أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي، أن بغداد تلقت رسالة من الجيش الأمريكي بشأن سحب قواته منها وفق ما أفاد به خلال كلمته في اجتماع مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء.

وفي هذا الصدد قال المهدي : “استلمنا أمس رسالة من القيادة الأمريكية تتكلم عن الانسحاب وبعد ساعات قيل أنها خطأ”.

كما أضاف، “النسختان العربية والإنجليزية من الرسالة الأمريكية غير متطابقتين والعراق طلب توضيحات”، موضحا أن “الحكومة العراقية استلمت، أمس الاثنين، رسالة من القيادة الأمريكية تشير بوضوح لانسحاب القوات، ثم قيل بعد ساعات أن الرسالة خطأ”.

وتابع المهدي: “الجانب الأمريكي بعث بنسخة عربية مترجمة للرسالة لا تتطابق مع النسخة الإنجليزية، ثم قام بإرسال أخرى متطابقة”، مضيفًا: “الرسالة الأمريكية التي استلمناها، أمس الاثنين، تشير بوضوح للانسحاب”.

حالة إرباك

ويرى مراقبون أن الرسالة الخطأ بشأن الاستعداد للانسحاب من العراق تسببت في حالة إرباك تضاف إلى التوتر السائد منذ اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية في العراق.

يشار ألى أن رسالة،كتبت باسم الجنرال وليام اتش سيلي قائد القوات الأميركية في العراق، واطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منها، تم توجيهها للمسؤولين العراقيين تفيد بأن واشنطن تقوم بعملية “إعادة تموضع” لقواتها في البلاد بهدف “الانسحاب من العراق بصورة آمنة وفعّالة”.

نص رسالة قرار الإنسحاب

ويقول سيلي في الرسالة “نحترم قراركم السيادي الذي يأمر برحيلنا”، في إشارة إلى الدعوة التي وجهها البرلمان العراقي في تصويت الأحد إلى الحكومة لطرد القوات الأجنبية من العراق بعد اغتيال سليماني.

ويضيف أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق سيقوم بعملية “إعادة تموضع لقواته”، موضحا أنه “للقيام بهذه المهمة ينبغي أن تتخذ قوات التحالف بعض الإجراءات للتأكد من أن حركة الخروج من العراق تجري بشكل آمن وفعال”.

ويتابع أن مروحيات ستحلق فوق وحول المنطقة الخضراء في بغداد حيث تقع السفارة الأميركية، في إطار هذه الاستعدادات.

خطأ غير مقصود

وفي سياق متصل، صرح رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك ميلي “كان خطأ، حدث عن غير قصد، مسودة رسالة غير موقعة، لأننا نحرك قواتنا في المكان”.

من جهته، صرح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن الولايات المتحدة تقوم بعملية “إعادة تموضع” في العراق ولكنها لا تنسحب من هذا البلد. وأضاف “لم يتخذ أي قرار بمغادرة العراق. نقطة على السطر”. وتابع أنّ “الرسالة لا تتوافق مع موقفنا الحالي”.

قوات أمريكية

وتنتشر في العراق قوة أمريكية يبلغ عددها 5200 جندي تعمل على محاربة تنظيم داعش ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية العام 2014، وذلك بناء على طلب من الحكومة العراقية.

وأضيف إلى هذه القوة الأمربكية الأسبوع الماضي بضع مئات من الجنود لحماية السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تعرضت قبل أسبوع لهجوم من فصائل موالية لإيران.

يذكر أن نشر مسودة الرسالة جاء غداة تصويت البرلمان العراقي على تفويض الحكومة إنهاء تواجد القوات الأجنبية في العراق في أعقاب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة جوية أمريكية في بغداد الجمعة.