أخبار أميركاأميركا بالعربي

المركز الإسلامي يفتتح حديقة الأسطورة محمد علي كلاي في ديترويت بمساهمة قطرية

أقام المركز الإسلامي في ديترويت (ICD) حفل افتتاح حديقة Belton-Mark Twain Park، التي تقع في تقاطع شارعي “ستارثمور” و”بيلتون أفينو”، بعد تجديدها وتطويرها من خلال مشروع تبناه المركز، وساهم فيه شركاء ومانحون مثل سفارة دولة قطر ومدينة ديترويت ومقاطعة واين.

وستحمل الحديقة بعد تطويرها اسم (Muhammad Ali) أحد أعظم الملاكمين في العالم على الإطلاق، لتكون بذلك ثاني حديقة عامة تحمل اسم الأسطورة محمد علي كلاي تخليدًا لمشواره وإرثه الرياضي.

حضر الافتتاح الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة، وعمدة ديترويت مايك دوغان، وعمدة ديربورن عبد الله حمود، وعمدة هامترامك أمير غالب، وإريك صبري أمين صندوق مقاطعة واين، وعدد من القيادات المدنية والدينية.

مكان مميز

تم تجديد وتطوير الحديقة لتكون مكانًا مميزًا ضمن المساحات الخضراء الصالحة للاستخدام في ديترويت. كما تم تزويدها بجميع وسائل الراحة التي تتمتع بها الحدائق المخصصة للأسر والعائلات، لتكون متاحة لجميع سكان ديترويت من جميع الخلفيات للاستمتاع بها مع أطفالهم وذويهم

وقال المركز الإسلامي في ديترويت ICD إنه تمت إضافة خدمات جديدة إلى الحديقة وملعب للأطفال وملعب لكرة السلة ومضمار للجري والمشي وملعب لكرة القدم ومنطقة للنزهات.

وأوضح المركز أنه تبنى مشروع تجديد وتطوير هذه الحديقة من أجل أن يجد الأهالي منطقة آمنة يمكن لأطفالهم الاستمتاع فيها بالخارج مع الأصدقاء والعائلة.

وأضاف أن قرار تسمية الحديقة باسم (محمد علي) جاء تقديرًا لدوره القيادي والملهم في المجتمع والتأثير الذي أحدثه من خلال الاستثمار الذي قام به في أحياء ديترويت.

مساهمة قطرية

وكان قد أقيم حفل عشاء قبل يوم واحد من افتتاح الحديقة لتكريم الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة، تقديراً للدعم المقدم من دولة قطر لمشروع تجديد وتطوير الحديقة، وقام مجلس مدينة ديترويت، خلال الحفل بتكريم دولة قطر بجائزة تقديرية لمساهمتها في هذا المشروع.

وخلال حفل افتتاح الحديقة ألقى السفير القطري، الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، كلمة أشاد فيها بجهود المركز الإسلامي في ديترويت، مشيرًا إلى أن المركز وفر الخدمات على مدار عقود من الزمن لجميع أفراد المجتمع من مسلمين وغير مسلمين على حد سواء، حيث قدم ملايين الوجبات للمحتاجين، وآلاف الساعات من البرامج التي تهم الشباب، وخدمات أخرى لا حصر لها للمناطق المجاورة للمركز.

وأضاف أن المركز الإسلامي في ديترويت حقق من خلال جهوده، خطوات ملحوظة في المساعدة على تعزيز التفاهم والتقدير للمزيج الفريد من الثقافات والشعوب، التي تعتبر هذا المركز الملتقى الذي تجتمع فيه.

بطل مجتمعي

من جانبه أثنى السيد مايك دوغان، عمدة مدينة ديترويت، ، على الدعم الذي قدمته دولة قطر، وعلى جهود المركز الإسلامي في ديترويت.

وفي كلمته التي ألقاها خلال الحفل، لفت دوغان إلى أهمية تسمية المنتزه باسم بطل الملاكمة محمد علي، مسلطًا الضوء على التأثير العميق لهذا البطل الأسطورة، ليس فقط كبطل ملاكمة بارز، ولكن كمدافع اجتماعي استخدم تأثيره من أجل الدفاع عن المساواة والعدالة. وأشار إلى أن تسمية الحديقة باسمه هي بمثابة شهادة على تراثه الدائم.

حلم تحول إلى حقيقة

من جانبه وجه سفيان نبهان، المدير التنفيذي للمركز الإسلامي في ديترويت، الشكر لكل من ساهم في مشروع تجديد وتطوير هذا المنتزه وجعل افتتاحه أمرًا ممكناً.

وتوجه بشكر خاص لدولة قطر على مساهمتها، ورحب بحضور سفير دولة قطر إلى ميشيغان ومشاركته في هذا الحدث. كما أعرب عن خالص امتنانه لعمدة مدينة ديترويت الذي سهّل إجراءات شراء أرض المنتزه.

وقال سفيان نبهان إن المركز يأمل أن تكون حديقة محمد علي مكانًا مجتمعيًا آمنًا للجميع، موضحًا أنه تم اختيار اسم محمد علي للحديقة ليكون مصدر إلهام للأجيال القادمة.

وأضاف أنه تمت إضافة خدمات جديدة إلى الحديقة وملعب للأطفال وملعب لكرة السلة ومضمار للجري والمشي وملعب لكرة القدم ومنطقة للتنزه، إلى جانب جميع وسائل الراحة المتاحة في الحدائق الأخرى لرفاهية العائلات. واختتم نبهان حديثه قائلاً: “نشكر كل من جعل هذا الحلم يتحول إلى حقيقة”.

رسالة المركز الإسلامي

ومن جهته، رحب السيد غانم الجميلي، رئيس مجلس أمناء المركز الإسلامي بمشاركة سفير دولة قطر في الحفل، وشكر دولة قطر وجميع رؤساء البلديات والمسؤولين المنتخبين الذين ساهموا في خطوة تجديد المنتزه، وأشار في كلمته إلى أهمية هذا المنتزه كونه مكانًا للتجمع وتقوية المجتمع، والتي هي جزء من الرسالة الأساسية للمركز الإسلامي.

بصمة عملاقة

من جانبه وجه عماد حمد، المدير التنفيذي لمجلس حقوق الإنسان الأمريكي (AHRC-USA) الشكر لكل من ساهم في تحويل هذه الرؤية التي قادها المركز الإسلامي إلى حقيقة على أرض الواقع.

وتابع قائلًا: “إن المجتمع ككل ممتن بشكل خاص لدولة وشعب قطر لمساهمتهم السخية في هذا المشروع التاريخي”.

وأضاف “في حين أن قطر دولة صغيرة على الخريطة، إلا أنها تترك بصمة عملاقة في العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة”.

تكريمات سابقة لـ”محمد علي”

جدير بالذكر أن محمد علي كلاي هو رياضي وملاكم أمريكي يعتبره الكثيرون أبرز وأعظم ملاكم في تاريخ اللعبة على مر العصور، واختارته مجلة “سبورتس إيلاستريتد” كأفضل رياضي في القرن العشرين، متفوقًا بذلك على العديد من الرياضيين في المجالات الأخرى مثل لاعب الكرة البرازيلي “بيليه” والأرجنتيني “ديجيو مارادونا”.

وكان محمد علي كلاي يتمتع بكاريزما مؤثرة جعلته يحظى باهتمام الجماهير وحبهم، وقد حقق خلال مسيرته العديد من الإنجازات المهمة، كما اشتهر أيضاً بنشاطاته الخيرية.

وبالإضافة إلى إطلاق اسمه على الحدائق العامة يعرف التاريخ الأمريكي الحديث تكريمات أخرى لشخص واسم بطل الملاكمة العالمي الأسطورة “محمد علي كلاي”، فتكريًما له وتخليدًا لذكراه قررت مدينة (لويزفيل) بولاية كنتاكي إطلاق اسمه على مطارها باعتباره ابن المدينة الكبير.

ووقتها قال رئيس بلدية المدينة “غريغ فيشر”: “محمد علي ترك ميراثًا من القيم الإنسانية والرياضية التي ألهمت مئات الملايين من البشر، من الجميل أن نخلد اسمه عبر مطار المدينة”.

فيما قال “جيم ويلش” رئيس مجلس هيئة المطارات: “هذا يؤكد للعالم مدى فخرنا بربط اسم محمد علي ليس بمدينتا فقط، بل بمطارنا الكبير”.

كما تم تكريم اسم محمد علي بوضع نجمة له في شارع المشاهير في هوليوود تكريمًا له وتخليدًا لاسمه، ومن الطريف أن محمد علي كان الشخص الوحيد الذي رفض وضع نجمة له في هذا الشارع الشهير في البداية قائلًا: “أنا اسمي على اسم النبي الذي أؤمن به «محمد»، وأرفض تمامًا أن يوضع اسم «محمد» على الأرض.

وبالفعل قررت هوليوود أن تضع نجمة باسم “محمد علي” على حائط في الشارع وليس على الأرض كباقي المشاهير. وحتى وقتنا هذا لا يوجد أي من المشاهير اسمه مرفوع على الحائط غير «محمد علي»، أما باقي المشاهير فأسماؤهم على الأرض!.

للمزيد اقرأ: من أكثر 10 أسماء انتشارًا .. كيف ينظر الأمريكيون لاسم “محمد”؟

كلاي الأسطورة

ولد محمد علي كلاي باسم “كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور” لعائلة أمريكية سوداء من الطبقة المتوسطة، وبدأ الملاكمة بالصدفة وهو بعمر 12 عامًا.

واستطاع تحقيق العديد من البطولات المحلية والانتصارات قبل أن يبلغ 18 عامًأ، ونال الميدالية الذهبية لأولمبياد روما الصيفية عام 1960 عن فئة وزن الخفيف الثقيل. وقال في عام 1975 إنه ألقى بالميدالية في أحد الأنهار بعد أن رفضوا تقديم الخدمة له بمطعم في لويزفيل، وتعرض للمطاردة والتحرش من قبل مجموعة من البيض.

وفي أكتوبر عام 1960 اتجه “كلاي” إلى عالم الاحتراف، حيث خاض خلال السنوات الثلاث التالية 19 نزالاً، فاز بها جميعًا، من بينها 15 بالضربة القاضية.

وفي أول مباراة له على مستوى الاحتراف، التي أقيمت عام 1960 فاز “كلاي” على “توني هونساكر”، الذي كان في هذا الوقت رئيسًا للشرطة في فايتفيل في ويست فرجينيا، وبعد ذلك ارتبط محمد علي وهونساكر بعلاقة صداقة قوية، وكتب محمد علي في سيرته الذاتية بعد ذلك أن “هونساكر” وجه له واحدة من أقوى الضربات التي تلقاها طوال مسيرته مع اللعبة.

كما حقق “كلاي” المفاجأة في فبراير عام 1964 بهزيمته لبطل العالم في الملاكمة -آنذاك- “سوني ليستون”، وفاز بلقب بطولة العالم لملاكمة المحترفين للوزن الثقيل للمرة الأولى، مسجلاً حينها رقمًا قياسيًا كأصغر ملاكم ‏(22 عامًا) يحقق لقب البطولة في هذا المضمار. كما فاز ببطولة العالم للملاكمة 3 مرات، وهو إنجاز غير مسبوق في حلبات الملاكمة.

ويعتبر موقفه من الحرب الأمريكية مع فيتنام من أبرز مواقفه، حيث رفض الانضمام للجيش الأمريكي عام 1967، وحُكم عليه بالسجن لمدة 5 أعوام، وتم سحب الألقاب الرياضية منه، ولم يتمكن من خوض أي مباراة في الملاكمة في وقت كان فيه في أوج قوته وتألقه، ولم يدخل السجن خلال المحاكمة، وألغت المحكمة العليا الأمريكية قرار السجن في العام 1971.

وفي عام 1970 عاد للملاكمة وفاز ببطولة العالم في عامي 1974 و1978، وحصل محمد علي كلاي على العديد من الأوسمة منها وسام الحرية ووسام المواطن.

اعتناقه الإسلام

في عام 1965 أعلن اعتناقه الإسلام، وكان وراء إسلامه الصديق المقرب والحميم له، المفكر الأمريكي، مالكوم إكس، واعتنق “كلاي” الإسلام ولم يولِ اهتمامًا لما سيحدث من انتقاص لشعبيته.

ويقال إنه تلقى تعاليمه الدينية من تاجر شرقي اسمه “دبليو دي فراد”، وهو أمريكي ذو أصل أفريقي، استطاع أن يكون مقبولاً لدى الأمريكيين، وعلَّم “كلاي” مبادئ الدين الإسلامي، التي كان يتلقاها أثناء تردده على المساجد سرًا.

وبعد إقصائه الملاكم الشهير “ليستون” عن عرش الملاكمة عام 1964، أعلن كلاي اعتناقه الإسلام عام 1965، وتغيير اسمه إلى محمد علي، محتفظًا باسمه الأخير “كلاي”، الذي يعتبره اسم العبودية، ويعني “الطين” باللغة الإنجليزية.

اعتزازه باسمه

وشاع عن “محمد علي كلاي” اعتزازه وفخره باسم “محمد” بعد إسلامه، وكان يباهي دئمًا بأنه يحمل اسم النبي “محمد”، ورفض أن ينادى بغيره، وكان يرفض أي إساءة له.

ومن الوقائع الشهير المتعلقة باسم “محمد علي كلاي تلك الواقعة التي حدثت له عندما قام منافسه “فلويد باترسون” بالسخرية منه بعد تحوله للإسلام وتغييره لاسمه من “كاسيوس” إلى “محمد”.

وسخر “باترسون” من هذا الأمر في أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة، وتوعده بأنه سيبرحه ضربًا وسيجعله يعود إلى رشده وإلى اسمه القديم، بل وقام بأداء أغنية في البرنامج أعلن فيها تحديه لـ”كلاي”، وظل يناديه فيها باسمه القديم.

ولأن “كلاي” كان يعتز بإسلامه وباسمه الجديد “محمد” فقد اعتبر سخرية “باترسون” منه إهانة لدينه الإسلام، وهو ما زاد غضبه تجاه “باترسون”، وزاده عزمه على أن يلقنه درسًا لا ينساه.

وبالفعل جاءت اللحظة الحاسمة، وكانت المواجهة الشهيرة بين “كلاي” و”باترسون” على حلبة الملاكمة، ووقتها تخلى كلاي عن أسلوبه بالدفاع في الجولات الأولى وادخار أنفاسه للجولات الأخيرة، وانقض على خصمه كالأسد الجسور بعد أول دقة جرس، وكال له اللكمات في جميع الاتجاهات.

وبعد أن تلقى منافسه اللكمات تلو الأخرى بدأ يترنح في الجولتين الأولى والثانية، حتى تلقى الضربة القاضية في الجولة الثالثة، وسقط مغشيًا عليه، عندها اقترب منه محمد على وصرخ بأعلى صوته: “ما هو اسمي؟”.. وظل يرددها عدة مرات قائلًا: “أنا اسمي “محمد” وافتخر بذلك”.

وفاة الأسطورة

اعتزل “محمد علي كلاي” الملاكمة عام 1981، وبعدها بـ3 سنوات وبالتحديد في عام 1984 أصيب بمرض “باركنسون”، أو ما يعرف بـ”الشلل الرعاش”، الذي يشير مراقبون إلى أنه أثر فيه بدنيًا، وجعله غير قادر على الحركة، وعلى الكلام تقريبًا، لكن القريبين منه أكدوا أنه لم يفقد روح الدعابة والحس الفكاهي، أو حرصه على إيمانه الديني.

وظل “كلاي” بقية حياته يعاني من هذا المرض الذي أسس مركز علاج خاص به لمعالجة الحالات المصابة بهذا المرض، وكان يقود حملات عدة لجمع التبرعات لهذا المركز.

وفي يوم الخميس 2 يونيو من عام 2016، في مدينة فونيكس، حيث كان يقيم فترة من الوقت كل عام بولاية أريزونا، تعرض “محمد علي كلاي” لأزمة طارئة، وتدهورت حالته الصحية، وتم نقله إلى المستشفى بسرعة لمعالجته من مشاكل تنفسية.

واستمرت حالته الصحية في التدهور، وتوفي في اليوم التالي بالمستشفى عن 74 عامًا، بعد صراع طويل مع داء “باركنسون”، وأقيمت جنازته في مسقط رأسه لويسفيل، في ولاية كنتاكي.

وتحول حفل تأبين محمد علي كلاي، إلى منصة للدفاع عن الإسلام والقضايا العادلة التي ناضل من أجلها طول حياته، كما أقيمت صلاة الجنازة عليه وفق الشعائر الإسلامية في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي.

أقوال ملهمة

ترك “محمد علي كلاي” إرثًا تاريخيًا عظيمًا، وكانت قصة حياته ملهمة للكثيرين حول العالم، كما ترك في وجداننا الكثير من المواقف التي لا تنسى، وكذلك الكثير من المقولات الملهمة مثل:

-“كرهت كل لحظة من لحظات التدريب، لكنني كنت أقول لنفسي، لا تستسلم، عاني الآن وستعيش بطلاً بقية حياتك”.

-“أعرف طريقي جيدًا وأعرف الحقيقة، لا يجب أن أكون كما يريدونني، أنا حر في أن أكون من أريد”.

-“الأبطال لا يتم صناعتهم في صالات التدريبات الرياضية، الأبطال يُصنعوا من شيء في أعماقهم، رغبة وحلم ورؤية، يجب أن يكون لديهم المهارة والإرادة، لكن الإرادة يجب أن تكون أقوي من المهارة”.

-“إذا كان لدي عقل يتصور وقلب يؤمن، أستطيع أن أحقق أي شيء”.

للمزيد اقرأ: قصة صورة.. الأسطورة “كلاي” ينتصر لاسم “محمد”

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى