
تسببت الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر في انسحاب المنتخب المغربي لكرة القدم عن بطولة أمم إفريقيا للمحليين المقامة في الجزائر، على خلفية إغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية.
وكان لاعبو المنتخب المغربي قد غادروا مطار الرباط سلا ظهر اليوم الجمعة على متن حافلة، بعد أن ظلت طائرتهم تنتظر منذ الصباح الحصول على ترخيص لدخول الأجواء الجزائرية.
ورهن الاتحاد المغربي لكرة القدم مشاركته في البطولة بالسفر في رحلة مباشرة إلى مدينة قسنطينة الجزائرية على متن طائرة مغربية، وهو ما لم تستجب له الجزائر.
وقالت الجزائر إنها ليست مطالبة بتوفير خط طيران مباشر من الخارج إلى المدينة التي تحتضن الحدث، مشيرة إلى أن لوائح الهيئة المنظمة، وهي الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم “كاف” تفرض على البلد المنظم توفير وسائل النقل للفرق المشاركة داخليًا فقط.
ومنذ 22 سبتمبر 2021 أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.
وبعد أيام من الجدل حول مشاركة المنتخب المغربي في البطولة أعلن رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع، أن المنتخب المغربي لن يتمكن من المشاركة في البطولة نظرا لعدم تلقيه ترخيص يتيح إقلاع الطائرة مباشرة من مطار سلا بالرباط إلى الجزائر.
وأشار لقجع إلى أن “هؤلاء الشباب استعدوا طويلا لهذه المناسبة” مبديًا حزنه وأسفه لعدم تمكنهم من التنقل إلى الجزائر للمشاركة في البطولة التي يحمل لقبها.
والمغرب هو بطل النسختين الأخيرتين في هذه المنافسة عام 2018 على أرضه و2020 في الكاميرون.
تصريح السيد فوزي لقجع عند استقبال رئيس الفيفا والكاف
🎙️Statements of President Fouzi Lekjaa after Gianni Infantino, President of FIFA & Patrice Motsepe, President of CAF arrival in Morocco 🇲🇦 pic.twitter.com/44GbbOfLGT
— FRMF (@FRMFOFFICIEL) January 13, 2023
مشكلة سياسية أم تقنية؟
ووفقًا لموقع “الحرة” فقد اعتبر العديد من المحللين الرياضيين الجزائريين أن عدم مشاركة المغرب، في البطولة “قرار سياسي” مشيرين إلى أن رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع، “حاول منذ البداية إعطاء قضية مشاركة منتخب بلاده في البطولة التي تحتضنها الجزائر، طابعًا سياسيًا، لإحراجها أمام الرأي العام الدولي”.
🚨بلاغ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم pic.twitter.com/FBGCkWXKK1
— FRMF (@FRMFOFFICIEL) January 12, 2023
وأشاروا إلى أن وفدًا مغربيًا شارك مؤخرًا في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي احتضنتها مدينة وهران بالجزائر، دون أية مشاكل، كما شارك منتخب المغرب لأقل من 17 سنة، في كأس العرب لكرة القدم التي احتضنتها الجزائر، في الفترة من 23 أغسطس إلى 8 سبتمبر 2022، ولم تحدث أي مشكلات حول التنقل.
وكانت المباراة النهائية لكأس العرب لأقل من 17 سنة قد جمعت بين فريقي الجزائر والمغرب، وانتهت بفوز الجزائر، وحدثت مناوشات بين لاعبي الفريقين أغضبت المغرب.
بينما قال محللون رياضيون مغربيون إن المشكلة التي منعت المنتخب المغربي من المشاركة هي مشكلة تقنية، حيث أن المنتخب المغربي مرتبط بعقد مع الخطوط الملكية المغربية، ولذلك فإن جميع تنقلاته الخارجية يجب أن تكون على متن هذه الخطوط بما أنها الراعي الرسمي للفريق.
وطالب خبراء البلدين بضرورة طي صفحة الخلاف بينهما والنأي بالرياضة عن كل ما هو خلافي في سبيل تخفيف التوتر من جهة، وترك كرة القدم تجمع بين الشعبين مجددًا من جهة ثانية، وأن تبقى الرياضة بعيدة عن كل ما يعكر صفو العلاقات الطيبة بين الشعبين.
علاقات متوترة
جدير بالذكر أن العلاقات بين المغرب والجزائر تشهد توترًا منذ عقود بسبب قضية الصحراء الغربية ودعم الجزائر لجبهة البوليساريو.
وتقترح المغرب التي تسيطر على نحو 80 بالمئة من المنطقة المتنازع عليها التفاوض حول منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادتها، في حين تطالب جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة. وزاد التوتر عندما أعلنت الجزائر في أغسطس الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط.