المحكمة العليا تلغي القيود المفروضة على الوصول إلى حبوب الإجهاض

أصدرت المحكمة العليا الأمريكية قرارًا يُبقي على حق الوصول إلى حبوب الإجهاض، ورفضت المحكمة القيود التي فرضتها محاكم أدنى درجة على عقار الميفيبريستون شائع الاستعمال، وسمحت ببقاء هذا الدواء موجوداً، مع الحفاظ على الوضع الراهن، وفقًا لوكالة “رويترز“.
وتتمتع المحكمة العليا بأغلبية محافظة (6 مقابل 3)، واعترض اثنان من أعضاء المحكمة المحافظين علنًا على القرار، وهما القاضي كلارنس توماس والقاضي صموئيل أليتو.
ولم يقدم القاضي توماس أسبابًا لمعارضته، بينما كتب القاضي أليتو أن المحكمة العليا تعرضت لانتقادات في الماضي لإصدارها أوامر بشكل طارئ.
من جانبه رحب الرئيس جو بايدن بقرار المحكمة العليا، بينما تستمر القضية قانونياً، حيث تدافع إدارته عن الوصول الواسع إلى العقار في أحدث معركة قانونية شرسة بشأن حق الإجهاض.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حكم قاضي محكمة تكساس، ماثيو كاكسماريك، بتعليق موافقة إدارة الدواء والغذاء على استخدام عقار الميفيبريستون، قائلاً إن الوكالة انتهكت القواعد الفدرالية التي سمحت بتسريع الموافقة على بعض الأدوية، وإنها أخطأت في تقييمها العلمي للدواء.
وجاء قرار كاكسماريك بعد أن أثارت مجموعة من الخبراء الصحيين المناهضين للإجهاض القضية، وشككوا في سلامة استخدام الميفيبريستون على المدى الطويل.
وصدر حكم كاكسماريك في 7 أبريل قبل دقائق فقط من صدور قرار قاض في ولاية واشنطن، يأمر إدارة الغذاء والدواء بعدم إجراء أي تغيير على توافر العقار، والحفاظ على الوصول إليه في 17 ولاية.
واستأنفت إدارة بايدن قرار محكمة تكساس، وطلبت بوقف تنفيذه، وقالت محكمة استئناف إن عقار الميفيبريستون يمكن أن يبقى متاحًا، لكن مع بعض القيود، بينما كان الاستئناف قيد النظر.
ومن بين القيود التي فرضتها محكمة الاستئناف في الدائرة الخامسة، وضع حد لإرسال الحبوب عبر البريد، ما يتطلب فعليًا التواجد شخصيًا لشرائه، وألغيت هذه القيود في الوقت الحالي من قبل المحكمة العليا.
ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد ينتج عن هذه القضية تداعيات واسعة النطاق فيما يخص مسألة الإجهاض، خاصة وأن القرار الجديد للمحكمة العليا يأتي بعد أن ألغت المحكمة في يونيو من العام الماضي حكمها القديم في قضية “رو ضد ويد”، لتنهي بذلك الضمان الوطني للإجهاض وتمنح الولايات سلطة حظره.
وبعد صدور قرار اليوم الجمعة، ستعود قضية الميفيبريستون إلى الدائرة الخامسة لمحكمة الاستئناف، ومن المحتمل أن تُعرض على المحكمة العليا مرة أخرى، لتصدر أهم حكم في قضية الإجهاض منذ إلغاء قضية ” رو ضد ويد”.
والميفبريستون هو جزء من نظام يشمل دوائين، ويمثل الآن أكثر من نصف حالات الإجهاض في البلاد. وقد استخدم من قبل أكثر من خمسة ملايين امرأة في الولايات المتحدة لإنهاء حملهن.
وحظي الدواء بداية على موافقة إدارة الغذاء والدواء منذ أكثر من 20 عاماً، وذلك بعد 4 سنوات من المراجعة. وسبق أن قالت المنظمات الطبية الرئيسية، بما في ذلك الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد ومنظمة الصحة العالمية، إن حبوب الإجهاض آمنة وفعالة.