أكبر طائرة في العالم تُحلّق في سماء كاليفورنيا

نجحت شركة الطيران الأمريكية ستراتولونش Stratolaunch في إجراء تجربة ناجحة لتحليق أكبر طائرة في العالم فوق كاليفورنيا بسرعة تفوق سرعة الصوت.
وقال تقرير نشرته جريدة “ديلي ميل” البريطانية، إن الشركة نجحت للمرة الأولى في إطلاق نموذج أولي لطائرتها الأضخم على الإطلاق، التي تشبه حرف (H)، وتفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس مرات.
تجربة ناجحة
وانطلقت الطائرة الضخمة، التي تحمل اسم (Roc)، من ميناء موجاف الجوي والفضائي Mojave Air and Space وحلقت في السماء فوق صحراء موجاف بولاية كاليفورنيا. واستمرت الرحلة التجريبية للطائرة لمدة 5 ساعات و6 دقائق، ووصلت إلى أقصى ارتفاع عند 23000 قدم (7000 متر).
وتعد هذه هي الرحلة التجريبية الثامنة للطائرة العملاقة، ولكنها الأولى مع حمولة متصلة بين جسمي الطائرة. حيث أثبتت الطائرة خلال التجربة أنها قادرة على رفع طائرة أخرى من طراز (Talon-A) المصممة للانطلاق من الجو.
وجاء تحليق الطائرة أمس الجمعة بعد رحلتها التجريبية السابعة الناجحة التي تمت في يونيو الماضي، حيث وصلت إلى ارتفاع أقصى قدره 27000 قدم (8200 متر)، محطمة بذلك الرقم القياسي الخاص بها.
بينما كانت رحلتها التجريبية السادسة في يونيو أيضًا، لكنها انتهت مبكرًا بعد 90 دقيقة فقط بسبب نتيجة اختبار غير محددة أكدت أنها لن تكمل هدفها.
وكان قد تم إجراء كل من رحلتي الاختبار الرسميتين الأولى والثانية في أبريل 2021، على الرغم من أن رحلتها الأولى كانت في أبريل 2019، وظهرت لأول مرة من حظيرة الطائرات في مايو 2017 لبدء سلسلة من الاختبارات الأرضية.
طائرة عملاقة
وتوصف الطائرة (Roc)، بأنها أكبر طائرة في العالم بسبب جناحيها البالغ طولهما 383 قدماً، وهي مرتبطة بقوة ببرج في وسط أجنحتها.
أما الطائرة نفسها فيبلغ طولها 28 قدماً (8.5 متر) وهي أعرض من طول ملعب لكرة القدم من المرمى إلى المرمى، ويبلغ عرضها حوالي 345 قدمًا، فيما يبلغ وزنها ما يقرب من 500 ألف رطل (230 ألف كجم) بدون أي شحنة، ولكن يمكن أن تقلع بحد أقصى بوزن 1.3 مليون رطل (590 ألف كجم تقريباً). ويمكنها حمل الحمولات بسرعة تبلغ خمسة أضعاف سرعة الصوت.
وتحتوي الطائرة على جسمين توأمين على شكل حرف (H)، وهي مركبة مائية متعددة الهيكل تتميز بهيكل متوازٍ من نفس الحجم، ويقودها طاقم مكون من ثلاثة أشخاص- طيار ومساعد طيار ومهندس طيران- يجلسون في جسم الطائرة الأيمن، ويوجهون الطائرة، بينما يحتوي جسم الطائرة الأيسر على ما يشبه قمرة القيادة لكنها فارغة.
وتعمل طائرات ستراتولونش بنفس نوع المحركات التي تستخدمها بوينج 747، وتبلغ سرعتها القصوى 530 ميلاً في الساعة (853 كم/ ساعة).
وبالإضافة إلى عرضها الذي حطم الأرقام القياسية، تتمتع الطائرة Roc بارتفاع مثير للإعجاب- فهي تقف على ارتفاع 50 قدمًا بداية من الأرض إلى الجزء العلوي من ذيلها الرأسي، وهي مسافة أطول من مبنى مكون من أربعة طوابق.
حلم يتجسد
من جانبه قال زاكاري كريفور، الرئيس التنفيذي لشركة ستراتولونش: “لقد أجرينا مجموعة متنوعة من الاختبارات الأرضية تحسباً لهذه الرحلة المحمولة الأولى، ومع كل اختبار ناجح تم تحقيقه، نقوم ببناء الثقة في أن الطائرة ستعمل تماماً كما تم تصميمها”.
وأضاف: “إنه لأمر ممتع أن نرى العمل الشاق للفريق يتجسد في الواقع، وأن نرى المركبات تطير كنظام متكامل”.
وأوضح أنه تم إجراء هذه الرحلة حتى يتمكن المهندسون من قياس الأحمال الديناميكية الهوائية التي تشعر بها مركبة (Talon-A) أثناء توصيلها بالطائرة الأم (Roc)، والتي ستكشف عما إذا كانت آلية التحرير ستعمل وفق تصميمها.
والمركبة (Talon-A) هي واحدة من سلسلة مركبات (Talon) التي تعمل بالطاقة الصاروخية التي طورتها شركة “ستراتولونش”، والتي يمكن أن تصل سرعاتها إلى (6 ماخ) أي 6 أضعاف سرعة الصوت.
وستجري (Roc) الآن اختبار إسقاط للنموذج الأولي فوق المحيط الهادئ في ديسمبر المقبل، وإذا نجحت الشركة فإنها تهدف إلى إطلاق أول مركبة اختبار تفوق سرعتها سرعة الصوت في العام 2023.
خدمات تجارية مذهلة
وتسعى شركة “ستراتولونش” أيضاً لتصنيع أول وثاني مركباتها التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي يمكن إعادة استخدامها بالكامل، بينما تستعد لتقديم خدمات طيران تفوق سرعة الصوت للعملاء الحكوميين والتجاريين اعتباراً من العام المقبل.
ومن المتوقع أن تصبح طائرة (Roc) الطائرة الأسرع في عالم الطيران التجاري عندما تدخل إلى الخدمة خلال السنوات المقبلة.
جدير بالذكر أن شركة Stratolaunch تم تأسيسها في عام 2011 من قبل المؤسس المشارك لشركة Microsoft الراحل بول ألين، وتهدف إلى الحصول على القدرة التشغيلية الكاملة بحلول منتصف إلى أواخر عام 2023.
وتوفي ألين عن عمر يناهز 65 عامًا في أكتوبر 2018 بسبب مضاعفات سرطان الغدد الليمفاوية، قبل أقل من عام من تحليق طيران ستراتولونش لأول مرة.
وعندما تأسست شركة Stratolaunch في عام 2011، قدرت تكلفة المشروع في البداية بنحو 215 مليون جنيه إسترليني (300 مليون دولار)- ولكن تم تقييمها أعلى في عام 2019، حيث بلغت 400 مليون دولار، وفقًا لـ CNBC.
وكان ألين ينوي أن تطلق طائرة ستراتولونش صواريخ محملة بالأقمار الصناعية إلى الفضاء من الجو، ولكن بعد رحلتها الأولى اشترتها شركة سيربيروس كابيتال مانجمنت، حيث يخطط ملاكها الجدد لعملية طموحة تتمثل في استخدامها كطائرة حاملة لإطلاق مركبات أبحاث الطيران التي تفوق سرعتها سرعة الصوت التي يعاد استخدامها.