أخبارأخبار أميركا

ليندسي غراهام يثير الجدل بعد دعوته إسرائيل لقصف غزة بقنبلة نووية

أثار السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عاصفة من الجدل والانتقادات بعد دعوته إسرائيل لقصف قطاع غزة بقنبلة نووية. وأدانت حركة حماس دعوة غراهام مؤكدة أن هذه التصريحات الصادمة تدلل على عمق السقوط الأخلاقي الذي وصل إليه غراهام، وعقلية الإبادة والاستعمار التي تسكنه.

وأضافت حماس في بيان لها أن “هذه العقلية تسكن أيضا قطاعات من النخبة السياسية في الولايات المتحدة، وتتماهى مع جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، ينفّذها جيش الاحتلال المتجرد من الأخلاق ضد مدنيين عُزَّل”، وفق البيان.

ودعت الحركة من سمتهم “أحرار العالم” إلى إدانة هذه المواقف واستنكارها، ومواصلة الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة والتجويع ضد الشعب الفلسطيني.

وكان غراهام قد صرح، في مقابلة مع برنامج Meet the Press على قناة NBC صباح أمس الأحد، أنه يحق لإسرائيل ضرب غزة بقنبلة نووية، كما فعلت الولايات المتحدة بمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين لإنهاء الحرب العالمية الثانية (1939-1945).

وقال غراهام خلال المقابلة: “هذا هو القرار الصحيح (ضربة نووية)، أعطوا إسرائيل القنابل التي تحتاجها لإنهاء الحرب، فهي لا تستطيع تحمل الخسارة، واعملوا معها على تقليل الخسائر البشرية، وفق زعمه.

وقارن غراهام حرب إسرائيل ضد حماس بالقرار الأمريكي بإسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية، مطالبًا إسرائيل بأن “تفعل كل ما عليها فعله” لإنهاء الحملة العسكرية.

وأضاف أن إسرائيل سيكون لديها ما يبرر تسوية قطاع غزة بالأرض باستخدام سلاح نووي، وذلك ببساطة لأن الولايات المتحدة فعلت ذلك في هيروشيما وناغازاكي في الأربعينات ضد اليابان التي شنت أوّلاً الحرب على الولايات المتحدة في بداية الحرب بهجومها على ميناء بيرل هاربور الأمريكي.

وبدأ غراهام كلامه قائلاً: “عندما واجهنا الدمار كأمة بعد هجوم اليابان على بيرل هاربور، ومحاربة الألمان واليابانيين، قررنا إنهاء الحرب بقصف هيروشيما وناغازاكي بالأسلحة النووية”.

ووصف غراهام قصف هيروشيما وناغازاكي بالقنبلة النووية بأنه “القرار الصحيح” من قبل الولايات المتحدة. وأضاف: أعطوا إسرائيل القنابل التي تحتاجها لإنهاء الحرب التي لا تستطيع تحمّل خسارتها، واعملوا معها لتقليل الخسائر البشرية”.

وأكد أن إسرائيل من حقها أن تدافع عن نفسها، وأن عليها أن تفعل كل ما عليها للبقاء على قيد الحياة كدولة يهودية.

ووفقًا لشبكة nbcnews فقد استخدم غراهام، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، هذا التشبيه عدة مرات عندما أدان الرئيس جو بايدن لتهديده بحجب أسلحة معينة عن إسرائيل إذا شنت عملية عسكرية في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة حيث يلجأ أكثر من مليون مدني.

وعندما سألته المذيعة كريستين ويلكر عن السبب الذي يجعل من المقبول أن يحجب الرئيس رونالد ريغان أسلحة معينة عن إسرائيل خلال حربها في لبنان في الثمانينيات، بينما يكون من غير المقبول أن يهدد بايدن بفعل ذلك الآن، أثار غراهام مرة أخرى مقارنة ما يحدث الآن بما حدث خلال الحرب العالمية الثانية.

وأضاف: “هل يمكنني أن أقول هذا؟، لماذا كان من المقبول أن تقوم أمريكا بإسقاط قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناغازاكي لإنهاء التهديد الوجودي لها وقتها؟ ألم يكن من المناسب لنا أن نفعل ذلك؟ أعتقد أنه كان القرار الصحيح”. وتابع قائلًا: “لذا أقول: يا إسرائيل، افعلي كل ما عليك فعله للبقاء على قيد الحياة كدولة يهودية”.

وردت ويلكر قائلةً له إن المسؤولين العسكريين الأمريكيين يقولون إن التكنولوجيا ومفاهيم الحرب تغيرت بشكل كبير منذ الحرب العالمية الثانية، فأجاب غراهام: “هؤلاء المسؤولون العسكريون الذين تتحدث عنهم مليئون بالحماقة”.

وجاءت تعليقات غراهام بعد وقت قصير من انضمام وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى البرنامج ورفضه تحديد “خط أحمر” مع إسرائيل، حيث قال لويلكر: “في غياب خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين، فإن الرئيس كان محقًا في قراراه بشأن دعم الأسلحة”، مؤكدً أن واشنطن لن تدعم عملية عسكرية كبيرة في رفح.

وناقش بلينكن أيضًا مخاوف الولايات المتحدة بشأن استخدام القنابل “عالية الحمولة”، قائلاً لويلكر: “لقد تراجعنا، ونجري محادثات نشطة مع إسرائيل بشأن توفير أسلحة ثقيلة أو ذات حمولة عالية، وقنابل كبيرة، بسبب القلق الذي لدينا حول التأثير الذي يمكن أن تحدثه هذه الأسلحة عند استخدامها في بيئة حضرية كثيفة مثل رفح”.

وعلق غراهام على ذلك قائلًا إن حماس هي المسؤولة عن سقوط ضحايا من المدنيين طوال فترة الصراع. وأضاف: “أعتقد أنه من المستحيل التخفيف من الوفيات بين المدنيين في غزة طالما أن حماس تستخدم سكانها كدروع بشرية”.  وتابع قائلًا: “آخر شيء نريد القيام به هو مكافأة هذا السلوك”.

وتمنح الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل سنويًا مساعدات عسكرية بنحو 3.8 مليارات دولار عبارة عن أسلحة وأنظمة دفاع. ومنذ اندلاع الحرب على غزة، تقدم إدارة بايدن لتل أبيب دعما قويا على المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية.

ووافق الكونغرس الأمريكي، في أبريل الماضي، على حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 15 مليار دولار، بينها 5 مليارات دولار لتجديد مخزون الأسلحة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى