أخبارأخبار العالم العربي

فيتو أمريكي يمنع مجلس الأمن من الاعتراف بعضوية فلسطين بالأمم المتحدة

استخدمت الولايات أمريكا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوًا في الأمم المتحدة.

ووفقًا للموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة فقد صوت لصالح القرار 12 عضوًا من بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، وعارضته الولايات المتحدة، بينما امتنعت عن التصويت كلًا من المملكة المتحدة وسويسرا.

ظلم تاريخي

وقبيل التصويت، قال السفير الجزائري، عمار بن جامع، إن قبول العضوية الكاملة لفلسطين يعد خطوة حاسمة “نحو تصحيح ظلم طال أمده”، وقال إن هذا هو أقل ما يمكن القيام به “للوفاء بالدين الذي ندين به لشعبها” وسيمثل إشارة واضحة إلى وقوف المجتمع الدولي إلى جانب فلسطين. وأضاف: “لا بد من معالجة هذا الظلم التاريخي وإعادة توازن ميزان العدالة”.

وقال إن قبول فلسطين في الأمم المتحدة من شأنه أن يعزز ولا يقوض حل الدولتين، “الذي تواصل سلطات الاحتلال الوقوف ضده علنا، وسيشكل رفضا لمحاولتها محو الشعب الفلسطيني وتدمير الدولة الفلسطينية وكل آفاق السلام”.

معارضة أمريكية

وسبق أن ألمحت الولايات المتحدة إلى أنها لن توافق على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة. وقالت مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، قد صرحت أمس الأربعاء بأنها لا ترى أن منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة سيساعد في التوصل لحل ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويحقق حل الدولتين.

وقال روبرت وود، نائب المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، إن موقف واشنطن حيال منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة لم يتغير.

وأشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا على مالطا، التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي، لتأجيل التصويت إلى غد الجمعة، كما مارست ضغوطًا على عدة دول للتصويت ضد القرار.

وضع فلسطين الحالي

حصلت فلسطين على وضع دولة غير عضو لها صفة المراقب بالأمم المتحدة بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في 29 نوفمبر 2012. وصدر القرار بتأييد 138 دولة ومعارضة 9 وامتناع 41 عن التصويت.

وفي القرار أعربت الجمعية العامة عن الأمل في أن يستجيب مجلس الأمن للطلب الذي قدمته دولة فلسطين في سبتمبر للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة.

وفي 2 أبريل الجاري أرسلت فلسطين رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تطلب فيها تجديد النظر في طلبها للانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة.

وبعد استلام الطلب، أحاله الأمين العام إلى مجلس الأمن، الذي تناول هذه المسألة في 8 أبريل في جلسة مفتوحة. وخلال تلك الجلسة أحالت رئيسة مجلس الأمن الدولي طلب فلسطين بهذا الشأن إلى لجنة قبول الأعضاء الجدد.

وفي الاجتماع المغلق الثاني للجنة المعنية بقبول أعضاء جدد، الذي عقد الخميس الماضي 11 أبريل الجاري، أعلنت رئاسة مجلس الأمن الدولي عدم التوصل إلى توافق بشأن المبادرة الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وقالت سفيرة مالطا، فانيسا فرازير، التي تترأس بلادها مجلس الأمن هذا الشهر، إن ثلثي أعضاء المجلس يؤيدون العضوية الكاملة للفلسطينيين، من دون أن تسميهم، لكن هذه اللجنة لا يمكنها اتخاذ القرارات إلا بتوافق الآراء.

واليوم 18 أبريل اجتمع المجلس للتصويت على مشروع القرار المقدم من الجزائر بهذا الشأن. ورغم حصول القرار على أغلبية أعضاء المجلس إلا أن استخدام الفيتو من الولايات المتحدة، وهي إحدى الأعضاء الخمسة الدائمين بالمجلس، حال دون اعتماد القرار.

كيف يتم قبول الأعضاء الجدد؟

وفقًا للموقع الرسمي للأمم المتحدة فإن الاتفاق بين الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ضروري لقبول أي دولة عضو جديدة. ويُرسل طلب عضوية الأمم المتحدة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ثم يُحال إلى مجلس الأمن والجمعية العامة.

ويقرر المجلس المكون من 15 عضوا، بقبول الدولة أم لا بعد أن تتداول لجنة قبول الأعضاء الجدد حول هذا الأمر، ثم يرسل قراره إلى الجمعية العامة المكونة من 193 عضوًا.

وينص ميثاق الأمم المتحدة على أن عضوية الأمم المتحدة مفتوحة لجميع الدول المحبة للسلام التي تقبل الالتزامات الواردة في هذا الميثاق والقادرة على تنفيذ هذه الالتزامات والراغبة في ذلك.

ويمكن للمجلس التصويت على مقترح الانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة، ويجب أن يؤيد ذلك تسعة أعضاء على الأقل وألا يستخدم أي من أعضائه الدائمين – الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – حق النقض.

لجنة قبول الأعضاء الجدد

وفق المادة 59 من نظامه الداخلي المؤقت، أحال مجلس الأمن طلب عضوية فلسطين إلى لجنة قبول الأعضاء الجدد التابعة له التي اجتمعت مرتين يومي 8 و11 أبريل 2024.

وفي عام 2011، نظر أعضاء اللجنة في طلب فلسطين في جلسات عقدت على مدى شهرين، لكنهم لم يتمكنوا من تقديم المشورة بالإجماع للمجلس بالموافقة على الطلب.

أيد بعض الأعضاء الطلب، وأشار آخرون إلى أنهم سيمتنعون عن التصويت، واقترح البعض خيارات أخرى “كخطوة وسطى” تتمثل في أن تعتمد الجمعية العامة قرارا تصبح بموجبه فلسطين دولة مراقبة”، وفقا لتقرير اللجنة.

دور الجمعية العامة

وبعد حصولها على توصية إيجابية من مجلس الأمن بشأن طلب الانضمام لعضوية  الأمم المتحدة، تقوم الجمعية العامة بدورها.

وفي حالات الموافقة ــ كما حدث مع إسرائيل عام 1948 وعشرات الدول الأخرى، بما في ذلك جنوب السودان، عام 2011، أحدث دولة عضو في الأمم المتحدة ــ تقوم الجمعية العامة بصياغة قرار.

وبعد تلقي توصية المجلس، تجري الجمعية العامة تصويتا على هذه المسألة، يشارك فيها جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة.

العضوية الكاملة

انضمت إلى الأمم المتحدة بعد تأسيسها عام 1945، وإضافة إلى الدول المؤسسة، أكثر من 100 دولة أخرى. وتحتاج الجمعية العامة إلى أغلبية الثلثين لقبول عضو جديد. وبمجرد اعتماد القرار، يتم قبول الدولة الجديدة رسميًا في الأمم المتحدة.

وتشمل العضوية المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، ودفع الاشتراكات السنوية، والتصويت على جميع القضايا التي تعرض على المنظمة. ويتم بعد ذلك إضافة علم العضو الجديد إلى صف أعلام الأعضاء الممتد عبر واجهة مقر الأمم المتحدة في نيويورك ومكاتب الأمم المتحدة الرئيسية الأخرى في جميع أنحاء العالم.

ويرفرف علم فلسطين أمام المقر الدائم للأمم المتحدة، لكنه منفصل قليلا عن تتابع الأعلام الأخرى، كما أنه لا يتبع الترتيب الأبجدي لأعلام الدول الأعضاء.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى