أخبارأخبار أميركا

المحكمة العليا تتبنى ميراث ترامب وتقلب حياة الأمريكيين خلال عام واحد

أصبح تأثير المحكمة العليا التي غير تركيبتها الرئيس السابق دونالد ترامب تأثيرًا زلزاليًا على حياة الأمريكيين يصبح أكثر وضوحًا كل يوم.

فقد رشح ترامب 3 قضاة في المحكمة الحالية، لتصبح بأغلبية 6 قضاة محافظين، بما يمكنهم من حسم الأمور لصالح التيار المحافظ حتى في القضايا الخلافية.

ويوم الخميس الماضي وجهت المحكمة ضربة قوية ضد التمييز الإيجابي، بعد أن قررت إلغاء السياسات المتعلقة بزيادة التنوع العرقي والإثني في الجامعات، والتي تهدف لتعزيز فرص التعليم للأمريكيين من أصول إفريقية أو أقليات أخرى.

وجاء القرار بدعم قوي من ثلاثة قضاة تم تعيينهم بواسطة ترامب، حيث صوّت 6 قضاة محافظين لصالح حظر تلك السياسات، بينما صوت القضاة الثلاثة الليبراليين ضد القرار.

وفي اليوم التالي أمس الجمعة ألغت المحكمة خطة إدارة بايدن للإعفاء من قروض الطلاب، مشيرة أن الإدارة تجاوزت سلطتها ببرنامج كان من شأنه أن يمحو حوالي 400 مليار دولار من الديون.

ويمثل القرار، الذي أيدته المحكمة القرار بغالبية 6 أصوات محافظين مقابل معارضة ثلاثة 3 ليبراليين، انتكاسة للرئيس الديمقراطي قبل عام من الانتخابات الرئاسية.

وكان بايدن يسعى إلى تخفيف الأعباء المالية التي تثقل كاهل الملايين من الأمريكيين حتى بعد انقضاء سنوات طويلة على إنهائهم تحصيلهم الجامعي.

ووفقًا لصحيفة thehill يأتي يضاف هذين القرارين إلى قرار زلزالي آخر اتخذته المحكمة العليا قبل عام، والذي ألغى الحق الدستوري في الإجهاض الذي ظل قائماً منذ عام 1973 في قضية رو ضد وايد.

إرث ترامب

وأزالت هذه القرارات التي تم اتخاذها خلال 370 يومًا أي شكوك في أن المحكمة العليا ستمثل إرث ترامب الدائم، وستتصدى للعديد من القضايا الأكثر سخونة في الولايات المتحدة لعدة سنوات قادمة، بغض النظر عن نجاح الرئيس السابق في العودة لللبيت الأبيض في عام 2024 أم لا.

وستظل المحكمة شوكة كبيرة ومؤلمة في خصر بايدن إذا فاز بولاية ثانية. وكان الرئيس قد اعتبر أن المحكمة أخطأت بقرار رفض خطته لإعفاء ديون الطلاب زاعمًا أن المحكمة أساءت تفسير الدستور.

وسعى بايدن إلى ربط الحزب الجمهوري بقرارات المحكمة، معتبراً أن قضية ديون الطلاب كشفت أن الجمهوريين لم يتمكنوا من تحمل فكرة توفير الإغاثة للأمريكيين من الطبقة العاملة والطبقة الوسطى.

انتصار لترامب

ورغم ذلك تمثل قرارات المحكمة العليا تأكيدًا للعديد من المحافظين بأن ترامب نفذ وعده الذي قطعه على نفسه خلال حملته في انتخابات عام 2016، حيث وعد بإحداث تغيير دائم من خلال القضاء، وهذا ما حدث بالضبط.

والآن يدرك الجمهوريون الذين يدعمون الرئيس السابق أنه يحمل فرصة قوية في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لانتخابات 2024، والتي يتصدرها حاليًا بفارق نحو 30 نقطة على أقرب منافسيه، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.

وسارع بعض مسؤولي الحزب الجمهوري والمعلقين المحافظين إلى الثناء على ترامب في أعقاب قرارات المحكمة العليا الأخيرة، والتي تعتبر هبة من السماء لترامب، لأنها تذكير دائم ومستمر للناخبين الجمهوريين بأنه نفذ وعوده لهم، وأنهم حصلوا على 3 انتصارات متتالية بفضل المحكمة العليا التي أعادت تشكيلها تعيينات الرئيس ترامب.

مشاكل للجمهوريين

من ناحية أخرى يرى آخرون أن قرارات المحكمة بشأن القضايا الخلافية التي تهم الرأي العام يمكن أن تسبب مشاكل خطيرة للجمهوريين في انتخابات العام المقبل 2024، مثلما حدث في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الماضية التي تأثر فيها الجمهوريون بقرار المحكمة حول إلغاء الحق الدستوري في الإجهاض، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن هذا القرار لا يحظى بشعبية.

وتوقع بعض منتقدي ترامب داخل الحزب الجمهوري أن قرارات المحكمة العليا قد تعمق المشاكل للحزب خلال الانتخابات المقبلة، مشيرين إلى أنه على سبيل المثال فإن قرار إلغاء التمييز الإيجابي سيجعل من الصعب على الجمهوريين الذهاب إلى أحياء ومجتمعات السود.

وأكدوا أن قرارات المحكمة الأخيرة كانت بعيدة كل البعد عن اهتمامات الرأي العام، وستمنح الديمقراطيين هدية سياسية في الانتخابات المقبلة، كما حدث في الانتخابات الماضية.

ويُنسب الفضل إلى قرار المحكمة العليا بشأن حق الإجهاض في تجنب الديمقراطيين خسائر أكبر في الانتخابات النصفية التي أجريت في نوفمبر الماضي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى