أخبار العالم العربيتقارير

أنقذوهم.. مرضى السرطان في سوريا يواجهون الموت بعد حرمانهم من فرصة العلاج

يومًا بعد يوم تزداد حصيلة الوفيات بين مرضى السرطان في محافظة إدلب ومناطق شمال غرب سوريا بعد منعهم من العبور على تركيا لتلقي العلاج.

آخر الضحايا كان طفل توفي يوم الأربعاء الماضي بريف إدلب الشمالي، بعد معاناة مع مرض السرطان، وبعد أن لم يتمكن ذويه من الحصول على موافقة لإدخاله إلى تركيا للعلاج فيها.

ووفقًا لموقع “بلدي نيوز” فقد قال مصدر طبي إن عدد مرضى السرطان الكلي في المناطق المحررة شمال غرب سوريا، بلغ حتى الآن نحو 3200 مريض 65% منهم نساء وأطفال.

وبين أن الجهات الطبية تقوم بتسجيل 5 حالات لمصابين جدد بمرض السرطان بشكل يومي، 3 منها في إدلب، و2 في ريف حلب.

وأوضح أن عدد المرضى المسجلين بعد كارثة الزلزال المدمر بلغ 608 مريض، بينهم 91 طفل، و282 سيدة، لم يحصل أحد منهم على موافقة بالدخول إلى تركيا لتلقي العلاج، رغم عدم توفر علاجهم المطلوب في مستشفيات الشمال السوري.

ووفقًا لموقع “أورينت نيوز” فقد ذكرت مديرية صحة إدلب أنه قبل كارثة الزلزال كان يدخل 450 مريض سرطان لتلقي العلاج في تركيا، مشيرة إلى أن دخول المرضى توقّف بعد الزلزال، واستؤنف في مايو الماضي، حيث دخل منذ ذلك الحين ما يقارب 300 مريض فقط.

ولفتت إلى أنه بعد كارثة الزلزال تم تشخيص أكثر من 600 حالة مرض سرطان، من بينهم ما يقارب 150 طفلاً و200 امرأة، لا يسمح لهم بالدخول لتركيا. وأكدت أنه يتم تشخيص 3 حالات جديدة مصابة بمرض السرطان في الشمال السوري بشكل يومي.

معركة حياة

من جانبها قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري في منشور لها إن أكثر من 3000 من مرضى السرطان في شمال غرب سوريا، يواجهون معاناة لا يمكن تصورها ويكافحون من أجل الحصول على الرعاية الصحية التي هم في أمس الحاجة لها.

وذكرت أن هذه الأرواح تخوض معركتين في وقت واحد السرطان، وآثاره المدمرة، وندرة موارد الرعاية الصحية بسبب حرب نظام الأسد وروسيا وكارثة الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.

وفي منشور آخر قالت المؤسسة: “يوم إضافي واحد من انتظار العلاج يمكن أن يكون حاسماً في حياة مرضى السرطان وذويهم، يوم واحد قد يحمل المزيد من المعاناة ويقلل فرص الشفاء ويحوّل الأمل ومحاولات الصمود إلى يأس كبير.

وأضافت أن أمام قطاع طبي أنهكه الاستهداف الممنهج من قبل نظام الأسد وحليفه الروسي، واستنفده الزلزال المدمر، يكافح أكثر أن 3000 مصاب بالسرطان في شمال غربي سوريا، للحصول على الرعاية الطبية، غارقين بمأساة انتظار تلقي العلاج والآثار المدمرة للسرطان، ويعيشون تحديات كبيرة في ظل ندرة موارد الرعاية الصحية.

وأكدت أنه يجب التوقف عن تجاهل الكارثة واتخاذ خطوات عاجلة لتأمين حلول مستدامة تضمن توفر الرعاية الصحية لهم، وتنهي مأساتهم بشكل جذري.

حملة أنقذوهم

وأطلق أطباء وإعلاميون وناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “أنقذوهم”، طالبوا فيها مطالبة بالسماح لمرضى السرطان بالدخول إلى تركيا لتلقي العلاج.

وأكدوا ازدياد حالات الإصابة بالمرض مؤخراً، وتسجيل وفيات منهم بشكل شبه يومي جراء عدم حصولهم على العلاج، بسبب توقف المستشفيات التركية عن استقبالهم عقب وقوع الزلزال المدمّر في فبراير الماضي.

وتحت وسم “أنقذوا مرضى السرطان” المترجم لعدة لغات، تفاعل طيف واسع من الصحفيين والإعلاميين والنشطاء السوريين، لتذكير العالم والجهات الطبية الدولية ذات الصلة، بحاجة مرضى السرطان في شمال غرب البلاد لتلقي العلاج على وجه السرعة.

وطالب المشاركون بالحملة، الحكومة التركية بضرورة فتح أبوابها أمام مرضى السرطان في المنطقة، لاسيما أن هذه المناطق خالية من بعض التجهيزات اللازمة لعلاج المرضى من جهة، وكون تركيا هي الجهة الحدودية الوحيدة مع شمال غرب سوريا، وضرورة التزامها بواجبها الإنساني باستقبال هؤلاء المرضى.

ودعا القائمون على الحملة لتنظيم اعتصام لمرضى السرطان أنفسهم عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، ودعوة آخرين للمشاركة لإعلان تضامنهم مع المرضى، ومشاركة قصص المرضى على مواقع التواصل لشرح معاناتهم مع المرض وحاجتهم للعلاج، وكذلك سيتم توجيه رسائل للدول العربية وللمجتمع الدولي للتدخل من أجل حل هذه الأزمة.

معاناة تدمي القلوب

وفي إطار الحملة نشر ناشطون مقاطع فيديو تجسد المعاناة التي يواججها الأطفال المرضى بالسرطان، ولاقى مقطع فيديو نشره الناشط الإعلامي جميل الحسن، انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل، تحدث فيه عن ضرورة التحرك لمساعدة مرضى السرطان.

كما تداول روّاد مواقع التواصل مقطع فيديو لطفلة سورية، تتحدث فيه عن الأطفال المصابين بالسرطان في إدلب ولا يتلقون العلاج، وقالت:”اعتبروهن أولادكن صارلن خمس سنين عم يتوجّعوا”.

ونشر مستخدمون في اليومين الماضيين وسوما عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” حملت عبارة “أنقذوا مرضى السرطان في شمال سوريا”، “السرطان لا ينتظر”، كما نشروا تسجيلات مصورة وثقت معاناة الكثير من المرضى، ومن بينهم الأطفال.

 بينما اتجه ناشطون إعلاميون لمسار آخر من أجل تسليط الضوء على معاناة مرضى السرطان، إذ أقدموا على حلق رؤوسهم وتوثيق ذلك من خلال تسجيلات مصورة نشروها على حساباتهم بشكل فردي.

صراع مع الوقت

وحول ما يصرح به البعض حول افتتاح مركز لمرضى السرطان في المنطقة، قال مدير فريق الاستجابة الطارئة، دلامة العلي، إن الخطة المتوقعة لإنشاء هذا المركز من قبل الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) ستستغرق بين عام ونصف إلى 3 أعوام.

بينما الحالات الموجودة حاليًا والتي تزيد على  3 آلاف حالة، وتزيد بمعدل حالتين أو ثلاثة كل يوم، بحاجة ماسّة لتلقي العلاج قبل أن فوات الأوان.

وأشار إلى أن انتظار عامين أو أكثر لافتتاح مركز سرطان وسط ازدياد حالات الإصابة بالمرض سيؤدي ارتفاع عدد الوفيات، وهو ما يؤكد ضرورة إدخال مرضى السرطان إلى تركيا لتلقّي العلاج وخاصة الحالات الجديدة.

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد قال الناشط الإعلامي، عدنان الإمام إن حملة “أنقذوهم” هدفها إحداث ضغط من أجل إيجاد فرصة لإنقاذ أرواح المرضى، ولاسيما أن “السرطان لا ينتظر” وفي كل تأخير تتعقد فرص العلاج منه.

وفي إدلب، يوجد مركز واحد لعلاج الأورام تدعمه الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز)، لكنه غير قادر على استيعاب المرضى الذين بدؤوا بالتوافد إليه منذ إغلاق المعبر.

وكشف تقرير تم نشره في مايو الماضي أنه يتم تشخيص ما يصل إلى 3000 حالة جديدة من السرطان سنويا، مع وجود ثلاثة فقط من أطباء الأورام لرعاية 4.1 مليون نسمة. وتعتبر الأراضي التركية المتنفس الوحيد أمام المرضى السوريين في شمال سوريا وغربها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى