أخبارأخبار أميركا

بايدن يعلن أن الجيش الأمريكي سينفذ إنزالًا جويًا لمساعدات غذائية في قطاع غزة

أعلن الرئيس جو بايدن اليوم الجمعة عن خطط لقيام الجيش الأمريكي بإسقاط عسكري للأغذية والإمدادات جوًا في قطاع غزة، وذلك بعد يوم من مقتل أكثر من 100 فلسطيني كانوا يصطفون للحصول على المساعدات بنيران إسرائيلية، مما سلط الضوء على كارثة إنسانية تتكشف في القطاع الساحلي المزدحم.

ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد قال بايدن إن الإسقاط الجوي سيتم في الأيام المقبلة، لكنه لم يقدم مزيدًا من التفاصيل. ويأتي القرار الأمريكي بعد أن قامت دول أخرى من بينها الأردن وفرنسا بالفعل بتنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات على غزة.

وقال بايدن إن تدفق المساعدات إلى غزة ليس كافيا، وإن إدارته ستبذل قصارى جهدها لإيصال المزيد منها. وأضاف أن واشنطن تحاول التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.

من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن أمريكا ستقوم بتنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات بالتنسيق مع شركائها -خاصة الأردن- خلال أيام، مضيفا أن إنزال المساعدات جوا ليس بديلا عن إيصالها عن طريق البر.

وأضاف أنه سيكون هناك أكثر من إنزال جوي أمريكي، قائلا إن إسرائيل تدعم الجهود الأمريكية المتعلقة بعمليات الإنزال المرتقبة. وذكر أن واشنطن ستضاعف جهودها لفتح ممر بحري إنساني أمام كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وضع مأساوي

ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في قطاع غزة، أي ربع سكان القطاع، أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 100 شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى قافلة إغاثة بالقرب من مدينة غزة في وقت مبكر من يوم أمس الخميس، حيث يواجه الفلسطينيون وضعًا يائسًا بشكل متزايد، بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر من الحرب التي بدأت يوم 7 أكتوبر الماضي.

وألقت إسرائيل باللوم في معظم الوفيات على الحشود التي احتشدت حول شاحنات المساعدات قائلة إن الضحايا تعرضوا للدهس نتيجة التزاحم. لكن مسؤولًا إسرائيليًا قال أيضًا إن القوات أطلقت النار في وقت لاحق على حشود شعرت أنها تشكل تهديدًا.

ومع تناول الناس علف الحيوانات وحتى الصبار من أجل البقاء أحياء، ومع قول المسعفين إن الأطفال يموتون في المستشفيات بسبب سوء التغذية والجفاف، قالت الأمم المتحدة إنها تواجه “عقبات هائلة” في الحصول على المساعدات اللازمة لتلبية الاحتياجات في قطاع غزة.

الإنزال الجوي الأمريكي

من جانبه قال ديفيد ديبتولا، وهو جنرال متقاعد بالقوات الجوية الأمريكية، والذي تولى قيادة منطقة حظر الطيران فوق شمال العراق، إن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات هي شيء يمكن للجيش الأمريكي تنفيذه بفعالية. وأشار إلى أن “هناك الكثير من التحديات، ولكن لا يوجد شيء لا يمكن التغلب عليه”.

ولا تزال هناك تساؤلات حول مدى فعالية إسقاط المساعدات جوًا على غزة. وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن عمليات الإنزال الجوي لن يكون لها سوى تأثير محدود على تخفيف معاناة سكان غزة.

وأضاف أن مثل هذه القرارات والعمليات لا تتعامل مع السبب الجذري للأزمة، مشيرًا إلى أن فتح الحدود البرية فقط هو الذي يمكن أن يتعامل مع قضية وصول المساعدات وتخفيف معاناة سكان غزة بطريقة جدية”.

وأضاف المسؤول أن هناك قضية أخرى تتمثل في أن الولايات المتحدة لا تستطيع ضمان أن المساعدات لن تصل ببساطة إلى أيدي حماس، نظرًا لأن الولايات المتحدة ليس لديها قوات على الأرض.

وقال ريتشارد جوان، مدير مجموعة الأزمات الدولية بالأمم المتحدة: “يشكو العاملون في المجال الإنساني دائمًا من أن عمليات الإنزال الجوي تمثل فرصًا جيدة لالتقاط الصور، ولكنها طريقة رديئة لإيصال المساعدات”. وقال جوان إن الطريقة الوحيدة للحصول على مساعدات كافية هي من خلال قوافل المساعدات التي ستتبع التوصل إلى الهدنة.

وأضاف: “يمكن القول إن الوضع في غزة الآن سيئ للغاية لدرجة أن أي إمدادات إضافية ستخفف على الأقل بعض المعاناة. لكن هذا في أفضل الأحوال مجرد إجراء مؤقت”.

تنسيق مع إسرائيل

ولم يتضح بعد ما إذا كان إعلان بايدن عن الإنزال الجوي للمساعدات تم بالتنسيق مع إسرائيل. لكن مسؤول إسرائيلي في واشنطن قال: “نحن على علم بعملية الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية”.

ولم يرد المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة طلبت موافقة إسرائيل مسبقًا بشأن عمليات الإنزال الجوي أو أنها تنسق الجهود معها.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الأمم المتحدة سلمت مساعدات إلى شمال قطاع غزة المحاصر اليوم الجمعة للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوع. وقامت الأمم المتحدة بتسليم الأدوية واللقاحات والوقود إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

وقال برنامج الغذاء العالمي قبل 10 أيام إنه أوقف تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة مؤقتا حتى تسمح الظروف في القطاع الفلسطيني بتوزيعها بشكل آمن.

وقالت وكالة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) يوم الجمعة إنه خلال شهر فبراير تمكن ما يقرب من 97 شاحنة في المتوسط من دخول غزة يوميًا مقارنة بنحو 150 شاحنة يوميًا في يناير الماضي، مضيفة أن “عدد الشاحنات التي تدخل غزة لا يزال أقل بكثير من الهدف المطلوب وهو 500 شاحنة يوميًا”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى