الراديو

راديو “صوت العرب من أميركا” يناقش مشاكل الخمر وتأثيرها على المجتمع

واشنطن – تتيح أوروبا وأميركا تناول الخمور على اعتبار أنها جزء من الحرية الشخصية للمواطن، وهو ما جعلها تنتشر بشكل كبير في هذه المجتمعات، رغم أنها تؤثر سلبيا على صحة الإنسان الذي يخضع لها وتسيطر عليه، فتؤدي للإصابة بأمراض السرطان والكبد، وتؤدي لبعض العيوب الخلقية وغيرها.

تناولت الإعلامية ليلى الحسيني هذه القضية الهامة وحكم الشرع والعقوبات القانوينة لتناول الخمور في حلقة خاصة على راديو صوت العرب من أميركا مع كل من الدكتورة نسرين الصوان والشيخ عبد الحميد سالم إمام ديترويت والمحامي فراس رافع المتخصص في القضايا المدنية وقضايا الهجرة والتجنيس.

بدأ الإمام عبد الحميد سالم الحديث قائلا “إن الإسلام والشرائع عموما لم تحرم شيئا طيبا للإنسان ولكن ما تم تحريمه هو الخبائث، فربنا تبارك وتعالي حرم الخمر لأنها خبيثة ومعنى كونها خبيثة هو أمر يحط من الإنسانية إلى الحيوانية ويقول عثمان ين عفان (أجتنبوا الخمر لإنه أم الخبائث) فالخمر أساس كل خبيث والقرآن نهى عنه لأن العرب لم يكونوا يعلموا في الجاهلية ما يسببه من أمراض نفسية ومجتمعية”.

وأضاف “لاشك أن ذهاب العقل سبب كل مشكلة، فإذا ذهب العقل ذهب كل شيء واجتمعت كل شيء في الخمر لأنها مفتاح كل شر، والإنسان الذاهب عقله يرتكب حماقات كثيرة، لذلك حرم الإسلام الخمر بصفة عامة رغم عدم وجود نصوص صريحة ولكن وجدت نصوص تقبح الخمر في العهد القديم بالإنجيل حين قال الرب لهارون (أنت وبنوك لاتشرب الخمر داخل خيمة الإجتماع)”.

وانتقلت ليلى الحسيني بالحوار إلى الدكتورة نسرين صوان لتسألها عن مدى تأثير الكحول على الفرد والمجتمع.

أجابت الدكتورة نسرين صوان “إن الفرد الذي يتناول الكحول يؤثر على ذاته وبالتالي يؤثر على مجتمعه، ويجب أن نعلم أن تعاطي الكحول في الدول التي لا تمنعه يكون بشروط، حيث لا تتناول السيدة أكثر من 7 وحدات كحول أسبوعيا، وبحد أقصى 3 في اليوم، والرجل 14 في الأسبوع و4 باليوم الواحد”.

وأضافت صوان “إن تناول الكحول يفرق عن الإدمان كلاهما خطر ويؤثران على 1 من كل 13 شخص في أميركا بحدود 14 مليون شخص من أميركا يتأثرون بهذا التعاطي ويؤثر بالتالي على الاقتصاد والأحداث المجتمعية، لأن الشخص تحت تأثير الكحول يكون عنيف مع أسرته بشكل أكثر تأثيرا من المخدارت، ومشكلة الكحول أنه متوفر بشكل قانوني عكس المخدرات”.

وأشارت صوان إلى “أن أحد أسباب انتشار الكحول ترجع إلى سهولة تداوله حتى في المدارس، والشخص لا يكون منشغل طوال الوقت في الحصول على الكحول مما يؤثر على إنجاز المهام والمسؤوليات وأن يظل الشخص يشرب كميات كبيرة في فترات قصيرة مما يؤدي إلى حوادث السيارات”.

وأضحت صوان “أن الإدمان الكحولي هو اشتهاء لتناول الكحول، وأن يصل الشخص إلى فقدان القدرة على الحد من الشرب والإعتماد الجسدي عل الكحول يصاحبه أعراض انسحابية حين يتأخر في تناول الجرعات مثل القلق والأرق والتقيؤ والتعرق بعد توقفه بطريقة فجائية، وهناك عنصر وراثي كأن يكون أحد الوالدين مدمن، فيكون لديه إستعداد للإدمان”.

وعرضت الدكتورة صوان لأهم الأمراض الاجتماعية المتعلقة بالإدمان قائلة “أنها عبارة عن دوران حياة الشخص من أجل حول الحصول على الكحول، فيكذب، يسرق، ويرتكب جريمة للحصول على الكحول أو يخبأه، ويتفاخر طلبة المدارس الثانوية وطلبة الجامعة بالشرب، ويعلمون بعضهم البعض، ويكونون تحت ضغط فيشربون باعتباره النمط الدارج بالحياة وليس جزء من الإدمان ولكن الخطورة أن يتحول الأمر إلى إدمان”.

وتقل قدرة الشخص تحت تأثير الكحول بالنسبة للتذكر ويتخيل أشياء غير موجودة، وهناك آثار على الكبد فيحدث زيادة بالدهون على الكبد والإلتهاب في الكبد وينتهي الموضوع بتليف الكبد ومنه يصير الشخص مريض ويحدث إستسقاء أو يتقيأ دم وأيضا هناك آثار على الجهاز الهضمي إلتهاب في الأغشية المخاطية وتدمير البنكرياس والتهاب البنكرياس المزمن وإضعاف عضلة القلب ويؤدي إلى فشل في وظيفة القلب.

وتضعف القدرة الجنسية لدى الرجال وأضطراب الطمث لدى النساء وضعف الأعصاب والعضلات ويقل الإحساس ويؤثر على الحركة ويزيد فرص الإصابة بالسرطان ومشاكل بالمفاصل ومفصل الحوض.

وحول الجانب القانوني وتأثيره في تعاطي الخمور قال المحامي فراس رافع “هناك الكتير من الخلافات العائلية بسبب تعاطي الخمور ومشكلة تعاطي الخمور في الجالية العربية ليست كبيرة لكن هناك مشاكل جنائية كثيرة لتعاطي الكحول ويكون الشخص ثمل ويشتبك مع أحد فيطلبون له الشرطة”.

ويضيف رافع “إن القيادة تحت تأثير الكحول تصل نسبتها في نيويورك إلى 30% من قضاياها، والعقوبة أول مرة هي الخروج بكفالة مالية وسحب رخصة قيادته 6 شهور، والمرة الثانية سجن 6 شهور وسحب رخصة 3 سنوات، وهذا القانون متساوي في كل أميركا، وتحت 18 سنة في الولايات المتحدة يعاقبوه مثل البالغ”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى