
أثار طفل عراقي الكثير من الجدل خلال الساعات الماضية، بعد انتشار فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يمطر راقصة بالأموال في ملهى ليلي.
وظهر الطفل والفيديو وهو ينثر النقود على راقصة داخل ملهى “لو مرديان” الليلي بطريقة غير لائقة لا تناسب براءة الأطفال، وسط استنكار النشطاء الذي وصفوا المشهد بالانحطاط الأخلاقي والاغتيال المبكر للطفولة.
واستفز الفيديو كثيرون وأثار حفيظتهم، وتساءلوا عن كيفية استدراج الأطفال دون السن القانونية إلى الملاهي الصاخبة ومحال السهر الليلي التي تقدم عادة مشروبات كحولية وليالي ماجنة، مطالبين بحماية الأطفال ومنع استغلالهم من خلال قوة القانون.
وأكدوا أن هذه النوادي الليلية تحتاج إلى رقابة مشددة وفرض قيود وتشديد عال بمنع الأطفال والمراهقين دون السن القانونية من ارتياد هذه الأماكن وتقنين العمل للحول دون استهداف الطفولة مرة أخرى.
من جانبها تحركت الشرطة العراقية تجاه الواقعة وبدأت البحث عن الطفل الذي ظهر في الفيديو، وبادرت بغلق الملهى، مؤكدة أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق أصحاب الملهى، ومتابعة الطفل والبحث عن عائلته.
ووفقًا لما نقله موقع “العربية” عن شهود عيان فإن الطفل المذكور ينحدر من مدينة البصرة ويسكن مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، وكان يعمل بائع شاي في قلعة أربيل، وهو مكان سياحي يرتاده السياح، ولكنه اختفى منذ أيام ليظهر في أحد النوادي الليلية.
فيما أشار خبراء إلى أن المشهد الذي حدث يعارض حقوق الطفل ويُعتبر استغلالا للأطفال، ويندرج تحت محاولات ضرب البنية الأساسية للمجتمع والأسرة، عن طريق تلويث أفكار الأطفال بسلوكيات تنافي الدين والعرف والأخلاق، بالإضافة إلى انتهاك حق الطفولة في التعلم، وسط مطالبات بمحاسبة ذوي الطفل، وتحميلهم مسؤولية الخطر المترتب على ذلك.
فيما اعتبر آخرون أن ما حدث إفراز طبيعي للظروف الصعبة التي يعيشها العراق ونتيجة طبيعية أيضًا لما مر به المجتمع العراقي من تغييرات كبيرة أدت لظهور ظواهر سلبية جديدة تستهدف المجتمع ككل ومن ضمنها الطفولة.
وأشاروا إلى أن مشاهد مماثلة ظهرت خلال الفترة الماضية منها فيديو لأحد الآباء وهو يصوب سلاحه على سيكار فوق رأس ابنه، وكذلك ظهور إحدى عارضات الأزياء المعروفة وهو تسقي ابنها الصغير مشروبات كحولية، وهي ظواهر تهدم الطفولة وتثبت عدم أهلية بعض العائلات في تربية الطفل وتسويقه للمجتمع كمواطن صالح.