أخبارمنوعات

تويتر يودّع عصفوره الأزرق.. وإيلون ماسك يستعد لتحويله إلى التطبيق الخارق (X)

أعلن الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة تويتر، أن المنصة ستتخلص قريبا من شعارها الشهير المتمثل في العصفور الأزرق الذي كان رمزًا للعلامة التجارية لها منذ انطلاقها واستوحت منه خاصية التغريد واسم المنصة Twitter.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد قال ماسك في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي بالمنصة إنه يستعد لتغيير شعار تويتر خلال الساعات المقبلة، وألمح إلى أنه يتم استبدال العصفور الأزرق بشعار آخر عبارة عن حرف “X”، وهو أحدث تغيير سيجريه ماسك على المنصة الشهيرة منذ أن اشتراها مقابل 44 مليار دولار العام الماضي.

وعن موعد انطلاق الشعار الجديد قال: “إذا تم تصميم شعار يتمتع بقدر كاف من الجودة الليلة، سنطلقه حول العالم غدا”. وأضاف “سنودع قريبا العلامة التجارية لتويتر، وتدريجيًا سنودع كل الطيور”.

وأوضح أن الشعار الجديد سيكون على خلفية سوداء بدلًا من الخلفية الزرقاء الشهيرة، حيث نشر رسم توضيحي لصورة الطائر الأيقوني، ولكن على خلفية سوداء، قائلًا: “سيكون مثل هذا باستثناء X”،

وفي نفس السلسلة من التغريدات، نشر ماسك “Paint It Black”، قبل إطلاق استطلاع رأي للمستخدمين حول تغيير لون النظام الأساسي الافتراضي إلى الأسود.

وكان موقع تويتر قد اشتهر منذ انطلاقه بشعار “الطائر الأزرق”، وشهد على مر الأعوام تغييرات طفيفة، لم تهدد وجود الطائر الشهير.

ويصف الموقع الإلكتروني لتويتر الشعار الحالي، وهو طائر باللون الأزرق، بأنه “أكثر أصولنا تميزا”، ويضيف: “ولهذا السبب نحميه بشدة”.

وجرى تغيير شعار الطائر مؤقتا في أبريل الماضي إلى صورة كلب “شيبا إينو” الموجودة على عملة الدوجكوين المشفرة، الأمر الذي ساعد في زيادة القيمة السوقية للعملة بـ4 مليارات دولار.

للمزيد اقرأ: لماذا استبدل تويتر عصفوره الأزرق بـ”كلب” أرجواني؟

التطبيق الخارق

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فإن إيلون ماسك بهذه الخطوة يستعد لأكبر تغيير يقوم به على المنصة، التي ينوي تحويلها إلى تطبيق خارق، وسط تصاعد المنافسة مع منصات أخرى مثل “ثريدز” الذي أطلقته شركة ميتا مؤخرًا، وغيره من التطبيقات المنافسة.

وبعد سيطرة ماسك على تويتر، بدأ ينظر إليه باعتباره وسيلة لإنشاء “تطبيق خارق”، وفي أكتوبر الماضي كتب ماسك تغريدة قال فيها: “شراء تويتر هو تسريع لإنشاء X.. إنه تطبيق كل شيء”.

ومن خلال التطبيق المرتقب (X)، يطمح ماسك إلى أن يجمع في منصة واحدة كل الخدمات التي يحتاجها المستخدم، لتفادي تنزيل عشرات التطبيقات الأخرى على هاتفه، وهو ما يبدو أن ماسك بدأ في تنفيذه فعلًا.

ومنذ العام الماضي لم تعد “تويتر” شركة مستقلة، حيث تم دمجها مع شركة تم تشكيلها حديثا باسم “إكس كورب” (X Corp)، وهو ما يعني أن اسم تويتر بات اسمًا للمنصة فقط، ولم يعد معترفا به على أنه اسم لشركة مستقلة.

وتشير وثيقة قُدمت في محكمة بكاليفورنيا في الرابع من أبريل الماضي إلى أن (X Corp) هي “مؤسسة خاصة” تنتمي إلى شركة أكبر تحت اسم (X Holdings Corp) لتنفيذ الأعمال، وهي الشركة المستقبلية الأم لجميع شركات إيلون ماسك، وتشمل كذلك كلّا من “نيورالينك” و”سبيس إكس” و”تسلا” و”ذا بورنغ كومباني”.

وقام ماسك في شهر مارس الماضي بتسجيل شركة جديدة باسم (X.AI Corp) في نيفادا، يهدف من خلالها لاقتحام مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومنافسة شركة (Open Ai)، مطورة روبوت تطبيق (ChatGPT).

قصة الحرف (X)

وفي عام 1999، أسس إيلون ماسك شركة للخدمات المصرفية عبر الإنترنت أطلق عليها “X.com”، كان يسعى لتحويلها إلى متجر شامل ومتكامل للخدمات المالية، وبعد مرور عام، اندمجت شركة X مع منافستها شركة (Confinity)، وبحلول عام 2001 تغير اسم الشركة إلى (PayPal) التي امتلكت حقوق نطاق “دومين” الموقع الإلكتروني “X.com”.

لكن في عام 2017 اشترى ماسك حقوق هذا النطاق من جديد، وقال وقتها أنه لا يملك أي خطط لهذا الاسم، لكنه يمثل قيمة معنوية كبيرة بالنسبة إليه. وعندما اقترح عليه أحد الأشخاص أن يستخدم هذا الدومين كمظلةً لجميع شركاته التي يملكها، رد عليه إيلون ماسك حينها قائلًا إن “هذا ربما يكون هو الاستخدام الأمثل”.

ويبدو أن ماسك بدأ الآن أولى خطوات إنشاء التطبيق الخارق المرتقب، أو تطبيق “كل شيء” الذي أطلق عليه حرف “إكس”، وهو كما يبدو سيكون الشعار الجديد لمنصة تويتر، التي هدف ماسك من وراء شرائها لإطلاق هذا التطبيق الذي كان يسعى إليه منذ البداية.

وعندما أخبره احد متابعيه أنه كان من الأسهل عليه ان يبدأ إطلاق تطبيق (X) من الصفر، رد عليه ماسك قائلًا إنه يعتقد أن تطبيق تويتر سيسرع ظهور تطبيق (X) بنحو 3 أو 5 سنوات.

ما الذي سيقدمه التطبيق الخارق؟

تسعى التطبيقات الخارقة إلى القيام بكل شيء، على عكس التطبيقات العادية التي صُممت لتقوم بمهمة واحدة، فبدلا من أن يحتاج المستخدم لأكثر من تطبيق، مثلا تطبيق لكي يطلب سيارة، وآخر ليطلب الطعام، وثالث كي يدفع معاملاته البنكية، يمكن أن تُدمج كل هذه الخدمات في تطبيق واحد، لا يخرج المستخدم منه أبدا.

وينتشر هذا النوع من التطبيقات الخارقة أكثر في الصين ودول آسيا، مثل تطبيق (WeChat) الصيني، الذي تملكه شركة (Tencent)، ويطمح إيلون ماسك إلى محاولة تكرار نجاحه في أمريكا.

وبدأ تطبيق  (WeChat) في الصين بوصفه تطبيقا للمحادثات الفورية، وتحول على مدار العقد الماضي إلى تطبيق كل شيء تقريبا، حيث يُستخدم في قراءة الأخبار وحجز رحلات السيارات وحجز مواعيد الكشف عند الأطباء ودفع الضرائب، وغيرها من الأنشطة اليومية الأخرى.

وكان إيلون ماسك قد ذكر في أول حديث له مع موظفي تويتر في يونيو الماضي: “أنت تعيش تقريبا داخل تطبيق وي تشات في الصين، لأنه مفيد جدا ويساعدك في حياتك اليومية. وأعتقد أنه إذا تمكنّا من تحقيق الفكرة نفسها، أو حتى اقتربنا منها مع تطبيق تويتر، فسيمثل هذا نجاحا هائلا”.

تحديات كبيرة

لكن هل يمكن لنموذج (WeChat) الصيني أن ينجح في الولايات المتحدة أو في باقي دول العالم؟ أم أن الأمر ينطوي على مشكلات وتحديات؟

حتى الآن لم يحدد ماسك خططه لتطبيق (X)، لكنه من المتوقع أن يواجه عدة تحديات معقدة تزيد من صعوبة تنفيذ الفكرة، التي يرى البعض أنها غير منطقية من الأساس.

فالمشكلة أن اقتصاد التطبيقات ليس مربحًا، حيث تقدر شركة (Sensor Tower) أن الإنفاق على التطبيقات سيتجاوز 270 مليار دولار بحلول عام 2025.

كما أن هناك من يشارك بنسبة 30% من رسوم اشتراك أي تطبيق، وهي متاجر التطبيقات التي تملكها شركة جوجل، وشركة أبل التي دخل إيلون ماسك في مواجهة ساخنة معها عندما قرر فرض رسوم اشتراك على خدمة “تويتر الأزرق” منذ بضعة شهور.

بالإضافة إلى ذلك يبدو أن المشهد التنافسي في عالم التطبيقات أصبح شرسًا للغاية حاليًا، خاصة وأن هناك بالفعل عدد من الخدمات المنافسة والقوية تقودها خدمات “باي بال” و”أبل باي” و”جوجل باي”.

ثم هناك المعارك القانونية والتنظيمية المحتملة التي سيواجهها إيلون ماسك في محاولة إنشاء تطبيق خارق.وهو ما يجعلنا نعتقد أن طريق ماسك لتحقيق طموحاته هذه المرة لن يكون مفروشا بالورود.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى