أخبارأخبار العالم العربي

الهدنة في غزة.. وقف مؤقت للإبادة الجماعية ومعاناة النازحين والأطفال مستمرة

بعد 48 يوما من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دخلت الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ عند السابعة من صباح اليوم الجمعة، فيما اعتبره مراقبون وقفًا مؤقتًا للإبادة الجماعية التي انتهجتها إسرائيل تجاه سكان القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.

فقد بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع أكثر من 14 ألفا و854 قتيل، بينهم أكثر من 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فيما لا يزال نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، إما تحت الأنقاض أو جثامين ملقاة في الشوارع والطرقات أو ما زال مصيرهم مجهولا، كما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا.

العودة للقتل

ومنذ الإعلان عن التوصل إلى اتفاق الهدنة لا يكف المسؤولون الإسرائيليون عن إطلاق التصريحات التي يؤكدون فيها أن القصف والاستهداف الوحشي سيتم استئنافه بعد انتهاء الهدنة

وفي هذا الإطار قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن هدنة غزة هي فترة توقف قصيرة سنستأنف بعدها العمليات في القطاع بقوة عسكرية كاملة.

وتوقع غالانت خلال زيارته لقاعدة “عتليت” البحرية، استمرار المعارك في قطاع غزة، لمدة شهرين آخرين، حتى يتم القضاء على حركة حماس كإطار عسكري وحكومي.

فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن حكومته ستستأنف حربها ضد قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة، حتى تصفية حركة حماس واستعادة جميع الأسرى الإسرائيليين.

وقال قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي إن أي خرق للهدنة المؤقتة في غزة سيتم مواجهته بقوة شديدة. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي متأهب لمواصلة المناورة البرية في شمال وجنوب قطاع غزة عند انتهاء الهدنة المؤقتة.

دخول المساعدات

ومع ساعات الهدنة الأولى بدأ معبر رفح البري في استقبال شاحنات المساعدات الإنسانية التي تم الاتفاق على زيادة عددها خلال أيام الهدنة لتتراوح ما بين 200 و300 شاحنة، وهو عدد أقل بكثير عن الاحتياجات اليومية لسكان غزة، خاصة بعد التداعيات الإنسانية الكارثية التي خلفتها الحرب لأكثر من 45 يومًا، فيما كان القطاع يستقبل 600 شاحنة مساعدات يوميًا قبل الحرب بينها 100 شاحنة وقود.

وتركز الدفعات الأولى للمساعدات على المواد والمستلزمات الطبية اللازمة لتشغيل المستشفيات لعلاج الجرحى والمصابين بعد أن أدت الحرب لتوقف العمل بجميع المستشفيات وإلحاق أضرار وخسائر فادحة بالقطاع الصحي بالقطاع الذي تم استهدافه بشكل متعمد خلال الحرب.

وقالت قناة “الجزيرة” القطرية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحبت من مستشفى الشفاء في غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال فجّر مرافق المستشفى قبل انسحابه منها، ومن بينها مولدات الكهرباء ومضخات الأكسجين وأجهزة الأشعة، فيما أطلق الأطباء مناشدات لنقل الجرحى والمصابين المتبقين في مستشفى الشفاء إلى مستشفيات أخرى.

معاناة الأطفال والنازحين

من جانبها قالت منظمة أطفال الحرب إن الهدنة التي تم تحديدها بأربعة أيام فقط لا تكفي لإغاثة أكثر من مليون طفل، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار 4 أيام لا يكفي للوصول مع وكالات الإغاثة إلى 1.1 مليون طفل في غزة بحاجة ماسة للمساعدة.

وعلى مدار الـ 48 يومًا الماضية أسفرت الحرب على غزة عن مقتل 6150 طفلا، فضلا عن أكثر من 36 ألف مصاب، أكثر من 75% منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

ومع بدء الهدنة عبر مواطنون نازحون إلى جنوب قطاع غزة عن لهفتهم للعودة لديارهم في الشطر الشمالي من القطاع، لكن هذا لم يحدث.

وكان جيش الاحتلال قد حذر سكان مناطق جنوبي قطاع غزة والنازحين إليها من التوجه إلى المناطق الشمالية ومدينة غزة خلال الهدنة الإنسانية المؤقتة.

جاء ذلك في منشورات ألقتها الطائرات الإسرائيلية فوق المناطق الجنوبية من القطاع -ومن بينها مدينة رفح- وسط دعوات فلسطينية شعبية للعودة إلى الشمال الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم الجمعة.

وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مواطنين حاولوا العودة إلى شمال قطاع غزة.

وعبر النازحون عن غضبهم بسبب عدم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم أو مناطقهم التي تعرضت للإبادة وفق مبدأ الأرض المحروقة والتي نفذها الاحتلال الإسرائيلي من خلال القصف الجوي والبري والبحري والتجريف والتهديم وإزالة المعالم.

وتساءل بعضهم قائلين: “ما فائدة هدنة لا تعيدنا إلى بيتنا؟ نريد على الأقل أن نطمئن على من تبقى من أهلنا ونطمئن على بيوتنا.”

ومع بدء الهدنة الإنسانية بدأ آلاف النازحين من المناطق الشرقية في خان يونس بالتوجه إلى أماكن سكناهم، وتفقدوا بيوتهم وممتلكاتهم، ومنهم من لم يصدق حجم الدمار الذي لحق بها، وكأن زلزالا ضرب الأرض.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية فإن أحياء كاملة مسحت من الخريطة، وهذا ما وجده كثير من النازحين الذين عادوا لمنازلهم ليتفقدوا ما حل بها، بعد أن غادروها قسرًا منذ بدء العدوان.

وقالت الأمم المتحدة إن كثيرين من نازحي غزة يلجؤون إلى النوم في العراء جنوب القطاع بسبب محدودية المساحة بالملاجئ.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى