أخبارأخبار العالم العربي

عددهم قد يصل إلى 200.. الأسرى يعوقون انتقام نتنياهو.. ومصر تتوسط لدى حماس لإطلاق سراحهم

لا يزال عدد الأسرى الإسرائيليين الذي تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة مجهولًا حتى الآن على الرغم من أن جميع الأطراف تؤكد أنهم أكثر من 100 أسير، فيما تشير بعض التقديرات الإسرائيلية أن عددهم يتراوح ما بين 150 و200 أسير.

وسبق أن قالت حركة حماس، إن مقاتليها تمكنوا من اقتياد عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين إلى قطاع غزة أمس السبت، مشيرة إلى أن مقاتليها قاموا بأسر المزيد من الإسرائيليين اليوم الأحد.

وقال المتحدث باسم كتائب القسام إن العدد الإجمالي للإسرائيليين الذين أسروا في الهجوم المباغت أكثر مما أعلنت عنه إسرائيل بأضعاف مضاعفة، مشيرًا إلى أنهم موجودين بكل المحاور في قطاع غزة، و”سيجري عليهم ما يجري على أهالي غزة”.

ولاحقًا أكد المسؤول الكبير في حركة حماس، موسى أبو مرزوق، أن الحركة تحتجز أكثر من 100 أسير إسرائيلي، من بينهم ضباط كبار.

بينما قال زعيم حركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، إن حركته تحتجز أكثر من 30 إسرائيليًا اختطفوا في قطاع غزة أمس، مؤكدًا أن الأسرى الإسرائيليين لن يعودوا إلى أهلهم حتى يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية.

عقبة نتنياهو

ووفقًا لوكالة “رويترز” سيشكل الأسرى الإسرائيليون عقبة وعقدة كبيرة أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وستؤدي إلى كبح الخيارات المتاحة أمامه للانتقام من حماس بسبب توغلها المميت داخل إسرائيل.

وتخشى إسرائيل من أن تصيب غاراتها المتكررة على غزة العديد من الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، في الوقت الذي عانت فيه إسرائيل من أزمات الرهائن الماضية، والتي دفعت بسببها ثمنًا باهظًا.

ففي عام 2011، على سبيل المثال، قامت إسرائيل بتبادل أكثر من 1000 أسير فلسطيني من أجل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي احتجز لمدة خمس سنوات.

وهذا النوع من التبادل – الذي انتقده بعض الإسرائيليين في ذلك الوقت- يبدو صفقة مستحيلة هذه المرة بالنظر إلى عشرات الأشخاص المحتجزين هذه المرة.

وتعهد نتنياهو “بالانتقام القوي” من حماس، لكن مصير الجنود الإسرائيليين والمسنين والنساء والأطفال الذين تم نقلهم إلى غزة، يجعل من الصعب على إسرائيل تحديد كيفية تنفيذ هذا الانتقام بالقوة والسرعة المطلوبة، بينما ستجبرها أزمة الرهائن على اتباع سياسة طويلة الأمد.

وقتل أكثر من 400 فلسطيني في الرد الإسرائيلي الفوري على هجوم حماس، حيث قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع عديدة في أنحاء غزة. كما تم نشر آلاف القوات في جنوب إسرائيل بجوار غزة، التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية في عام 2005. ولكن من الصعب تحديد ما سيحدث بعد ذلك.

ويرى خبراء إسرائيليون أن حماس احتجزت هذا العدد الكبير من الرهائن كبوليصة تأمين ضد أي عمل انتقامي إسرائيلي، وخاصة الهجوم البري الضخم، حيث سيتم استخدامهم كدروع بشرية ضد الهجوم، وكذلك للمقايضة بالسجناء الفلسطينيين”.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل ستعمل على إطلاق سراح الرهائن وإلحاق أضرار جسيمة “بالبنية التحتية” لحماس، وستعمل على ضمان عدم تمكن أي جماعة إرهابية في غزة من إيذاء المواطنين الإسرائيليين مرة أخرى.

لكن الخيارات الإسرائيلية لتنفيذ هذا التعهد ليست سهلة، لأن التسرع في محاولة تحرير العدد الكبير من الرهائن المحتجزين في مواقع مختلفة قد يعرض حياتهم للخطر، كما أن المفاوضات المطولة مع حماس بشأن تبادل الأسرى ستكون بمثابة فوز كبير للعدو اللدود لإسرائيل.

وبالنسبة لنتنياهو، فإن تأمين حرية الرهائن يأتي مصحوبًا بذكريات شخصية مؤلمة. ففي عام 1976، قُتل شقيقه الأكبر أثناء إنقاذ الرهائن في مطار عنتيبي في أوغندا، وهو الإجراء الذي قال نتنياهو الأصغر إنه شكّل حياته المستقبلية.

وفي حادثة سابقة في عام 1972، تم احتجاز أعضاء الفريق الأولمبي الإسرائيلي كرهائن في قرية الرياضيين في ميونيخ على يد مسلحين فلسطينيين من مجموعة أيلول الأسود. وفي غضون 24 ساعة، قُتل 11 إسرائيليًا وخمسة فلسطينيين وشرطي ألماني بعد أن تحولت جهود الإنقاذ إلى إطلاق نار.

وساطة مصرية

وفي محاولة للخروج من هذا المأزق طلبت إسرائيل من مصر التدخل من أجل إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس في غزة، حسبما ذكر موقع “الحدث“.

وأفاد مصدر سياسي مطلع أن القاهرة تجري مفاوضات مع حماس من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن المباحثات تتركز على كبار السن والأطفال في الوقت الحالي.

ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” فقد قال إيلان لوتام، المسؤول السابق في الشاباك، إن إسرائيل لم تمر بهذا الوضع من قبل. مشيرًا إلى أنه في الحروب الماضية، كانت المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى تتم من خلال الصليب الأحمر وغيره من الوكالات المماثلة.

وفي حالة جلعاد شاليط، الجندي الذي اختطفته حماس واحتجزته لمدة خمس سنوات، تمت مبادلته بألف أسير فلسطيني، عبر وسيط ألماني ومن خلال مفاوضات شارك فيها مسؤولون مصريون.

وأضاف: “على الرغم من أن القتال لم ينته بعد، إلا أن هناك بالفعل أطرافا تجري اتصالات مع وسطاء مختلفين، بما في ذلك المصريون والقطريون، للتواصل مع حماس وتوضيح أنها مسؤولة عن سلامة ورفاهية الأسرى الإسرائيليين.

وأضاف: “مرحلة التفاوض ستأتي لاحقا بعد أن يكون هناك فهم أفضل للعدد الحقيقي للأسرى. وأتوقع أن يكون هناك فرق في المفاوضات بين كبار السن والأطفال والشباب، وكذلك الأحياء والأموات”.

وبالإضافة إلى الأسرى الجدد الذين تم أسرهم بالأمس، تحتجز حماس أيضًا اثنين من الأسرى منذ فترة، وحذر إسرائيليون من الحرب النفسية التي ستشنها حماس إضافة إلى القتال العسكري، قائلين إن “حماس لن تتحدث فقط مع القادة الإسرائيليين بشأن الأسرى، ولكنها ستتحدث مباشرة مع عائلات الأسرى لتوليد ضغوط إضافية”. وأكدوا أن “هذه القضية ستكون طويلة ومعقدة بطريقة لم نشهدها من قبل”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى