أخبار العالم العربيتقارير

قبل تنفيذ الصفقة الحالية.. تعرّف على أكبر وأضخم عمليتي تبادل أسرى في تاريخ فلسطين

في مثل هذا اليوم 23 نوفمبر، ولكن قبل 40 عامًا، وبالتحديد في عام 1982، تمت أكبر عملية تبادل أسرى في تاريخ الثورة الفلسطينية، بين حركة “فتح” وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وأدت إلى الإفراج عن أكثر من 5000 أسير فلسطيني مقابل 6 أسرى إسرائيليين.

وتتزامن هذه الذكرى مع بدء تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، والتي تأتي ضمن اتفاق الهدنة المؤقت الذي تم التوصل إليه بعد أكثر من 45 يومًا من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي بدأ في السابع من أكتوبر الماضي.

صفقة الجمعة

ووفقًا للصفقة الجديدة التي سيتم تنفيذها غدًا الجمعة سيتم تسليم 50 رهينة من الرهائن الموجودين لدى حركة حماس إلى إسرائيل مقابل الإفراج عن 150 أسيرًا فلسطينيًا من الموجودين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ومن المتوقع أن يتم تمديد اتفاق الهدنة ليشمل تبادل عدد مماثل من الأسرى والرهائن بين الجانبين وتمديد الهدنة لنحو 10 أيام، حيث قال الجانب الإسرائيلي إن لديه استعداد للإفراج عن 300 أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن 100 أسير من الموجودين لدى حماس.

ورغم قلة العدد الذي تتضمنه هذه الصفقة مقارنة بصفقات تبادل الأسرى السابقة، إلا أنها تحمل دلالات مهمة، خاصة وأنها تأتي بعد رفض إسرائيلي مطلق لها، وإصرار من جانب الاحتلال على تحرير الأسرى الموجودين لدى حماس من خلال الحرب والغزو البري لقطاع غزة.

وهو ما لم تنجح إسرائيل في تحقيقه على مدى أكثر من شهر ونصف من أعنف حرب تشنها على غزة على الإطلاق، والتي راح ضحيتها نحو 14 ألف قتيل ونحو 35 ألف مصاب حتى الآن.

أضخم صفقة

وكانت حماس قد أبرمت عام 2011 ما وصف بأنه أضخم عملية تبادل أسرى بين العرب وإسرائيل، والتي تسمى بـ “صفقة شاليط” أو “صفة وفاء الأحرار” كما يسميها الفلسطينيون.

وكانت هذه الصفقة مميزة لسببين، الأول هو أن الفلسطينيون استطاعوا الحفاظ على الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط أسيرًا لنحو 5 سنوات، رغم خوض إسرائيل حربين على قطاع غزة خلال هذه الفترة دون أن تنجح في تحريره.

والسبب الثاني هو أن الصفقة تضمنت أن تفرج إسرائيل عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل أن تفرج حركة حماس جلعاد شاليط.

وتم الإعلان عن التوصل لهذه الصفقة في 11 أكتوبر 2011 بوساطة مصرية، وتعد هي الصفقة الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية التي تمت فيها عملية الأسر ومكان الاحتجاز والتفاوض داخل أرض فلسطين.

والغريب أن هذه الصفقة الضخمة تمت بين حماس ورئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو، الذي كان يرأس الحكومة وقتها.

وبدأت الصفقة بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2008-2009، حين وافقت حركة حماس على تسليم إسرائيل شريط فيديو لمدة دقيقة واحدة يظهر فيه الجندي جلعاد شاليط حيًا، وذلك مقابل أن تفرج إسرائيل عن 20 أسيرة فلسطينية من سجونها، فيما عرف بصفقة شريط شاليط.

وفي عام 2011 تم عقد صفقة بين الجانبين تقضي بأن تقوم حماس بتسليم شاليط لإسرائيل مقابل إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا من سجونها.

وشملت الصفقة كل الأسيرات الفلسطينيات وعلى رأسهن الصحفية الأردنية أحلام التميمي، بالإضافة إلى قيادات فلسطينية تقضي محكوميات عالية في السجون الإسرائيلية تصل إلى 745 عامًا، من بينهم يحيى السنوار قائد حماس في غزة حاليًا والمطلوب رقم (1) من جانب إسرائيل، والذي كان محكومًا عليه بالسجن لمدد تصل إلى 430 سنة.

كما تضمنت الإفراج عن أقدم سجين فلسطيني، وهو محمد أبو خوصة، وأسرى من مختلف ألوان الطيف الفلسطيني، لكن الصفقة لم تشمل القيادات البارزة كمروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبد الله البرغوثي وحسن سلامة الذين كان من المتوقع أن تشملهم وقتها.

ورغم ذلك تعد هذه الصفقة أضخم ثمن دفعته إسرائيل في مقابل جندي واحد، كما أنها باهظة جدًا من الناحية الأمنية والعسكرية لأنها شملت إطلاق أسرى أودوا بحياة 570 شخصًا إسرائيليًا، ما جعل نتنياهو يقول وقتها إن الموافقة على هذه الصفقة هو أصعب قرار اتخذه في حياته.

أكبر صفقة

أما أكبر صفقة تبادل أسرى تمت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فهي تلك التي تمت في 23 نوفمبر 1982، وذلك بين حركة “فتح” وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتمت في ميناء طرابلس شمال لبنان، وأدت إلى الإفراج عن أكثر من 5000 أسير فلسطيني مقابل 6 أسرى إسرائيليين فقط.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية فإنه بموجب هذه الصفقة، سلّمت حركة “فتح” الجنود الإسرائيليين الستة المحتجزين لديها، فيما أطلقت إسرائيل سراح جميع أسرى “معسكر أنصار” في الجنوب اللبناني، وعددهم 4700 أسير فلسطيني ولبناني، إضافة إلى أسرى آخرين في النبطية وصيدا وصور، و65 أسيرا من السجون الإسرائيلية، وأُعيدت أرشيفات منظمة التحرير الفلسطينية، التي استولى عليها الاحتلال الإسرائيلي أثناء اجتياح بيروت عام 1982.

ووصل مجموع الأسرى المطلق سراحهم إلى أكثر من 5000 أسير، اختار 3500 منهم البقاء في لبنان، ونُقل الباقون بطائرات فرنسية إلى الجزائر عبر مطار اللد.

وبعد أكثر من عام على المفاوضات التي شاركت فيها جهات دولية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقائد الثورة الفلسطينية ياسر عرفات، ونائب القائد العام للثورة خليل الوزير، ونبيل أبو ردينة، رضخت إسرائيل لمطالب الثورة الفلسطينية المتمثلة في إطلاق سراح أسرى سجون أنصار والنبطية وصيدا وصور، إضافة إلى 100 أسير من سجون الداخل المحتل، وإعادة أرشيف مركز الأبحاث الفلسطيني، والإفراج عن ركاب الباخرتين كورديلا وحنان.

وجاءت عملية التبادل بعد توقيع الوثيقة التي نصت، على أن تبدأ العملية بقيام إسرائيل بإطلاق سراح ركاب الطائرة الأولى من مطار اللد باتجاه الجزائر، ويتسلم الصليب الأحمر الأسرى الإسـرائيليين مقابل سماح إسرائيل بانطلاق الطائرة الثانية للأسرى إلى الجزائر.

أما المرحلة التالية، فتكون لحظة تسلم الجانب الفرنسي الجنود الإسرائيليين، عندها تسمح إسرائيل للطائرة الثالثة بالإقلاع باتجاه الجزائر، على أن يتم إطلاق سراح أسرى معسكر أنصار، الذين اختاروا البقاء في لبنان.

واشترطت منظمة التحرير الفلسطينية في بنود الصفقة، أن يتم شمول الوثائق والتقارير والمراجع والدراسات التي كانت في أرشيف مركز الأبحاث الفلسطيني، الذي استولت عليه ونهبته قوات الاحتلال لدى دخولها بيروت الغربية، ونقلت عشرات الصناديق التي احتوت على نحو 32 طنا إلى المنظمة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى