أخبار أميركاأخبار العالم العربي

صحيفة إسرائيلية: حماس لم تقطع رؤوس الأطفال أو تحرقهم ونتنياهو كذب على بايدن

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحقيقًا حول المزاعم التي روج لها المسؤولون الإسرائيليون عقب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر الماضي.

وقالت الصحيفة في تحقيقها إن حماس ارتكبت العديد من الفظائع التي تم توثيقها في هذا اليوم، لكن هناك بعض المزاعم الكاذبة التي تم الترويج لها عما حدث هذا اليوم، وكلها ليست صحيحة.

وأشارت إلى أنه لا ينبغي تلويث الأدلة الشاملة على الجرائم التي ارتكبتها حماس بالفعل في 7 أكتوبر الماضي بقصص كاذبة لم يتم التحقق منها، نشرتها مجموعات البحث والإنقاذ الإسرائيلية، وضباط الجيش، وحتى نتنياهو نفسه وزوجته سارة.

وأكدت الصحيفة أن ما تم الترويج له بشأن قيام مقاتلي حركة حماس بقطع رؤوس أطفال إسرائيليين وحرق جثثهم هي مجرد مزاعم غير صحيحة ولا أساس لها.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، روّج لهذه الأكاذيب في لقاءاته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن.

وأوضحت أن الروايات التي روجتها مؤسسات حكومية ومسؤولون كبار في إسرائيل منذ 7 أكتوبر عما جرى في ذلك اليوم أدى إلى انتشار قصص رعب لم يحدث أي منها على أرض الواقع.

وقالت الصحيفة إن عناصر حماس قتلوا حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين العزل، واختطفوا نحو 240 مدنيا وجنديا، بينهم بالغون وأطفال ونساء، لكنها فندت الشائعات التي أطلقتها الحكومة الإسرائيلية عن العثور على عشرات من جثث الأطفال مقطوعة الرأس ومتفحمة.

وأشارت إلى أن هذا الوصف ظهر في البداية في تقرير لشبكة “إسرائيل 24″، حيث قالت إحدى المراسلات إن أحد القادة الميدانيين أخبرها أن ما لا يقل عن 40 طفلاً قتلوا، وأن الإرهابيين قطعوا رؤوس بعضهم.

وقالت شبكة “إسرائيل 24” إن التقارير حول الفظائع وتقدير الأعداد استندت إلى شهادات الضباط الذين نقلوا الجثث في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وتم جمعها خلال جولة للصحفيين الأجانب أجراها متحدث الجيش الإسرائيلي بعد 4 أيام من اندلاع الحرب، كما تكررت أرقام مماثلة في شهادات أعضاء فرق الإنقاذ الإسرائيلية (زكا).

وقالت الصحيفة إنه تم نقل هذا الوصف لاحقًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان كان يتم تغيير القصة إلى جثث الأطفال المحروقين أو جثث الأطفال المعلقين على الحبل.

وقالت إنه على سبيل المثال، نشرت القناة الرسمية لوزارة الخارجية شهادة المقدم، جولان فاش، من قيادة الجبهة الداخلية، والتي جاء فيها أنه عثر على جثث 8 أطفال محترقة في أحد المنازل.

كما نشر الحساب التابع لمكتب رئيس الوزراء، نتنياهو، على منصة X صورًا شديدة الخطورة لجثثت متفحمة، وعلق عليها قائلًا إنها صور مرعبة لأطفال قتلوا وأحرقوا على يد وحوش حماس، وجاء في التغريدة أن نتنياهو عرض تلك الصور على وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

وأكدت هآرتس أن تحقيقها خلص إلى أن هذه المزاعم غير صحيحة في الواقع، مشيرة إلى أنه “حتى يومنا هذا، لا يوجد مشهد معروف تم فيه اكتشاف أطفال من عدة عائلات قتلوا معًا، وهو ما يدل على أن وصف نتنياهو في حديثه مع الرئيس جو بايدن بأن عناصر حماس أخذوا عشرات الأطفال وقيدوهم وأحرقوهم وأعدموهم، لا يطابق تمامًا الصورة الواقعية.

وأضافت أنه “تم تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيه جريمة قتل امرأة حامل، بينما الحقيقة أنه لم يتم تصويره في إسرائيل على الإطلاق”.

وكانت منظمة زاكا مصدرًا للعديد من الشائعات المرعبة التي استندت لمعلوماتها غير الموثقة، وبعد كشف زيف هذه المعلومات، قالت المنظمة إن متطوعيها ليسوا خبراء وليست لديهم أدوات مهنية، مشيرة إلى أنها اعتمدت على معلومات من شهود عيان.

وأثار تحقيق هآرتس العديد من التعليقات، والتي أشار أحدها إلى أن هذه التقارير المزعومة حول قتل الأطفال وذبحهم وحرقهم لم تكن مجرد أخطاء، بل كانت متعمدة وتهدف منذ الأيام الأولى إلى حشد الرأي العام الدولي ضد الفلسطينيين وتبرير عمليات القتل الجماعي المستمرة الآن في غزة.

وأوضح المعلق أن هناك جرائم حقيقية ارتكبت في 7 أكتوبر، حيث قُتل أو اختطف العديد من المدنيين. لكن التقارير عن قطع رؤوس الأطفال، والأطفال في الأفران، وشنق الأطفال، والأطفال في أقفاص، وتقطيع النساء الحوامل إلى أشلاء، كلها كانت متعمدة، ومن الواضح أن الفكرة كانت تصوير الفلسطينيين كحيوانات، وهو ما صرح به الكثيرون في السلطة في إسرائيل. وهذا ما أدى إلى انتشار الكراهية في جميع أنحاء العالم. وبعض الناس يصدقون هذه التقارير الشنيعة، لكن الكثير منهم ينشرونها عمدًا لتعزيز كراهيتهم طويلة الأمد للمسلمين أو أي أشخاص آخرين مختلفين عن التيار الغربي السائد وخاصة ضد الأشخاص الملونين.

بينما قال معلق أخر: “شكرا هآرتس على التوضيح، لكن هل يمكنكم من فضلكم أن تفعلوا الشيء نفسه فيما يتعلق بادعاءات الوفيات الناجمة عن النيران الصديقة، وما إذا كانت 1% أو 10% أو أكثر؟، وحقيقة الادعاءات حول حالات الاغتصاب وما إذا كانت تتوافق مع ما ظهر في معاملة حماس للرهائن؟

جدير بالذكر أن إسرائيل استندت في تبرير حربها المدمرة على قطاع غزة إلى هذه المزاعم التي كشف التحقيق الاستقصائي لـ “هآرتس” عدم صحتها.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت نحو 16 ألف قتيل مدني معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب 42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى