تقاريررياضة

أزمات وغرائب في الأسبوع الأول لبطولة كأس الأمم الإفريقية

انطلقت بطولة كأس الأمم الإفريقية 2021 لكرة القدم قبل أيام قليلة في الكاميرون، ومعها انطلقت مجموعة من الأزمات التي أظهرت البطولة حتى الآن بشكل غير لائق، معظم هذه الأزمات ذات طابع تنظيمي وإداري، وأخرى مرتبطة بإجراءات فيروس كورونا المستجد، بالرغم من أن البطولة المؤجلة من العام الماضي بسبب وباء كورونا لا تزال في أسبوعها الأول، إلا أنها تسببت حتى الآن بحرج بالغ للدولة المضيفة وللجهات المنظمة للبطولة.

فضيحة تحكيمية
في حادثة غريبة من نوعها، أطلق حكم مباراة تونس ومالي، الزامبي جاني زيكازوي، صافرة نهاية المباراة قبل انتهاء موعدها الأصلي، وهو ما أثار غضب المنتخب التونسي الذي كان يبحث عن هدف التعادل في المباراة التي كانت تُقام ضمن منافسات الجولة الاولى من المجموعة السادسة.

قال مدرب المنتخب التونسي، منذر الكبير، إنه لم يسبق له أن شاهد انطلاق صافرة النهاية قبل انتهاء موعد المباراة الأصلي، وأضاف: “خلال 30 عامًا قضيتها في مجال التدريب، لم أر شيئًا كهذا من قبل، هذا القرار لا يمكن تفسيره، لا أستطيع أن أفهم كيف اتخذ الحكم قراره”، كما احتج التونسيون بشدة على أن هناك عدة دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع لم تؤخذ في الاعتبار.

في ظل حالة من الارتباك، وبينما كان مدرب المنتخب المالي محمد مجاسوبا يعقد مؤتمرًا صحفيًا بعد فوز منتخبه بالمباراة، دخل مسؤول إلى قاعة المؤتمر وأشار إلى أن المباراة ستستأنف وأنه لا تزال هناك 3 دقائق من وقتها الأصلي، وفقًا لـ “Fox Sports“.

عادت مالي إلى أرض الملعب لكن التونسيين لم يعودوا، فأنهى الحكم المباراة معلنًا فوز مالي، وأكدت تقارير صحفية أن حكم المباراة أصيب بضربة شمس نتيجة إقامة المباراة في توقيت صعب ما أفقده تركيزه وقدرته على الأداء بشكل منضبط.

يُذكر أن المباراة قد شهدت أيضا منح الحكم ركلتي جزاء مشكوك فيهما، وبطاقة حمراء مثيرة للجدل.

نشيد وطني قديم
لحظة هزلية أخرى شهدتها المباراة الافتتاحية لموريتانيا ضد غامبيا، حيث تم عزف النشيد الوطني لموريتانيا ثلاث مرات، ووقف اللاعبون الموريتانيون في حالة من عدم التصديق بعد محاولتين فاشلتين لعزف نشيدهم الوطني قبل انطلاق المباراة، وتم قطع المحاولة الثالثة بعد تشغيل النشيد القديم للبلاد مرة أخرى.

وقال المذيع الداخلي بملعب المباراة إن الفريق الموريتاني سيغني بنفسه النشيد الوطني دون موسيقى، فيما ظهر قائد المنتخب أبو بكر كمارا وهو يهز رأسه باستنكار، وفقًا لـ “دايلي ميل“.

انتشار كورونا
شهد الأسبوع الأول من البطولة أيضا غياب العديد من اللاعبين من مختلف المنتخبات بسبب إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، العدوى طالت أيضا بعض حكام البطولة، وهو ما يثير الجدل بشأن التدابير الصحية التي اتخذتها الكاميرون بشأن الوباء.

على سبيل المثال؛ عانى المنتخب السنغالي من غياب 11 لاعبًا من قائمته المكونة من 28 لاعبًا في مباراته الافتتاحية ضد زيمبابوي، وذلك بعد أن أثبتت الاختبارات إصابة اللاعبين بالفيروس، وفقًا لـ “Africa News“.

يأتي ذلك فيما شكك منتخب بوركينا فاسو في نتائج اختبارات كورونا للاعبيه قبيل مباراة الافتتاح التي أقيمت ضد المنتخب الكاميروني، وكانت الفحوصات قد أظهرت إصابة مدرب المنتخب بالإضافة لخمسة لاعبين بكورونا، وهو ما أثار ريبة مسؤولو المنتخب الذين كشفوا أن المسحات تم أخذها بواسطة فريق طبي غير محايد.

وقال برتراند تراوري قائد المنتخب في تصريحات صحفية: “إنها فضيحة، لا يمكنهم حرماننا من لاعبينا بهذه الطريقة قبل 24 ساعة من المباراة، لن نتقبل هذا القرار”، من جهته فقد شدد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على دقة الفحوصات التي خضع لها لاعبو المنتخب البوركيني، مضيفًا أن التحاليل تمّت في معمل معتمد ولا يوجد ما يدعو للقلق.

أزمة تأمين المشاركين
لم تتوقف الأزمات التي تواجه الكاميرون عند هذا الحد، إذ انتشرت مخاوف واسعة بشأن تأمين المنتخبات الرياضية المشاركة في البطولة، وذلك في ظل وجود حركة انفصالية مسلحة داخل أراضي الكاميرون، تسعى إلى إقامة دولة مستقلة تسمى أمبازونيا منذ عام 2017.

الحركة نفذت عدة عمليات اغتيال لمدنيين وسياسيين بارزين في الكاميرون، ولا زالت تلك المعارك مستمرة حتى الآن، وما يثير القلق أكثر هو أن مدينة بويا التي شهدت الكثير من الاشتباكات بين الجيش الكاميروني وتلك الحركة الانفصالية، تستضيف المجموعة السادسة التي تضم مالي وغامبيا وتونس وموريتانيا.

كرات غير صالحة
شهدت مباراة مصر ونيجيريا حالة أخرى غريبة في عالم كرة القدم، حيث أوقف الحكم الغامبي باكاري جاساما المباراة عدة مرات، وذلك بسبب عدم صلاحية الكرات المستخدمة في اللقاء.

بدا ملحوظًا أن ضغط هواء الكرات ليس كافيًا بالصورة المطلوبة، وهو ما اضطر جاساما لتغيير 3 كرات في ظرف 23 دقيقة فقط من عمر المباراة التي جرت بمدينة جاروا.

أزمة انتقال
توالت الأزمات والفضائح على البطولة الإفريقية، حين فشلت اللجنة المنظمة في توفير حافلة لنقل لاعبي منتخب الجزائر من مقر الإقامة إلى ملعب التدريبات، وهو ما أثار غضب أعضاء البعثة الجزائرية، وللتغلب على الأزمة اضطر اللاعبون إلى الذهاب إلى الملعب على متن سيارات سياحية تم توزيعهم عليها، وهو ما أثار مخاوف بشأن سلامة وأمن اللاعبين.

مباراة بقميصين مختلفين
في ظاهرة غريبة أخرى، ظهر المنتخب السوداني بقميصين مختلفين خلال شوطي المباراة التي جمعته بمنتخب غينيا بيساو، التي انتهت بالتعادل السلبي دون أهداف.

ظهر المنتخب السوداني خلال شوط المباراة الأول بزيّ أحمر كامل مع لون أبيض على الكتفين، وخلال الشوط الثاني ظهر المنتخب بزيّ مختلف لم يظهر به اللون الأبيض.

ونشر الاتحاد السوداني لكرة القدم بيانًا قال فيه إن اللجنة المنظمة للبطولة اعتمدت قميصين باللون الأحمر ومثلهما باللون الأبيض قبل انطلاق البطولة، وأضاف الاتحاد أن المنتخب استخدم قميص خلال كل شوط، وذلك حتى لا يتأثر اللاعبون بعامل الرطوبة العالية في الكاميرون، التي أدت إلى تعرق اللاعبين بشدة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين