أخبارأخبار أميركا

رسائل ترامب في صورته الجنائية.. وكيف علّق عليها هو ونجله؟

منذ أن نشرها مكتب عمدة مقاطعة فولتون دخلت صورة الرئيس السابق دونالد ترامب الجنائية التاريخ كأول صورة جنائية لرئيس أمريكي سابق تلتقط له داخل السجن قبل أن يتم الإفراج عنه بكفالة قدرها 200 ألف دولار.

وأشعلت الصورة مواقع التواصل الاجتماعي وتداولها النشطاء وتفاعلوا معها بشكل واسع، وسط مناقشات وتعليقات حول ملامح ترامب في الصورة ورمزيتها، والرسائل التي أراد الرئيس السابق إرسالها من وراء الظهور بهذا الشكل في الصورة.

تعليق ترامب ونجله

وزاد التركيز على الصورة بعد أن تعمد ترامب نفسه إعادة نشرها على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، بل وعاد من خلالها إلى حسابه بمنصة X (تويتر سابقًا) بعد غياب استمر أكثر من عامين ونصف، منذ آخر تدوينة له على المنصة بتاريخ 8 يناير 2021.

ونالت التغريدة أكثر من 180 مليون مشاهدة، بالإضافة إلى آلاف التفاعلات والتعليقات، حيث علق ترامب على الصورة قائلًا: “تدخل في الانتخابات.. لا تستسلم أبدا”.

بينما علّق نجله دونالد جونيور على الصورة في تغريدة له على صفحته بمنصة X قائلًا: “مرحبا بالدولة العميقة.. إنه قادم لكم.. نراكم في 20 يناير 2025”.

لقطة للتاريخ

وكان مكتب عمدة مقاطعة فولتون في ولاية جورجيا قد نشر مساء أمس الخميس الصورة الجنائية لترامب، والتي التقطت له في سجن المقاطعة، بعدما تم وضعه قيد الاعتقال، وتم حجزه باعتباره سجينا لفترة وجيزة، ثم إطلاق سراحه بكفالة.

ووفقًا للسجلات المنشورة على موقع السجن فإن ترامب تم وضعه قيد الاعتقال وحجزه في سجن لمدة 20 دقيقة، حيث سجلت بياناته الشخصية، وأخذت بصمات أصابعه والتقطت له صور فوتوغرافية.

ووصفت السجلات ترامب بأنه رجل أبيض، طوله 6 أقدام و 3 بوصات، ويزن 215 رطلا (97 كغم)، بشعر أشقر وعيون زرقاء، ورقم النزيل P01135809.

وسلّم ترامب نفسه إلى سلطات السجن، على خلفية قضية محاولة إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا التي خسرها أمام الرئيس جو بايدن عام 2020.

وبعد انتهاء الإجراءات غادر ترامب السجن متجها مع إلى مطار أتلانتا لركوب طائرته الخاصة للعودة إلى نيوجيرسي.

تحليل ودلالات الصورة

وفقًا لشبكة (CNN) فإنه رغم التقاط ملايين الصور لرؤساء أمريكا السابقين، إلا أن صورة ترامب الجنائية تظل ذات وضع خاص، حيث أصبحت واحدة من أكثر الصور شهرة لأي شخص شغل منصب رئيس الولايات المتحدة.

وفي صورته الجنائية يحدق ترامب في عدسة المصور ووجهه كالحجر.. بحيث لا يمكنك معرفة ما يشعر به. لكن مما لا شك فيه أن الصورة لا تعكس شجاعته المميزة، رغم أن عيناه تُحدق فيك.

بينما يعد ختم مكتب عمدة مقاطعة فولتون الموجد في زاوية الصورة العليا بمثابة تذكير بأن ترامب، رغم كل قوته السابقة، أصبح منخرطًا في عملية لا يستطيع فيها التحكم بمصيره.

فالصورة رغم بساطتها صارخة وتؤكد غضب نجم الواقع والرئيس السابق، الذي يواجه 91 تهمة جنائية في أربع قضايا يمكن أن تنتهي به في السجن لمدة طويلة، بينما يسعى بقوة لينال بطاقة الترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري.

لكن من ناحية أخرى تمثل الصورة ذروة لمنهج حياة ترامب الذي تعمد تحطيم القيود المحيطة بالرئاسة وتسبب في إرهاق القانون على نطاق واسع.

ورغم كل ما في الصورة من إهانة إلا أنها تمثل جبهة جديدة أخرى من الشهرة لترامب الذي يطل على العالم بوجه آخر لم يسبق أن ظهر به، لكنها بالنسبة للولايات المتحدة تمثل نوعًا خاصًا من المأساة، لما يمثله ترامب من رمز كان يقود الأم في أحد فتراتها، وانتهى به المطاف متهمًا جنائيًا.

أهمية الصورة

لكن هل كان من المهم التقاط صورة جنائية لترامب، الذي يعتبر أشهر رجل في العالم، ولا يغيب عن أنظار عملاء الخدمة السرية، ولا يغادر منزله بدون موكب، ويطير في طائرة شخصية عليها اسمه “ترامب” بحروف كبيرة، ويمكن التعرف عليه بسهولة في أي مكان على الأرض يذهب إليه.

لكن على المستوى الرسمي فإن ترامب رغم سلطته وشهرته السابقة، يجب أن يُعامل بموجب القانون مثل أي شخص آخر، وعندما يتم التقاط صورة جنائية للرجل الذي كان يقود العالم وكان لديه القدرة على تدمير العالم بضغط زر نووية، مثله مثل أي مجرم آخر في جورجيا، فإن هذا يرسل رسالة مفادها أن الجميع متساوون أمام العدالة.

استغلال ترامب

ورغم ان البعض راو في الصورة محاولة لإذلال ترامب، يرى آخرون أنها ستأتي بنتائج عكسية، وهو ما سعى إليه بالفعل ترامب وحملته من أول لحظة، حيث أعاد ترامب نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدمها للعودة إلى منصة تويتر، بينما بدأت حملته بنشرها في كل مكان، ويُرجح أن يتم استخدامها في جمع الأموال والتبرعات التي ينفقها على دفاعه.

وبالنسبة لأي سياسي آخر، كان من الممكن أن تكون الصورة الجنائية هي النهاية بالنسبة له، لكن بالنسبة لترامب ستكون نقطة انطلاق، وسيسعى من خلالها لتحويل عاره إلى نوع جديد من المكاسب.

وبينما يعتبر معارضو ترامب الصورة دليلًا على سقطات ترامب التي تسببت فيها غرائزه الاستبدادية والغوغائية وهوسه الذاتي، فإن الملايين من أنصاره يرون فيها رمزًا سياسيًا أصبح ضحية للاضطهاد، وهو ما ترتكز عليه حملته الانتخابية.

وقال فريق ترامب إنه أراد من خلال الصورة أن يبدو متحديًا، متوقعين أن تؤدي الصورة إلى استقطاب الأمريكيين نجوه بقدر ما تستقطبهم سياسته.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى