أخبارأخبار العالم العربي

مئات القتلى في مجزرتين بمدرستين في غزة.. وإخلاء قسري لمستشفى الشفاء

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرتين جديدتين، اليوم السبت، وذلك بقصف مدرستي الفاخورة وتل الزعتر شمالي قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من النازحين الموجودين بالمدرستين.

وتعتبر هذه المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” من أكبر مراكز الإيواء في القطاع.

مجزرة الفاخورة

وقالت مصادر طبية إن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، بحق النازحين في مدرسة الفاخورة التابعة لـ “الأونروا” في مخيم جباليا شمال غزة، أسفرت عن مقتل نحو 200 شخص وإصابة عشرات آخرين غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وتعد مدرسة الفاخورة أكبر مدارس مخيم جباليا، وتضم آلاف النازحين من أهالي غزة الذين تركوا بيوتهم جراء غارات الاحتلال العنيفة في القطاع.

وكانت المدرسة قد تعرضت في الرابع من نوفمبر الجاري إلى قصف مباشر من قبل طائرات الاحتلال، أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل، وأصيب 54 آخرون بجروح.

وتعرضت مدرسة الفاخورة للقصف أكثر من مرة في السنوات الماضية، ففي عدوان العام 2009، قصفها الاحتلال ما أدى إلى مقتل أكثر من 40 شخصاً، وفي عدوان العام 2014 عاد الاحتلال لقصفها ما أدى إلى مقتل عدد من النازحين، وعاد لقصفها اليوم خلال عدوانه المتواصل على غزة، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

مجزرة تل الزعتر وخان يونس

وفي الإطار نفسه ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة، حيث قصف بالمدفعية مدرسة تل الزعتر التي تأوي نازحي شمال قطاع غزة، مخلفا عددًا من القتلى والجرحى. وأفادت وسائل إعلام أن أكثر من 50 فلسطينيا قتلوا عقب القصف الإسرائيلي لمدرسة تل الزعتر.

كما قصفت الطائرات الإسرائيلية، فجر اليوم السبت، عدة شقق سكنية في مدينة حمد السكنية بخان يونس، ما أدى لمقتل نحو 26 مواطنا أغلبهم من الأطفال.

ولم تتوقف مجازر الاحتلال في قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من شهر أكتوبر الماضي، وكانت المدارس والمستشفيات والمؤسسات التعليمية والمساجد والممتلكات العامة والخاصة ضمن بؤرة الاستهداف الإسرائيلي.

إدانة فلسطينية

من جانبها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، المجازر الجماعية المتلاحقة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي كان آخرها المجزرة البشعة في مدرسة الفاخورة المليئة بالنازحين قسرًا.

واعتبرت الخارجية في بيان صحفي، اليوم السبت، مجزرة الفاخورة دليلًا جديدًا يثبت أن حرب إسرائيل المعلنة هي على المدنيين الفلسطينيين بهدف تفريغ منطقة شمال قطاع غزة بأكملها من اي وجود فلسطيني.

وقالت إن دولة الاحتلال بهذه المجزرة التي استهدفت مدرسة تابعة للاونروا توجه إهانة جديدة للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة، وتستخف بجميع المطالبات الدولية غير المؤثرة التي تدعو لحماية المدنيين.

إخلاء مجمع الشفاء

من ناحية أخرى قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، إن الاحتلال أخلى اليوم السبت مجمع الشفاء الطبي قسرًا بعد أن قام بطرد الجرحى والنازحين منه.

وأضاف في تصريحات لقناة “الجزيرة” أن 5 أطباء فقط لا يزالون في المجمع للإشراف على عملية تنسيق خروج الجرحى، حيث لا يزال 120 جريحًا داخله من أصل 650، كما أن الأطفال الخدج لا يزالون داخل المستشفى، والكادر الطبي على تواصل مع الصليب الأحمر بشأنهم.

وقال: “نتوجه الآن نحو الجنوب، والمشاهد مأساوية، حتى اللحظة قطعنا مسافة كيلومترين سيرًا على الأقدام، والمنطقة مدمرة بالكامل”. وأضاف: “نسمع الجرحى ولا نستطيع مساعدتهم، والناس يموتون”.

من جانبه اعتبر مكتب الإعلام الحكومي بغزة أن ما حدث في مجمع الشفاء الطبي جريمة حرب. فيما طالبت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، بالسماح بنقل الأطفال الخدج من مجمع الشفاء الطبي إلى مستشفيات الضفة الغربية أو مصر.

وقالت الكلية إن السلطات الإسرائيلية تعيث فسادًا في مجمع الشفاء، وبات المجمع ثكنة عسكرية، وتعمل على إجلاء من داخله تحت تهديد السلاح.

وطالبت المؤسسات الدولية بالتدخل للعمل على نقل الخدج والجرحى من الشفاء إلى مستشفيات الضفة الغربية أو إلى مستشفيات مصر.

وقالت الكيلة إنه “لا يوجد أي مستشفى في قطاع غزة لديه القدرة على استيعاب الجرحى والأطفال الخدج”.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء منذ أيام، وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، وقامت بتحويله إلى سجن كبير بعد منع الدخول إليه والخروج منه وتفجيرها مستودعا للأدوية وأجهزة طبية وإطلاق النار على كل ما يتحرك، وفق مصادر من داخله.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى