أخبارأخبار العالم العربي

إسرائيل تحتل معبر رفح وتقصف آخر ملاذ لسكان غزة وتكمل عزلها عن العالم

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، زاعمًا أنه أقدم على هذه الخطوة بعد معلومات استخباراتية أشارت إلى أن الجانب الفلسطيني من المعبر “يُستخدم لأغراض إرهابية”.

وووفقًا لشبكة CNN فقد قال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إنه واصل اليوم قصف وتدمير أهداف لحماس في منطقة رفح، بما في ذلك “الهياكل العسكرية والبنية التحتية تحت الأرض، والبنية التحتية الإضافية التي تعمل حماس منها بمنطقة رفح”، على حد وصف البيان.

ويأتي احتلال إسرائيل لمعبر رفح بعد قصف متواصل منذ أمس الاثنين  لمناطق عدة في مدينة رفح، رغم التحذيرات الدولية من نتائج كارثية لأي عملية عسكرية إسرائيلية في المدينة التي تضم نحو 1.5 مليون فلسطيني ممن وجدوا فيها ملاذًا أخيرًا للهرب من القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أشهر لجميع أنحاء قطاع غزة.

وكان الجيش أمر الجيش الإسرائيلي قد طلب أمس الاثنين من السكان في شرق رفح والمنظمات الدولية بالإجلاء إلى المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي، والتي جهزها الجيش الإسرائيلي لإجلاء سكان رفح تمهيدًا لغز المدينة بريًا

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لشبكة CNN إن العملية العسكرية في رفح لا تزال مستمرة، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر.

وقال: “لدينا سيطرة عملياتية على منطقة المعبر، ولدينا قوات خاصة تتعامل هناك وتقوم بمسح المعبر، ولم يعلن المسؤول جدولًا زمنيًا للمدة التي ستسيطر فيها إسرائيل على المعبر، قائلا: “نحن لا نتحدث عن العمليات والجداول الزمنية المستقبلية”.

ويفصل معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، ويمثل نقطة دخول حيوية للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة. وفي 7 أبريل الماضي أعلنت مصر أنها زادت عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع من المعبر إلى 300 شاحنة على الأقل يوميًا.

وقبل الجرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ 7 أشهر كان معبر رفح يستقبل كل يوم نحو 500 شاحنة من المواد الغذائية والطبية والمستلزمات الأساسية، بالإضافة إلى 100 شاحنة وقود.

تعليق حماس ومصر

من جانبها وصفت حركة حماس دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح، ليلة الاثنين، بأنه “كارثة إنسانية”، ويشكل “تهديدًا مباشرًا لأكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني”.

وقالت حماس في بيان أصدرته، اليوم الثلاثاء، أن “الفصائل الفلسطينية أكدت أن قوات الاحتلال شنت عدوانًا بريًا على مدينة رفح، واحتلت معبر رفح، وأغلقت معبر كرم أبو سالم، المنفذ الوحيد إلى قطاع غزة”.

كما وصفت حماس نزوح الفلسطينيين إلى منطقة رفح بأنه “أكبر حركة نزوح في التاريخ الحديث”. ودعت الحركة “الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى الضغط” على إسرائيل لوقف تصعيدها في رفح.

ووصفت حماس سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بأنه “تصعيد خطير”، وقالت إن الحكومة الإسرائيلية تهدد “حياة مئات آلاف المدنيين النازحين برفح وفي قطاع غزة بأكمله”.

وفي بيان منفصل، حذرت وزارة الداخلية في غزة من أن “إغلاق معبر رفح في ظل الظروف الكارثية بقطاع غزة، يفاقم الأزمة الإنسانية ويعزل القطاع بالكامل عن العالم الخارجي. ويمثل سياسة عقاب جماعي ضد أكثر من مليوني شخص”.

ووصفت الوزارة معبر رفح بأنه “شريان الحياة الرئيسي للمواطنين في قطاع غزة”، وأنه “لا يمثل أي تهديد للاحتلال الإسرائيلي”، حسب بيانها.

فيما أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن مصر أدانت العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما نتج عنها من إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرته علي الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، اليوم الثلاثاء، أن “مصر اعتبرت أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتمادا أساسيا على هذا المعبر، باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة”.

وأضاف البيان أن “مصر دعت الجانب الإسرائيلي إلى الابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة بقطاع غزة”، بحسب بيان الوزارة.

كما طالبت وزارة الخارجية المصرية “جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة”.

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد حذرت في بيان سابق، أمس الاثنين، من “مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة بمنطقة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون بتلك المنطقة”.

كارثة إنسانية

من جانبه، قال وائل أبو عمر، المتحدث باسم الهيئة العامة للحدود والمعابر، لشبكة CNN إن كل الحركة في معبر رفح، أحد نقاط الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، قد توقفت. وذكر أن “حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة توقفت بشكل كامل”.

وأشار إلى أن “هذا حدث بعد سيطرة الدبابات الإسرائيلية على منشآت المعبر من الجانب الفلسطيني”، مؤكدًا أن معبر رفح كان تحت النيران منذ مساء الأمس وتم إغلاقه.

وبدلت القوات الإسرائيلية الأعلام الفلسطينية في معبر رفح بالأعلام الإسرائيلية لدى اقتحام الدبابات الإسرائيلية منشآت المعبر من الجانب الفلسطيني، وانتشرت صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت الأعلام الإسرائيلية على المعبر ومقطع فيديو يُظهر الدبابات الإسرائيلية في المعبر.

فيما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح يمكن أن تؤدي إلى توقف جهود الإغاثة الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة.

وأضافت وكالة “الأونروا” على منصة “إكس”، تويتر سابقا، أن “استمرار انقطاع دخول المساعدات وإمدادات الوقود عند معبر رفح، سيوقف الاستجابة الإنسانية الحرجة بجميع أنحاء قطاع غزة”.

وأوضحت الوكالة أن “الجوع الكارثي الذي يواجهه الناس، وخاصة في شمال غزة سوف يزداد سوءا إذا انقطعت طرق الإمداد هذه”.

وأضافت أن الهجوم على رفح من شأنه أن يضر بمستشفى الولادة الوحيد الذي يعمل بكامل طاقته في قطاع غزة، وهذا من شأنه أن يؤثر على حوالي 50,000 امرأة حامل في غزة، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وحماية المرافق الصحية.

وفي الإطار نفسه أكدت الأمم المتحدة أن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم يلحق ضرراً بالغاً بالوضع الإنساني المتردي أصلاً في قطاع غزة ويكمل حصار غزة وعزلها عن العالم، مطالبة بإعادة فتح المعبرين فوراً.

وأدان المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، استمرار إغلاق المعابر الرئيسية في غزة، قائلًا إن “هذه المعابر هي شريان الحياة للسكان هناك، ومن خلالها نجلب الإمدادات الحيوية والوقود للاستخدام الإنساني. ويجب إعادة فتحها دون أي تأخير”.

وكرر لازاريني دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره، مشيرًا إلى أن التقدم الأخير للقوات الإسرائيلية في رفح يخلق المزيد من القلق، ويجلب الفوضى ويجبر الناس على الفرار مرارًا وتكرارًا.

وأوضح أنه في الوقت الحالي، يخرج من رفح في المتوسط ​​200 شخص كل ساعة إلى خان يونس والمناطق الوسطى، وتكتظ منطقة المواصي بأكثر من 400 ألف نسمة، ولا تتوفر فيها المرافق اللازمة لاستيعاب المزيد من الأشخاص، كما أنها ليست أكثر أمانًا من الأجزاء الأخرى من غزة.

وأكد لازاريني أن غياب وقف إطلاق النار يعني المزيد من الخسارة والألم والحزن ويدفعنا بعيدًا عن السلام الذي نحن في أمس الحاجة إليه .

كارثة صحية

وفي سياق متصل، حذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية من أن العمليات الإسرائيلية المتصاعدة في رفح تعرض حياة أكثر من مليون شخص “لخطر جسيم”.

وكتبت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، اليوم الثلاثاء، أن “توسيع العملية العسكرية في رفح يجب أن ينتهي الآن. لأن سلامة 1.5 مليون شخص، من بينهم 600 ألف طفل، في خطر شديد”.

وأضافت أن منظمة الصحة العالمية وشركائها “ملتزمون بالبقاء والتوصيل. وهذا يتطلب وصول المساعدات دون عوائق عبر معبر رفح الحدودي، والذي يجب إعادة فتحه بشكل عاجل”.

ودعت بلخي إلى وقف عاجل لإطلاق النار وحذرت من أن “المزيد من التصعيد سيدفع العملية الإنسانية الهشة بالفعل إلى نقطة الانهيار”. وأضافت أنه “يجب حماية المستشفيات في رفح وتزويدها بالمستلزمات التي تحتاجها لمواصلة تقديم الرعاية”.

وفي بيان صدر يوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، إن “القوات البرية للجيش الإسرائيلي وطائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قصفت ودمرت أهدافًا إرهابية تابعة لحماس في منطقة رفح، بما في ذلك الهياكل العسكرية والبنية التحتية تحت الأرض والبنية التحتية الإرهابية الإضافية التي تعمل منها حماس في منطقة رفح”.

وأصدر المستشفى التشغيلي الأخير المتبقي في رفح نداءً لجميع الفرق الطبية المتوفرة للمساعدة في علاج التدفق المستمر للمرضى المصابين الجدد.

وقال مدير مستشفى الكويت التخصصي، الدكتور صهيب الهمص، في بيان نشره عبر واتساب، الثلاثاء، إنه “يستقبل العشرات من القتلى والمصابين على مدار الساعة، وهناك صعوبة في التعامل مع الإصابات بسبب عدم غياب الإمكانات”.

وأضاف الهمص أن “محافظة رفح تشهد كارثة صحية كبيرة في ظل القصف الإسرائيلي المستمر والمكثف على المحافظة”. وأضاف: “ندعو جميع الفرق الطبية إلى القيام بواجباتها ومسؤولياتها والذهاب بشكل عاجل إلى مستشفى الكويت بسبب النقص في الكوادر الطبية المتخصصة”.

وأضاف البيان أن “مستشفى الكويت التخصصي برفح هو المستشفى الوحيد الذي يعمل الآن بقدرات محدودة بعد خروج مستشفى النجار عن الخدمة بسبب تصنيفه ضمن المنطقة الحمراء”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى