أميركا بالعربياقتصاد

ارتفاع ديون بطاقات الائتمان لمستويات قياسية.. لكن هل يمكن للأمريكيين الاستغناء عنها؟!

ترجمة: فرح صفي الدين – تواصل ديون بطاقات الائتمان تصاعدها بالرغم من ارتفاع تكاليف الاقتراض والتي قد تتزايد أكثر خلال وقت لاحق من هذا العام وتشكل مزيد من العبء على ميزانية الأسرة الأمريكية، في حال قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (FR) برفع أسعار الفائدة مجددًا.

وبحسب شبكة FOX Business، تراجعت قروض بطاقات الائتمان بشكل كبير خلال جائحة كورونا نظرًا لقيام الحكومة الفيدرالية بضخ الشيكات التحفيزية في الاقتصاد لدعم الموارد المالية للمستهلكين في ظل التداعيات الاقتصادية للجائحة. وكشفت بيانات بنك FR عن انخفاض ديون تلك البطاقات من 858 مليار دولار في مارس 2020 إلى 736 مليار دولار في أبريل 2021. لترتفع مرة أخرى إلى 993 مليار دولار اعتبارًا من 5 يوليو 2023.

فيما وصلت ديون بطاقات الائتمان لمستويات قياسية في الوقت الذي أدت فيه حملة رفع أسعار الفائدة التي أطلقها البنك المركزي لتهدئة التضخم لرفع تكاليف الاقتراض. ووفقًا لـموقع LendingTree، وصل متوسط سعر الفائدة على بطاقة الائتمان أو معدل النسبة السنوية لها نحو 24% اعتبارًا من 10 يوليو.

ومن المرجح أن يشهد مستخدمو بطاقات الائتمان ارتفاعًا طفيفًا بمؤشر الفائدة السنوية الخاصة بهم، لاحقًا هذا العام في ظل التوقعات برفع سعر الفائدة والذي سيُضاعف معدلات فوائد بطاقات الائتمان، والرهون العقارية وغيرها من القروض الأخرى مرتين على الأقل. لاسيما وأن التضخم قد انخفض إلى 3% على أساس سنوي في يونيو لكنه ظل أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي (2%).

فمن جهة تعبر المستويات المتزايدة لديون بطاقات الائتمان عن ثقة المستهلكين الأمريكيين بالاقتصاد لدرجة أنهم ينفقون أموالهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس باستخدام بطاقات الائتمان.

ومن جهة أخرى، تشكل تلك المستويات المرتفعة من الديون إلى جانب أسعار الفائدة المبالغ فيها خطرًا على المستهلكين في حالة تباطؤ النمو الاقتصادي. إذ من المحتمل أن تظل معدلات الفائدة مرتفعة خلال العام وبالتالي ستدفع الديون المتزايدة حاملي البطاقات لسداد المزيد من الفوائد الشهرية لترحيل الأرصدة على بطاقاتهم.

وبالوقت نفسه يراقب المقرضون الوضع وكيف تؤثر الظروف الاقتصادية على الائتمان الاستهلاكي. حيث قام مسؤولون بثلاثة من أكبر البنوك الأمريكية بمناقشة هذه القضايا خلال جلسات عرض الأرباح الخاصة بهم يوم الجمعة، مؤكدين أن “المستهلكون أقوياء حتى الآن”.

حيث أفاد تشارلي شارف، الرئيس التنفيذي لرابع أكبر بنك في البلاد (Wells Fargo)، بأن “لا يزال الإنفاق ببطاقات الائتمان قوياً، بل إنه قد تصاعد بنسبة 13% عن العام الماضي”.

وأوضحت جين فريزر، الرئيس التنفيذي لبنك Citigroup، أنها ترى أن الأمريكيين قد يكونوا حذرين لكنهم ليسوا في حالة ركود بالرغم من الظروف الاقتصادية، بل وحتى مع شعور المستهلكين الذين حصلوا على درجات ائتمانية منخفضة بمزيد من الضغط.

فيما عبّر جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك JPMorgan Chase، عن نفس الرأي مشيرًا إلى أن، “المستهلكين في حالة جيدة، إنهم ينفقون الأموال التي تفيض عن حاجتهم”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى