أخبارأخبار أميركا

تصاعد احتجاجات طلاب الجامعات ضد الحرب على غزة.. والبيت الأبيض يرفض دعوات لاستدعاء الحرس الوطني

رفض البيت الأبيض الطلب الذي قدمه رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، للرئيس جو بايدن باستدعاء الحرس الوطني إلى الحرم الجامعي للتعامل مع الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت في العديد من الجامعات الأمريكية للتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة.

ووفقًا لصحيفة thehill فقد زار جونسون جامعة كولومبيا أمس الأربعاء، في أول احتجاجات كبرى مؤيدة لفلسطين امتدت إلى العشرات من الجامعات في جميع أنحاء البلاد، وقال إن بايدن يجب أن يستدعي الحرس الوطني لقمع هذه المظاهرات السلمية.

فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، اليوم الخميس، إن الأمر ليس من اختصاص الرئيس. وقالت للصحفيين: “هذا شيء يقرره حكام الولايات”، مشيرة إلى أن بايدن انتقد الاحتجاجات في السابق ووصفها بأنها معادية للسامية.

وذهب جونسون أبعد من ذلك واصفا الاحتجاجات بأنها “خطيرة”. وقال: “إذا لم يتم احتواء ذلك بسرعة وإذا لم يتم إيقاف هذا التخويف والتهديدات، فسيكون الوقت مناسب لاستدعاء الحرس الوطني”.

وطالب جونسون رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، بالاستقالة في حال فشلها بإيقاف مظاهرات الطلاب المؤيدين لفلسطين، واصفًا المظاهرات بحرم الجامعة بـ”الكراهية ومعاداة السامية”.

وتحرك تصريحات جونسون ذكريات أليمة تعود إلى العام 1970، حين قُتل طلاب عزل برصاص عناصر من الحرس الوطني خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام.

احتجاجات الطلاب

وأمهل مسؤولو جامعة كولومبيا المحتجين حتى الساعة الرابعة صباح الجمعة بالتوقيت المحلي للتوصل إلى اتفاق مع الجامعة لتفكيك عشرات الخيام التي أُقيمت في حرمها.

ولم تتمخض مهلة سابقة كان موعدها النهائي منتصف ليل الثلاثاء الماضي عن اتفاق، لكن المسؤولين أطالوا أمدها 48 ساعة مستندين إلى تقدم في المحادثات.

وحثت احتجاجات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس إدارة بايدن على دعم وقف دائم لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس، ودعت إلى وقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، وحثت جامعاتهم على الانسحاب في أي شراكة مع المصالح الإسرائيلية.

وتم اعتقال المئات من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جميع أنحاء البلاد، حيث دعت بعض الجامعات الشرطة المحلية وشرطة الولاية إلى تفريق المظاهرات بالقوة.

انضمام جامعات جديدة

يأتي ذلك في الوقت الذي انضمت فيه جامعتان أميركيتان جديدتان إلى المظاهرات الطلابية المنددة بالحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في جامعة كولومبيا في نيويورك قبل أيام، وامتدت إلى حرم العديد من الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة.

وبدأ صباح اليوم الخميس مئات الطلاب بالتجمع في حرمي جامعتي جورج تاون وجورج واشنطن بالعاصمة واشنطن، في امتداد للاحتجاجات المتواصلة بجامعة كولومبيا.

وردد الطلاب، الذين تجمعوا في الحديقة الكبيرة وسط حرم جامعة جورج تاون، شعارات مثل “فلسطين حرة” و”وقف إطلاق نار فوري في غزة”، كما نصبوا خيامًا في الأماكن التي أعطت فيها الشرطة إذنا بذلك.

وفي جامعة جورج واشنطن، رفع الطلاب لافتات مؤيدة لفلسطين وبدؤوا السير بشكل جماعي نحو حرم الجامعة. وأفاد مراسل الجزيرة بأن طلابا مؤيدين للقضية الفلسطينية أنشؤوا مخيما بحرمها.

كما قال مشارك في الاحتجاجات إن إدارة الجامعة أمهلت المحتجين 6 ساعات قبل إزالة الخيام، مشيرا إلى أن الأمن هددهم بالاعتقال.

عنف واعتقالات

ومن لوس إنجلوس إلى نيويورك، مرورًا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، اتسعت الحركة الاحتجاجية للطلاب الأمريكيين المؤيدين لفلسطين، حيث نظمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالميًا مثل هارفرد ويال وبرينستن.

ويتكرر المشهد منذ أيام في أنحاء مختلفة من البلاد، حيث يقوم طلاب بنصب خيام في جامعاتهم للتنديد بالدعم العسكري، الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل والوضع الإنساني في قطاع غزة، ثم تقوم شرطة مكافحة الشغب في كثير من الأحيان بإخلائهم، بناء على طلب إدارة الجامعة.

وأوقف أكثر من 100 متظاهر بالقرب من جامعة “إيمرسون كولدج” في بوسطن مساء الأربعاء الماضي، وعلى بُعد آلاف الأميال، قام عناصر الأمن الذين يمتطون جيادا بتوقيف طلاب في جامعة تكساس الواقعة في مدينة أوستن.

كما طردت الشرطة صباح الخميس طلابا من جامعة إيموري في أتلانتا جنوب الولايات المتحدة. وفي أحدث اشتباك داخل حرم جامعي، تحرك أفراد من الشرطة على الفور في مواجهة طلاب محتجين بدؤوا يقيمون مخيما في جامعة برينستون بولاية نيوجيرسي، حسبما أظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي مقطع مصور على منصة إكس، سُمع صوت أحد أفراد الشرطة يقول “جميعكم ينتهك سياسة الجامعة. يتعين تفكيك هذه الخيام الآن”، بينما هتف المحتجون “فلسطين حرة، حرة”.

يشار إلى أن طلابا مؤيدين للفلسطينيين بدؤوا في 18 أبريل لجاري اعتصاما في حديقة حرم جامعة كولومبيا بنيويورك، احتجاجًا على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين، و”الإبادة الجماعية” في غزة، وتم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.

وفي وقت لاحق امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعات نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” تواصل إسرائيل، منذ 7 أكتوبر الماضي، حربها المدمرة على قطاع غزة، مما خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى