عمرو البيومي: هوليوود حصرتنا في صورة العنف والإرهاب ويمكن تغيير ذلك من خلال فنانينا العرب وقصصنا الخاصة

ترجمة: مروة مقبول – في لقاء له عبر أثير إذاعة صوت العرب من أميركا، قال الممثل المصري الأمريكي عمرو البيومي إن قرارًا بسيطًا اتخذته والدته وأصرت عليه كان له الفضل في تغيير حياته بشكل كبير، وتبنيه لقضية تغيير الصور النمطية المعادية للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة، بحسب صحيفة Daily News.

إحساس أم!
وخلال استضافته في برنامج The Ray Hanania Show، الذي يقدمه الصحفي المخضرم راي حنانيا، ويذاع عبر أثير “راديو صوت العرب من أمريكا“، برعاية “عرب نيوز“، أوضح عمرو البيومي أنه بدأ حياته المهنية كمحام في الساحل الشرقي، وأنه كان يقضي الكثير من الوقت في عمله لدرجة فَقَد معها الكثير من وزنه.
وأضاف أنه عندما قرر أن يذهب إلى لوس أنجلوس لزيارة أحد الأصدقاء، منعته والدته من ذلك بسبب شعوره الدائم بالتعب والإرهاق.
وكان البيومي قد حجز بالفعل تذكرة للسفر من واشنطن العاصمة على الرحلة رقم 77 التابعة لخطوط طيران “أمريكان إيرلاينز”، وبعد تدخُل والدته، قام بإلغاء سفره مساء يوم 10 سبتمبر 2001.
وأوضح قائلًا: “أنا كمسلم مصري أمريكي كدت أن أموت يوم 11 سبتمبر لولا أمي!”، فقد تحطمت الرحلة التي كنت سأسافر عليها بعد أن تم اختطافها واستخدامها لتفجير مبنى وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” في 11 سبتمبر 2001، مما أسفر عن مقتل 64 شخصًا من الركاب وطاقم الطائرة و125 من موظفي البنتاغون.
وقال إن هذه التجربة غيرت مسار حياته المهنية من المحاماة التي ظل يمارسها لأكثر من 20 عامًا إلى التمثيل والإنتاج، وجعلته يفكر في إنتاج فيلم قصير يحكي قصة نجاته من موت محقق.
وأضاف أنه رغم ذلك، كان عليه أن يقبل الأدوار ويرفضها بحرص من أجل تحقيق هدفه الأكبر، وهو تغيير الصور النمطية المعادية للعرب والمسلمين.
وبالنسبة له، فإن هناك مطلبين رئيسيين لتحقيق ذلك من وجهة نظره، أولها هو ضرورة وجود فنانين عرب في أدوار رئيسية، كما هو الحال مع الممثل المصري الأمريكي رامي مالك، الذي لعب دور المطرب الرئيسي في فريق “كوين” Queen. لكنه أشار إلى أن وجود مثل هؤلاء الفنانين بالفعل ليس كافيًا بالقدر الذي ينبغي أن تكون عليه الأمور.
وتابع قائلًا إن المطلب الثاني يتعلق بكيفية تصوير العرب كشخصيات في الأعمال الفنية، سواء العرب أم المسلمين.. مشيرًا إلى أن “ما نراه حقًا هو تمثيل محدود جدًا للعرب والمسلمين عندما يظهرون كشخصيات في السينما والتلفزيون. وقال البيومي إن هذا التصوير للشخصية العربية عادة ما يكون في سياق الإرهاب!
وأضاف: “نخسر على كل الجبهات. يتم تمثيلنا في من خلال نظرة ضيقة على أننا إرهابيون قبيحون أو متوحشون أو عنيفون. وعندما يتعلق الأمر بقصصنا الخاصة، مثل “آلهة مصر” و “علاء الدين” مؤخرًا، لا يمكننا أن نلعب هذه الأدوار، على الرغم من أن بعض المنتجين قد عبروا عن ندمهم لعدم اختيار ممثلين عرب لهذه الأدوار”.
صور نمطية
وقال البيومي إن هناك دراسات قد تم إجراؤها بين عامي 2017 و 2019، تشير إلى أن هناك حوالي 1.6% شخصية عربية مسلمة فقط من إجمالي 9 آلاف شخصية تمثل هذه الفئة مقارنةً بسكان العالم البالغ 24%. واستطرد قائلًا إنه برغم ذلك، “فإننا في عداد المفقودين أو أننا لا نروي قصصنا الخاصة، أو أننا في هذا الصندوق من الإرهابيين”، وأكد على أن هذا هو ما يحاول تغييره.
وقال إنه رفض العديد من الأدوار التمثيلية القائمة على العنف والإرهاب و”الصور النمطية القبيحة”.. طبقات العنصرية.. والقوالب النمطية العربية التي تتبنى منظور واحد فحسب “تحاول هوليوود كتابته لأفلام يشارك فيها العرب والمسلمون.
واعترف بأن الأمر لم يكن سهلًا في بداية مشواره الفني، لكن تمكن من النجاح رغم ذلك. درس التمثيل في لندن ثم انتقل إلى نيويورك حيث قام ببعض الأعمال في مسلسلات تلفزيونية. وهو يعيش الآن بين واشنطن العاصمة ومدينة نيويورك، حيث يتابع أدوارًا تمثيلية تخدم قضيته وتحقق هدفه.
مسيرة نجاح
يلعب البيومي الدور الرئيسي في مسلسل “عزيزي إدوارد” الذي يتكون من 10 حلقات، حيث تدور أحداثه حول سائق شاحنة فلافل. تستند الشخصية إلى رواية نيويورك تايمز الأكثر مبيعًا من تأليف آن نابوليتانو، والتي تستكشف حياة صبي يبلغ من العمر 12 عامًا نجا من حادث تحطم طائرة أودى بحياة جميع الركاب الآخرين على متن الرحلة ، بما في ذلك أفراد عائلته. .
كما ظهر في العديد من المسلسلات التليفزيونية، بما في ذلك المسلسل الشهير لشبكة NBC الذي يحمل عنوان “Law & Order” ، وسلسلة شبكة CBS وهي “The Code”، كما اشترك في فيلم “El Mahal” (المتجر)، وهو فيلم حاز على العديد من الجوائز، بما في ذلك أفضل فيلم قصير باللغة الأجنبية في مهرجان “مارينا ديل ري” السينمائي.
وأعاد البيومي الفضل في نجاحه في مجال التمثيل إلى العديد من الممثلين المصريين الذين مهدوا له الطريق بأعمالهم الفنية المميزة في هوليوود، ومن أشهرهم عمر الشريف وسيد بدرية ورامي مالك وأحمد أحمد الذي يعتبر من أشهر الممثلين الكوميديين من أصول عربية في البلاد.
وقال إن العرب الأمريكيين يمكنهم إعادة تعريف كيفية تصويرهم في هوليوود، من خلال سرد قصصهم الخاصة وتغيير سياق العنف والإرهاب الذي يتم فيه تصوير العرب والمسلمين الذي من شأنه أن يعلق في ذهن المشاهدين على أنها صفة عربية أو إسلامية متأصلة.
وأضاف “أرحب بفرصة أن أكون قادرًا على كشف هذه القضايا وتقديم دعمي للإخوة العرب والمسلمين الذين يريدون أن يصبحوا فنانين. ربما لأنني كنت محاميًا لمدة 20 عامًا، ومن دواعي سروري حقًا أن أصبح ممثلاً، فإنني أبذل قصارى جهدي لدعم أي شخص، وخاصة العرب والمسلمين المهتمين بأن يكونوا فنانين وأن يشاركوا ويكتبوا قصصهم الخاصة. هذه حقًا رسالتي النهائية إلى الأجيال الأصغر والأكبر سنًا. علينا أن نحكي قصصنا الخاصة. لا يمكننا أن ننتظر هوليوود!”.