أخبارأخبار العالم العربي

عناق تميم وبن سلمان يتوج اتفاق المصالحة الخليجية

وقع قادة الدول الخليجية ومصر اليوم الاثنين على بيان العلا، والذي يدشن للمصالحة بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بعد ثلاث سنوات من القطيعة والخلافات.

وتوجت جهود المصالحة بمشهد استثنائي لدي وصول طائرة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، التي حطت في أرض المملكة للمرة الأولى منذ بدء المقاطعة، حيث كان في استقباله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي رحب بوصوله بصوت مسموع، ليكتمل مشهد المصالحة بعناق بين تميم وبن سلمان.

رأب الصدع

وكانت أعمال الدورة 41 لقمة مجلس التعاون الخليجي قد انطلقت اليوم بقاعة مرايا في محافظة العلا السعودية، واستهلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بكلمة ألقاها نيابة عن العاهل السعودي، عبر فيها عن الشكر والتقدير لجهود رأب الصدع التي قادتها الكويت والولايات المتحدة الأمريكية، وجميع الأطراف التي أسهمت بهذا الشأن.

وأشار إلى أن هذه الجهود أدت بحمد الله ثم بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا الذي تم توقيعه في هذه القمة، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها.

وأضاف في الكلمة التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية “واس“: “نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، وخاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يضعنا أمام مسؤولية دعوة المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج والمشاريع المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي.

وتابع: “لقد تم تأسيس هذا الكيان استناداً إلى ما يربط بين دولنا من علاقة خاصة وقواسم مشتركة متمثلة بأواصر العقيدة والقربى والمصير المشترك بين شعوبنا، ومن هذا المنطلق علينا فإن سياسة السعودية الثابتة والمستمرة تضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجي موحد وقوي، إضافة إلى تعزيز التعاون العربي والإسلامي بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة.

اتفاق التضامن

ثم ألقى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، كلمة أشاد فيها بالإنجاز التاريخي بالتوقيع على (بيان العلا)، وأعرب عن بالغ التقدير للجهود الخيرة التي بذلت لتحقيق الهدف السامي من جانب الإخوة الأشقاء كافة، والرئيس دونالد ترامب ومستشار جاريد كوشنر، مشيدًا بجهودهم الداعمة لهذا الاتفاق، ومثمنا حرص قادة دول مجلس التعاون ومصر على بذل المزيد من الجهود لتحقيق كل ما فيه الخير لشعوبنا.

وقال: “إن تسمية إعلاننا اليوم باتفاق التضامن إنما يجسد حرصنا عليه وقناعتنا بأهميته، كما أنه يعكس في جانب آخر يقيننا أن حفاظنا عليه يعد استكمالا واستمرارا لحرصنا على تماسك ووحدة أمتنا العربية”.

القمة الخليجية
المصدر: واس

توقيع بيان العلا

وفي ختام الاجتماع وقع قادة ورؤساء وفود دول الخليج على البيان الختامي للقمة وبيان العلا، بحضور جاريد كوشنر، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، كما شارك وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في أعمال الاجتماع، ووقع على بيان المصالحة.

وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن شكري وقع على “بيان العلا” الخاص بالمصالحة العربية. وأكد أن هذا التوقيع يأتي هذا في إطار الحرص المصري الدائم على التضامُن بين دول الرباعي العربي وتوجههم نحو تكاتُف الصف وإزالة أية شوائب بين الدول العربية الشقيقة، ومن أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، وهو ما دأبت عليه مصر بشكل دائم؛ مع حتمية البناء على هذه الخطوة الهامة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة انطلاقًا من علاقات قائمة على حُسن النوايا وعدم التدخُل في الشئون الداخلية للدول العربية.

وتابع: “وتُقدّر مصر وتثمّن كل جهد مخلص بُذل من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، وفي مقدمتها جهود دولة الكويت الشقيقة على مدار السنوات الماضية.

طي كامل للخلاف

من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي، أن قمة العلا “أفضت إلى طي صفحة الماضي والتطلع إلى مستقبل يسوده التعاون والاحترام بما يحفظ أمن الدول واستقرارها”.

وفي رده على سؤال لقناة العربية، أكد بن فرحان أن توقيع الاتفاق طي كامل للخلاف مع قطر.

وأضاف: “ترسل هذه القمة رسالة للعالم أجمع أنه مهما بلغت الخلافات في البيت الواحد إلا أن الحكمة قادرة على تجاوز كل ذلك والعبور بالمنطقة إلى بر الأمان”.

وأوضح أن البيان الختامي دعا إلى تعزيز التعاون في مكافحة الكيانات الإرهابية، والتأكيد على وقوف دول مجلس التعاون صفًا واحدًا في مواجهة أي تهديدات. كما دعا البيان لتوطيد العلاقات واحترام مبادئ حسن الجوار.

وتابع أن “البيان يؤكد تكاتف دول الخليج في وجه أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في شؤون أي منها”، مشيرًا إلى أن “الدول أكدت عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين