هجرة

برنامج سويدي خاص لرعاية اللاجئين القصر

ستوكهولم (السويد) – استقبلت السويد عشرات الآلاف من القاصرين اللاجئين غير المصحوبين بذويهم، الأمر الذي أجبر السلطات على الاهتمام بهذه الفئة من خلال برنامج منازل الاستقبال الموزعة على كامل مساحة الأراضي السويدية.

وذكر موقع “مهاجر نيوز” أن تلك المنازل تدار من قبل مؤسسة فاليوس والمعروفة بأسم ريح الربيع حيث يتم الاهتمام بـ19 طفلا بين سن الـ14 والـ19 عاما، في منطقة تملأها الأشجار وبها مجموعة من المباني المبنية على الطراز السويدي محاطة بشتى أنواع الأشجار والصخور والنباتات والمنزل عبارة عن طابق كامل في إحدى تلك المباني المخصصة لرعاية المسنين.

تولى ضياء، أحد المرشدين والعاملين الاجتماعيين في المركز، التعريف بـالمنزل وأهميته بالنسبة إليه والأطفال فيه، وقال لدينا 19 طفل في هذا المنزل، معظمهم جاؤوا من أفغانستان”.

ووصف ضياء المكان قائلا “نخرج من المصعد إلى ممر طويل نسبيا تتوزع على جانبيه الغرف وفي نهايته، على كل جانب منه بهو”.

وأضاف ” هنا نقوم بتحضير طعامنا وطعام الأطفال بأنفسنا، يقوم المرشدون بذلك. الأطفال يمكنهم المساعدة ولكننا لا نطلب منهم ذلك، والأطفال مسئولون عن نظافة غرفهم وغسيل ثيابهم، بشكل عام، ونقوم من حين إلى آخر بإشراكهم في تنظيف الأجزاء المشتركة من المنزل ليشعروا بمسؤوليتهم فيه ولكن في أغلب الأحيان هناك شركة تنظيفات خاصة تهتم بذلك”.

وأكد أن جميع الأطفال المقيمين بالمنزل مسجلين في المدرسة المحلية ليتابعون دروسهم نظامي مثل أي طالب في السويد.

وأوضح ضياء أن على الأطفال أن يعودوا قبل الساعة التاسعة ويشدد على عدم السماح بإدخال المشروبات الكحولية والمخدرات إلى المنزل، وهناك بعض الأطفال يدخنون، اتفقنا معهم على أن يدخنوا على الشرفات، بعضهم لم يلتزم فقمنا بإرساله إلى منازل أخرى.

ويعتبر ضياء أنه من الضروري أن يكون هناك نظام واضح في حياة الأولاد لانهم يتعاملون كالعائلة، لا يجبروهم على شيء وإنما يعودوهم على احترام النظام العام والتقيد به، لأنهم سيحتاجون لذلك عندما يخرجون من هنا إلى الحياة.

ويحصل كل ثلاثة أطفال على مرشد واحد يتابع شؤونهم اليومية، من الدراسة إلى الطعام إلى زيارات الطبيب الدورية إلى متابعة أوراقهم الرسمية، الأمر الذي يؤدي إلى نشوء علاقة خاصة تحكمها الثقة بين الأولاد والمرشدين وهذا ضروري.

ويسمح للأطفال بمغادرة المنزل ساعة كما يشاؤون ويتم تشجيعهم على زيارة ستوكهولم والتجول فيها بعد أن زودنا كل واحد منهم ببطاقة تسهل له استخدام كافة وسائل المواصلات المتاحة في المنطقة، كما يتم تعويدهم على الاعتماد على أنفسهم وتكوين حياة اجتماعية بعيدا عن روتين يوميات المنزل، إلا أن تلك الحرية ليست مطلقة.

ويضم المنزل قاعتين كبيرتين للجلوس، تحوي كل منهما على تلفازا وكنبة كبيرة وطاولة طعام و 20 غرفة مستقلة للأطفال، فضلا عن غرفتين موزعتين على جزأي المنزل للمشرفين المناوبين.

وتحدث باسم الله  أحد المقيمين عن الغرف وأن كل غرف الأطفال لها دورات المياه الخاصة بها أيضا شرفة واسعة فيها طاولة وكرسيان، إلى جانب الاهتمام بخصوصية الأطفال وراحتهم النفسية التي تعد جزء أساسي من عمل هذا المنزل اليومي.

يسيطر الهدوء على المكان رغم جود 19 طفلا، أو شابا صغيرا، فتجد الأطفال إما مجتمعين يشاهدون التلفاز بصوت منخفض، أو يتناقشون في ما بينهم في قضايا تهمهم ويمكنك  أن تلاحظ تلقائيا مدى احترامهم للحيز العام ولخصوصية بعضهم من الطريقة التي يتعاملون بها.

يذكر أن السويد شهدت عام 2015 مجيء أكثر من 35 ألف لاجيء قاصر وكان  الجزء الأكبر منهم قادم من أفغانستان تم توزيعهم على منازل مشابهة منتشرة على كامل مساحة الأراضي السويدية.

المصدر: مهاجر نيوز

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى