ماذا قالت أول سفيرة للسعودية في أمريكا عن قتل خاشقجي؟

دافعت سفيرة المملكة العربية السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، عن رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الإصلاحية.
وقالت الأميرة ريما بنت بندر، في مقابلة أجرتها معها مجلة “بوليتكو” الأمريكية، إن “سجن الناشطات اللاتي طالبن بحق المرأة بقيادة السيارة بالغ الغرب في فهمه وأن عدد ممن اعتقلن أفرج عنهن، لكنها عبرت عن اعتقادها من أن الناشطات خرقن القانون عندما قمن بحملاتهن بشكل علني”.
وأضافت: “كل شخص له الحق بإبداء رأيه وأود أن يحكم علي من خلال العمل الذي أقوم به”، وقالت إنها “تشعر بالغضب لو تم التعامل معها بقفازات أطفال”، مؤكدة أنه لا يوجد لها أدنى شك من تأكيد براءة ولي العهد السعودي من جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقالت الأميرة ريما: “كنت أعرف خاشقجي فقد كان مقتله مأساة شخصية وحقل ألغام كنت أبكي خسارة حياة هذا الرجل على المستوى الشخصي وكنت أبكي ما يمكن أنه نهاية لرؤيتنا”، وأضافت: “ما كتبه كان إيجابيا عما يمكن أن تكون المملكة عليه. واحتراما له كرجل أعرفه على المستوى الشخصي آمل ألا يحاول أحد رهن 11 مليون شاب بموته”.
وبشأن اتهام ولي العهد السعودي، قالت أول سفيرة سعودية في واشنطن، إن الأمير محمد لم يرتكب الجريمة، “لقد قضيت وقتا مع ولي العهد وأقنعني أن هذا ليس من عمله، ولم يكن يعمل بهذه الطريقة وهذا أمر يمكن أن يدمر كل ما حلم به، ولا أتخيل أنه طلب أمرا كهذا”.
وأعلنت السعودية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، أن التحقيقات أظهرت وفاة خاشقجي، خلال شجار في القنصلية السعودية في إسطنبول، وأكدت النيابة العامة أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية، والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصا جميعهم من الجنسية السعودية، تمهيدا للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد، محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
“الأميرة القوية”
في أحد الأيام الحارة في شهر أغسطس الماضي، تجمعت حوالي 50 امرأة تعمل في السفارة السعودية، بواشنطن، في قاعة الاحتفالات للقاء مع رئيستهم الجديدة، الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، أول امرأة تشغل منصب سفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن، والتي كانت تجتمع لأول مرة مع موظفات السفارة.
ساد الصمت في الغرفة بمجرد دخول الأميرة ريما، 44 عامًا. صعدت بنت بندر صعدت على المنصة ووقفت وجهًا لوجه أمام الموظفات، وقالت بحماس “اليوم فقط للنساء، إنه يوم احتفالنا”، حسب مجلة بولتيكو الأمريكية.
ذكرت المجلة في تقرير مطوّل عن الأميرة السعودية، إنها تحدثت مع الموظفات عن حقوقهن الجديدة، بما في ذلك الحصول على جوازات سفر، والسفر إلى الخارج، وتقديم طلبات الطلاق، والحصول على الوصاية على أبنائهن.
اعتبرت بولتيكو أن تولي الأميرة ريما منصب سفير المملكة في واشنطن لحظة تاريخية للسعودية والسفارة على حد سواء، فهي أول امرأة تمثل الرياض في بلد أجنبي.
عاشت الأميرة ريما فترة طويلة في واشنطن، حيث تولى والدها الأمير بندر بن سلطان منصب السفير السعودي في الولايات المتحدة منذ عام 1983 وحتى 2005.
انتقلت ريما رفقة عائلتها إلى واشنطن وهي في السابعة من عمرها، وحصلت على شهادة البكالوريوس في دراسات المتاحف مع التركيز الأكاديمي على المحافظة على الآثار التاريخية من جامعة جورج واشنطن الأمريكية.
ووالد الأميرة ريما هو الأمير بندر، حفيد الملك عبد العزيز آل سعود، وأمها هي الأميرة هيفا بن فيصل ابنة العاهل السعودي الراحل الملك فيصل، ثالث أبناء الملك المؤسس عبد العزيز، وهذا يجعلها من أحفاد الملك المؤسس من الجانبين.
4وقالت بولتيكو إن البعض يعتبر تولي الأميرة ريما لهذا المنصب إشارة واضحة لتمكين المرأة في المجتمع السعودي، وجزء من خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للانتفاح، وتغيير الصورة النمطية الخاطئة بشأن المملكة.
ويتوقع محللون سياسيون ومراقبون دوليون أن مهمة الأميرة ريما لن تكون سهلة أبدًا.
قالت إليسا ماسيمينو، المديرة التنفيذية السابقة لمنظمة “حقوق الانسان أولاً” والأستاذة في مركز جورج تاون للقانون، إنها سوف تتولى هذا المنصب في وقت صعب، خاصة وأن العلاقات الأمريكية-السعودية ليست في أحسن أحوالها.
الدفاع عن حقوق المرأة
وفي عام 2010، أصبحت الأميرة ريما أول مديرة تنفيذية لإحدى شركات البيع بالتجزئة الكُبرى في المملكة العربية السعودية، بعد بضعة أشهر أصدر العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبد العزيز، مرسوما ملكيا يسمح للنساء بالعمل في المتاجر بالأقسام النسائية. استغلت الأميرة السعودية هذه الفرصة من أجل توظيف عشرات البائعات، وساعدتهم في الحصول على خدمات للنقل، وفتح حسابات بنكية لإيداع رواتبهم.
وفي عام 2013، بعد طلاقها من الأمير فيصل بن تركي، أسست الأميرة ريما مؤسسة “ألف خير” وهي منظمة تقدم التوجيه للسعوديات اللائي يدخلن سوق العمل، وتعمل على نشر الوعي بسرطان الثدي، فجذبت أعمالها انتباه رئيس الهيئة السعودية العامة للرياضة، وأصبحت في عام 2016، أول نائبة مدير التخطيط والتطوير ونائبة شؤون المرأة.
وفي العام نفسه، عملت الأميرة ريما على تنفيذ خطة للتربية البدنية في مدارس البنات، وترخيص الصالات النسائية واستخدام الأماكن العامة لكي تمارس النساء الأنشطة الرياضية إلى جانب الرجال.
3قالت كارين إليوت هاوس، مؤلفة كتاب: “عن السعودية: ناسها، ماضيها، ديانتها، خطوط التصدع والمستقبل”، “On Saudi Arabia: Its People, Past, Religion, Fault Lines and Future”، إن وظيفة الأميرة ريما واضحة، وهي القضاء على وجهات النظر السلبية عن السعوديين.
وقالت إنها ليست مجرد أميرة وامرأة، ولكنها أم عازبة وتعتبر ناشطة حقوقية، لديها بالفعل العديد من القواسم المشتركة مع المرأة الأمريكية.
ذكرت المجلة الأمريكية أن الأميرة ريما دافعت عن بلادها أمام الحضور في المنتدى الاقتصادي العالمي في 2018، وقالت للجميع “إنت تطالبونا بالتغيير، وعندما نقوم بهذا التغيير، تسخرون منّا”.
أكدت الأميرة ريما أن بلادها لا تسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين لأن الغرب يريد ذلك، أو من أجل ابعاد المنظمات الحقوقية عنها، ولكنها تقوم بذلك لأنه الأمر الصائب.