أخبار أميركاأميركا بالعربي

راي حنانيا يناقش: من المسؤول عن الحرب في غزة؟.. حماس أم إسرائيل أم طرف ثالث؟

ترجمة: مروة مقبول – تتواصل الحرب على غزة منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر، ومعها يتزايد عدد الضحايا ويتفاقم الوضع الإنساني في القطاع. فقد كانت كل المعطيات تدفع باتجاه مواجهة جديدة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ولكن من المسؤول عن هذه المأساة؟

للإجابة عن هذا السؤال، استضاف الصحفي راي حنانيا، في برنامجه The Ray Hanania Show، الذي يتم بثه أسبوعيًا عبر أثير إذاعة صوت العرب من أمريكا، المبعوث السابق للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، الذي ألقى باللوم على إيران في تصاعد العنف في المنطقة، محذرًا من أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام حتى يتم “اقتلاع” حماس.

وتتناقض تعليقات غرينبلات بشكل ملحوظ مع تعليقات الضيف الآخر في الحلقة مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، وعضو منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس التشريعي الفلسطيني.

قراءة خاطئة!

قال جيسون غرينبلات Jason Greenblatt، الذي عمل كممثل خاص للمفاوضات الدولية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب في الفترة بين يناير2017 وأكتوبر2019، إنه يعتقد أن النظام الإيراني لا يدعم حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني فقط، بل يدعم أيضًا حزب الله والحوثيين وداعش.

وقال إن “كل هذه الجماعات الإرهابية هي أعداء، ليس فقط لإسرائيل، بل لأمريكا وحلفائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط والخليج، مثل الأردن ومصر”.

وأشار غرينبلات، مؤلف كتاب “إتفاقية إبراهام: كيف صنع دونالد ترامب السلام في الشرق الأوسط”، إلى أن التطورات التي تمهد الطريق للسلام والتطبيع بين إسرائيل والسعودية، كما كان الحال مع الإمارات والبحرين، أثارت غضب النظام الإيراني ودفعته لمساعدة حماس على شن هجومها الوحشي.

وبحسب ما ذكرته صحيفة Arab News، فقد خلفت هجمات 7 أكتوبر أكثر من 1400 قتيل و3400 جريح في إسرائيل، بينما تمكنت حماس من اختطاف 199 شخصًا آخرين على الأقل. وهو ما وصفه غرينبلات بأنه الهجوم الأكثر دموية الذي شهدته إسرائيل منذ عام 1973.

وأشار إلى أن التخطيط لهذا الهجوم ربما استغرق عامين، وأنهم اختاروا وقت التنفيذ بعد متابعتهم بشكل جيد لما يحدث داخل إسرائيل فيما يتعلق باحتجاجات جنود الاحتياط بأنهم لن يستجيبوا لنداء الواجب.

وتابع قائلًا “من الواضح أنهم أخطأوا في قراءة ذلك، لأن نسبة التجنيد وصلت إلى 130% مع قدوم الإسرائيليين من جميع أنحاء العالم للدفاع عن وطنهم”.

وفيما يتعلق بوقف التصعيد في الشرق الأوسط، وتمهيد الطريق إلى السلام، قال غرينبلات – الذي كان يتحدث يوم الثلاثاء قبل تدمير مستشفى المعمداني في غزة – إن هذا لن يتحقق طالما أن حماس موجودة، مؤكدًا على أن إسرائيل والشعب الفلسطيني بحاجة إلى نفس الشيء، وهو “القيادة المناسبة” التي تسعى إلى مستقبل أفضل بدلاً من السعي لتدمير إسرائيل.

وأشار إلى أنه “على الرغم من صعوبة حياة الفلسطينيين في غزة، فإن حياتهم بائسة بسبب حماس”. كما رفض توجيه أي لوم لإسرائيل فيما يتعلق بالوضع، كما شكك في مسؤولية الولايات المتحدة عن التصعيد، مثنيًا على الرد “القوي للغاية” الذي قامت به إدارة بايدن ودعمها الثابت لحليفتها إسرائيل.

حلّ الدولتين

من جانبه قال مصطفى البرغوثي إن إسرائيل هي السبب الرئيسي وراء تداعيات الكارثة في غزة، فقد واصلت احتلالها غير القانوني للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية لمدة 56 عامًا، مارست خلالها التطهير العرقي لـ 70% من السكان الفلسطينيين، وهي العملية التي بدأت عام 1948 بمنع اللاجئين من العودة إلى ديارهم.

وأضاف: “لقد عرقلت إسرائيل كل السبل الممكنة للتوصل إلى حل سلمي”. وألقى البرغوثي باللوم على بنيامين نتنياهو الذي دعا إلى إلغاء أي عملية سلام بكل وسيلة ممكنة. فقد كتب كتابًا كاملًا عام 1994 ضد اتفاقية أوسلو وضد إمكانية حل الدولتين، بل إنه حرّض الشعب الإسرائيلي ضد رئيس وزرائه الذي وقّع على اتفاقيات السلام.

وفي هذا السياق، عبّر غرينبلات عن كراهيته لعبارة “حل الدولتين”، وأشار بدلاً من ذلك إلى الخطة التي عمل عليها في عهد الرئيس السابق ترامب لإنشاء “دولة” المجتمع الفلسطيني.

الطرف الثالث

كان هناك المزيد من الخلاف في موقف ضيفيّ البرنامج، حيث انتقد البرغوثي موقف الولايات المتحدة، ليس فقط في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس، ولكن أيضًا في السنوات التي سبقته.

وقال إن “الطرف الثالث الذي يتحمل المسؤولية هو الولايات المتحدة، ولا سيما الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن. فقد حاول الفلسطينيون تحذيرهم عدة مرات من الوضع المتفجر، وأن الإسرائيليين قضوا على فكرة السلام على أساس حل الدولتين من خلال بناء المستوطنات”.

واتهم البرغوثي الولايات المتحدة بالانخراط في “معايير مزدوجة” من خلال إنفاق “مليارات الدولارات” لمساعدة أوكرانيا في مكافحة الاحتلال، بينما تقدم في الوقت نفسه دعمًا مماثلًا لقوة الاحتلال الإسرائيلية، مضيفًا أن موقف واشنطن شجع الفصائل السياسية الأكثر تطرفًا في إسرائيل.

وأشار إلى أن عدد المستوطنين اليهود ارتفع من 120 ألف نسمة وقت توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993 إلى 750 ألف نسمة اليوم، ومن بينهم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.

وقال إن 14 عضوًا من أصل 420 عضو في الكنيست هم من المستوطنين، مؤكدًا أن عدم التدخل من جانب الولايات المتحدة، بحجة أن الوقت غير مناسب للمفاوضات، وأن إسرائيل ليست مستعدة، مهد الطريق للكوارث الرهيبة التي نراها اليوم.

وفي إشارة إلى هجوم حماس، قال البرغوثي: “بالطبع، أنا لا أوافق على قتل أي مدنيين على الجانب الإسرائيلي. ولا أعتقد أن هذا سيساعد قضيتنا الفلسطينية. وهذا الأمر واضح، لا نقبل قتل أي مدني، فلسطينيًا كان أو إسرائيليًا”.

كشف الأكاذيب

وقال البرغوثي إن إسرائيل تستغل ما يحدث الآن لنشر الأكاذيب حول الفلسطينيين، وهي أكاذيب كشفها الصحفيون الأمريكيون لاحقًا. مؤكدًا أنه لا يوجد شيء يمكن أن يبرر ما يتعرض له الفلسطينيون الآن في غزة، من ثلاث جرائم حرب كبرى لا ينبغي لأحد أن يقبلها.

وأضاف قائلًا: “لقد أخبرنا العالم، لكن العالم لا يهتم إذا قُتل الفلسطينيون. نحن لا نرى هذا التدفق الإعلامي الذي يملأ البلاد الآن عندما يُقتل ويموت الفلسطينيون. ولكننا نراه عندما يُقتل إسرائيليون، هذا هو نوع المعايير المزدوجة التي نواجهها”.

وأوضح أنه لا يمكن أن يكون هناك شك في الخسائر غير المتناسبة في الأرواح التي شهدها الجانب الفلسطيني من هذا الصراع، حيث قُتل ما يقرب من 3500 شخص في 11 يومًا منذ اندلاع العنف وأصيب 12500 آخرين في غزة، وفقًا لمسؤولي الصحة في الأراضي التي تسيطر عليها حماس. .

وأشار البرغوثي إلى أن تشهده غزة هو عقاب جماعي، بينما لا يرى غرينبلات ذلك على الرغم من إدانته فكرة العقاب الجماعي، فهو لم يصل إلى حد التأكيد على أن هذا الأمر هو ما يحدث في غزة حاليًا

وقال: “أنا لا أؤمن بنسبة 100% بالعقاب الجماعي، لكنني لا أعرف إستراتيجية وتكتيكات الإسرائيليين”. “هناك الكثير من التقارير حول هذا الموضوع ولا أستطيع معرفة الحقيقة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى