الاحتجاجات تتحدى تهديدات ترامب وتصاعد في أعمال النهب والشغب

هاجر العيادي
لليوم السابع على التوالي، تواصلت الاحتجاجات الغاضبة في مختلف ولايات أمريكا وذلك على خلفية مقتل جورج فلويد، وقد رافقت هذه المظاهرات أعمال شغب ونهب عدة مدن في جميع أنحاء البلاد، في وقت صعد فيه ترامب من لهجة خطابه تجاه المحتجين.
أعمال شغب
وفي هذا الصدد، وعلى الرغم من نشر قوات الحرس الوطني والزج بمزيد من رجال الشرطة وفرض حظر التجول، إلا إن هذه الأمور لم توقف أبدًا الاحتجاجات التي يتخللها حالات من العنف والمواجهات بين المحتجين والشرطة.
وتجددت أعمال الشغب، اليوم الثلاثاء، بمدينة مانهاتن في نيويورك، حيث سجل تكسير محال ونهب متاجر في الجادة الخامسة، إحدى أرقة المناطق في البلاد
ويبدو أن فرض حظر التجول في المدينة، وبطلب من حاكمها أندرو كومو، لم يأت بنتيجة ولم ينجح في وقف العناصر المخلة من بين المتظاهرين الذين اتجهوا إلى النهب، حيث شقوا طريقهم إلى متجر “ماسي” الرئيسي الشهير في هيرالد سكوير بمانهاتن.
ووفقا لتقارير إعلامية وأمنية في نيويورك، فقد تعرضت بعض متاجر التجزئة الفاخرة والأكثر شهرة على طول الجادة الخامسة في مانهاتن إلى النهب، وفق ما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وفي سياق متصل، ذكرت تقارير أمنية أنه تم نهب متجر نايكي ونيويورك يانكيز ومتجر ساعات رولكس، من بين العديد من المتاجر الأخرى في جميع أنحاء مانهاتن السفلى ووسط المدينة.
كما لم تقتصر عمليات السلب والنهب على مدينة نيويورك وحدها، بل شملت العديد من المدن الأمريكية الأخرى، حيث يستغل اللصوص وحتى بعض الناس تحطيم واجهات المحال التجارية في السرقة، كما حدث في مدينة مينيابوليس عندما أظهرت تغطية تلفزيونية من طائرة مروحية عشرات الأشخاص وهم ينهبون متجرًا من متاجر “تارغت”، ويخرجون منه محملين بملابس وعربات تسوق مليئة بالسلع.
في الأثناء، أظهرت لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عمليات نهب لمحلات تجارية مرموقة مثل متاجر تبيع منتجات شانيل.
كذلك شهدت منطقة بلفيو في سياتل عمليات سلب ونهب، وتمكن الحرس الوطني من وقف العمليات بعد وصوله إليها.
وإضافة إلى ذلك، تعرضت العديد من الشركات والمحال التجارية إلى التخريب والنهب، ووقعت حادثة قتل لشاب أسود حاول اقتحام حانة، حيث أطلق صاحب الحانة النار على الشاب جيمس سكورلوك (22 سنة) وقتله، واعتبرت الحادثة “دفاعا عن النفس”.
وفي أوكلاند بكاليفورنيا، أظهرت لقطات فيديو تناقلتها وسائل إعلام أمريكية عمليات تخريب وتدمير وكالة بيع سيارات مرسيدس، حيث تم إحراق بعض السيارات داخل الوكالة.
كما أفادت وسائل إعلام محلية بالاعتداء على رجال شرطة في المدينة، وإصابة ما لا يقل عن خمس عناصر وفق مصادر أمنية
ترامب يتوعد من جديد
وتأتي هذه التطورات، في وقت توعّد الرئيس ترامب بسنوات طويلة في السجن لمن وصفهم بمنظمي الفوضى في البلاد ومنظمة “أنتيفا”.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي من البيت الأبيض وسط انتشار قوات الجيش والحرس الوطني داخل القصر، “منظمو هذه الفوضى سيعاقبون بسنوات طويلة في السجن بما في ذلك منظمة “أنتيفا”.
كما أضاف ترامب “أحداث العنف الأخيرة ليست احتجاجات سلمية بل هي عبارة عن إرهاب محلي.. أمريكا تأسست على مبدأ القانون ولابد أن لا نستسلم للكراهية أو الغضب”.
على صعيد أخر، اتهم ترامب حكام الولايات بالتهاون في فرض السيطرة على الولايات، وقال إن الحكام سيبدون “كمجموعة حمقى” إن لم يتخذوا إجراءات قاسية.
من الواضح، وفق مراقبين أن الوضع في أمريكا يتجه نحو التصعيد أكثر، فكل العلائم تشير إلى أن القادم أعظم والعواقب أدهى، وهو ما يبدو سيُعجل برحيل ترامب قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، وفق متابعين.