى جمهوريون أن والكر لا يزال بإمكانه الفوز في جولة الإعادة، لكن يتعين عليه أن يفعل ذلك من خلال التحالف الجمهوري ذي الأغلبية الساحقة من البيض الذي يحركه الولاء الحزبي، مع التركيز على القضايا الثقافية التي تهمهم.