55 عامًا على مهاجمة إسرائيل للسفينة ليبرتي.. لماذا تكتم أمريكا شهادات الجنود الناجين؟

ترجمة: مرة مقبول – يوم الثامن من يونيو عام 1967، هو يوم يجب على العالم تذكره، فهو اليوم الذى هاجمت فيه إسرائيل السفينة الأمريكية (يو إس إس ليبرتي USS Liberty)، وهى سفينة استخبارات تابعة للبحرية الأمريكية تعرضت لهجوم فى قبل طائرات إسرائيلية خلال حرب الأيام الستة، التي وقعت بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.
سيقوم الناجون من هذا الهجوم الإسرائيلي على السفينة (USS Liberty) بإحياء ذكرى مرور 55 عامًا على الحادث في مقبرة أرلينغتون الوطنية بواشنطن العاصمة وفندق هوليداي إن في أرلينغتون بولاية فيرجينيا في الفترة من السادس إلى الثامن من يونيو المقبل.
وبشهادة الناجين، قامت الطائرات العسكرية الإسرائيلية بهجوم مكثف على السفينة، التي كانت متواجدة قبالة سواحل سيناء في مياه البحر المتوسط في اليوم الرابع لما يُعرف باسم “النكسة” في التاريخ المصري، حيث حلقت 4 طائرات فوقها وقامت بقصفها.
ومن بين طاقم مكون من 294 ضابطًا وبحارًا، بما في ذلك ثلاثة مدنيين، قُتل 34 وأُصيب 173 وألحقت أضرارًا بالغة بالسفينة. ولكن لماذا هاجمت إسرائيل سفينة تابعة لدولة تعد من أخلص حلفائها؟ وهل كان الهجوم خطأ أم متعمدًا؟
إسرائيل تعمدت الهجوم
قالت إسرائيل في وقت لاحق إن الهجوم وقع بالخطأ، بينما أكد الناجون أن الهجوم كان “غير مبرر”، وأن الإسرائيليين كانوا يعرفون أن السفينة أمريكية، لكن تم التستر على الهجوم، ولم يقف الجيش الأمريكي إلى جانب جنوده، بل وسعى لحذف المأساة من التاريخ.
قال الناجي جو ميدورز إنه كان يمكن تحديد السفينة “ليبرتي” بوضوح على أنها سفينة أمريكية، حيث أنها كانت ترفع العلم الأمريكي قبل وأثناء وبعد الهجوم.
وأوضح أن قائد الفيلق البحري (LBJ) أعطى أوامره للأسطول السادس بعدم إرسال طائراته لمساعدة السفينة التي كانت لاتزال تحت القصف، مما أودى بحياة 25 شخصًا من الطاقم.
وأكد أن “الأمر بالتخلي عنا يتم إطاعته حتى يومنا هذا”، حيث يحط الكثيرون من قدر هؤلاء الجنود الأمريكيين وسفينتهم وخدمتهم لوطنهم وذكرياتهم عن زملائهم الأربعة والثلاثين الذين قتلوا في الهجوم.
وتابع: “طالب الناجون بإجراء تحقيق كامل في الحادث، لكن طلبهم قوبل بالرفض من جميع القادة والرؤساء وحتى الكونغرس”.
قال السيد ميدورز: “لقد تجاهلت وزارة الدفاع التزامها بموجب قانون الحرب، ورفض أعضاء الكونغرس النظر في الحقائق التي قدمها الناجون”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تخلت رسميًا عن المحاربين الأمريكيين الذين قتلوا، وتخلت أيضًا عن الناجين.
وأضاف: “لم يحضر أي عضو في الكونغرس الذكرى السنوية للهجوم التي لا زالنا نحافظ على إحيائها في مقبرة أرلينغتون الوطنية، فهم ينظرون إلينا على أننا “معادين للسامية” و”متعصبين” لمجرد أننا نطالب بأن تتم معاملة هذا العدوان مثل أي هجوم آخر على سفينة تابعة للبحرية الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.
وأشار إلى أن رابطة المحاربين قد تخلت عنهم هي الأخرى، رغم أنها كان من المفترض عليها أن تدافع عنهم وعن حقوقهم.
“ذكراهم لن تموت”
من جانبه قال الناجي رون كوكال، إن الناجين كانوا يأملون دائمًا أن تعترف الولايات المتحدة يومًا ما بالحقائق التي قدموها عن الهجوم بدلاً من تهميش القضية والتستر عليها.
وأوضح أن اتهامهم بالعنصرية لا أساس له من الصحة، مؤكدًا أن أكثر من 70% من طاقم السفينة كان يحمل تصاريح سرية خاصة لا يحصل عليها الأفراد العاديين في البحرية الأمريكية، حيث أنهم يخضعون لتحريات وفحوصات قبل أن يحصلوا عليها، وتساءل: “كيف أصبحنا فجأة عنصريين؟.. كانوا سيعرفون ما إذا كان أي منا كذلك”.
فيما قال الناجي مو شيفر إنه على الرغم من الجهود المبذولة من إسرائيل ووزارة الدفاع والكونغرس الأمريكي لمحو الحادث من التاريخ، فإن اتحادهم مع بعضهم البعض لإحياء ذكرى الهجوم على السفينة ليبرتي، وتكريم زملائهم الذين ضحوا بحياتهم، سيدعم دائمًا سعينا للحصول على العدالة.
وطالب شيفر الأمريكيين بالانضمام إليهم في السادس من يونيو في مقبرة أرلينغتون، والمطالبة بالتحقيق الكامل في الهجوم وكشف الحقائق المتعلقة به.
أما الناجي فيل تورني فقال إنهم كوطنيين خدموا في الولايات المتحدة يطالبون بالحرية والعدالة، ويعتقدون أن الوطنيين الحقيقيين سيدعمونهم في نشر الحقيقة.
سيستضيف الصحفي المخضرم راي حنانيا غدًا الأربعاء في برنامجه “راي حنانيا شو” Ray Hanania Show، الناجين من الهجوم ويناقش معهم محاولات الحكومة الأمريكية لقمع أصواتهم، وسيذاع البرنامج عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا.
المصدر: USS Liberty Veterans