أخبار أميركاأميركا بالعربي

هل ستقدم الولايات المتحدة برنامجًا خاصًا لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين؟

ترجمة: مروة مقبول – في ظل تسارع الأحداث في مختلف أنحاء العالم خلال السنوات القليلة الماضية، استقبلت الولايات المتحدة أعدادًا كبيرة من اللاجئين الذي فروا من صراعات بلدانهم الأصلية بحثًا عن الأمان، مثل الحرب في أوكرانيا والعنف المتصاعد في هايتي وعودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان. وفي أعقاب العمليات العسكرية الأخيرة التي يشهدها قطاع غزة، هل يمكن أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحماس إلى ارتفاع عدد اللاجئين الفلسطينيين القادمين إلى الولايات المتحدة؟

وفقًا لتقرير نشرته شبكة CNN، لم تعلن إدارة الرئيس جو بايدن عن أي إجراءات جديدة لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في الولايات المتحدة، أو أي برامج من شأنها ان تمنحهم تأشيرات مؤقتة وتفتح لهم مسارًا لدخول البلاد كما فعلت من اللاجئين الأوكرانيين.

أو فتح باب دخول البلاد دون تأشيرة لمدة محددة، كما هو الحال مع إسرائيل التي أدرجتها ضمن قائمة الدول التي لا يحتاج مواطنوها إلى الحصول على تأشيرات سياحية لدخولها قبل أسابيع قليلة من اندلاع الحرب.

وقال المتحدث باسم وزارة الأمن القومي جون كيربي في وقت سابق من هذا الشهر، عندما سُئل عما إذا كان ينبغي لبعض اللاجئين من غزة أن يأتوا إلى الولايات المتحدة، إن تركيز وزارته في الوقت الحالي ينصب على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع والعمل على توفير ممر آمن للخروج.

وأوضح التقرير أن بعض المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية القادمة قد أكدوا، خلال حملاتهم الانتخابية التمهيدية، على إنهم سيمنعون الفلسطينيين من القدوم إلى البلاد بسبب مخاوف من دخول بعض عناصر حركة حماس التي تدرجها أمريكا “منظمة إرهابية”.

وأضاف ان هناك بعض المشرعين الجمهوريين قدموا مشاريع قوانين أُطلق عليها اسم “قانون غزة” The GAZA Act، وهي اختصار لـ Guaranteeing Aggressors Zero Admissionوتعني ضمان عدم دخول المعتدين ولا تشير إلى اسم الأراضي الفلسطينية.

لا طريق للخروج

يصف سونيل فارغيز، مدير السياسات في مشروع مساعدة اللاجئين الدولي، وهو منظمة غير ربحية تقدم المساعدة القانونية للاجئين، مثل هذه التدابير المقترحة بأنها معادية للانسانية. مؤكدًا أن منع اللاجئين الفلسطينيين من القدوم إلى الولايات المتحدة بزعم “الخوف من الإرهاب” ليس له أي معنى منطقي.

وأضاف موضحًا أنه لا يجب أن نغفل حقيقة أنه قد يكون هناك أشخاص أبرياء محاصرون داخل القطاع، حتى الأمريكيين الفلسطينيين لا يستطيعون الخروج.

وكشفت لقاءات قامت بها الشبكة الإخبارية مع فلسطينيون من مخيم للاجئين داخل العاصمة الأردنية عمان إن عائلاتهم لا تريد مغادرة غزة، حتى لو تم فتح المعابر الحدودية. وأنهم يفضلون الموت في غارة جوية عن أن يغادروا وطنهم.

وتقدر الأمم المتحدة أن هناك 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في العالم، معظمهم أحفاد مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين طردوا أو فروا من ديارهم خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948. ويشمل ذلك أكثر من مليون من سكان غزة البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة. ويعيش العديد من الفلسطينيين الآخرين في مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان وسوريا. ومن بين أكثر من مليون لاجئ أعيد توطينهم في الولايات المتحدة في السنوات العشرين الماضية، كان هناك ما يزيد قليلاً عن 2000 فلسطيني فقط.

وأوضح التقرير أن أحد أسباب قلة العدد في الولايات المتحدة هو أن معظم اللاجئين الفلسطينيين غير مؤهلين لإعادة توطينهم في البلاد بسبب سياستها الخاصة بقبول اللاجئين المؤهلين.

وأضاف أن معظم اللاجئين يدخلون البلاد عن طريق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأن وكالة الأنروا تختص بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ولا تقدم خدمات إعادة التوطين.

وتابع السيد فارغيز إنه من غير المرجح أن تنشئ إدارة بايدن برنامجًا مشابهًا لـ”متحدون من أجل أوكرانيا” للفلسطينيين، الذي سمح لأكثر من 100 ألف أوكراني بالقدوم إلى الولايات المتحدة منذ بدايته في عام 2022.

وأشار إلى أن هذا يعود إلى الضغوط السياسية التي تواجهها البلاد في الوقت الحالي، مثل تدفق المهاجرين من جميع أنحاء العالم بالفعل على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

لكنه أوضح أنه سيكون هناك محاولات للمساعدة بشكل محدود، مثل تقديم وضع الحماية المؤقتة لمئات الفلسطينيين الموجودين في الولايات المتحدة بتأشيرات طلابية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى