تقارير

“مايكل”.. ثالث أقوى الأعاصير في تاريخ أمريكا يخلف دمارًا يفوق الخيال

معلومات لا غنى عنها حول الأعاصير وأضرارها وكيفية الاستعداد لمواجهتها

إعداد وتحرير: علي البلهاسي

دمار هائل وخسائر بالمليارات وضحايا بالعشرات بين قتلى ومصابين.. هذه هي الحصيلة المبدئية لإعصار “مايكل” الذي ضرب ولايات شرق وجنوب شرق الولايات المتحدة، برياح تبلغ سرعتها 155 ميلاً، أي ما يعادل 250 كيلومتراً في الساعة، ليُصنف كثالث أقوى إعصار يجتاح الولايات المتحدة عبر تاريخها.

وحتى صباح السبت أعلن مسئولون أمريكيون، مصرع 17 شخصًا على الأقل بسبب الإعصار بينهم 8 في فلوريدا و5 في فرجينيا و3 في نورث كارولاينا وواحد في جورجيا. بينما أخذت فرق الإنقاذ تمشط ولاية فلوريدا باستخدام الكلاب والطائرات المسيرة والمعدات الثقيلة بحثًا عن سكان محاصرين أو جثث.

وتنصب المخاوف على سلامة من تجاهلوا أوامر الإخلاء قبيل الإعصار، ومن بقوا في منازلهم في المناطق التي دمرها الإعصار.

وطلبت السلطات من أكثر من 370 ألف شخص في فلوريدا إخلاء منازلهم، لكن المسئولين يعتقدون بأن الكثيرين تجاهلوا التحذير.

وقال بروك لونج رئيس الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ “أعتقد أن عدد القتلى سيرتفع… لم نصل بعد إلى بعض المناطق الأكثر تضررا”.

وقدرت إحدى شركات التأمين الأمريكية قيمة الخسائر، التي خلفها الإعصار مايكل، بنحو 8 مليارات دولار. فيما ذهب محللو قناة “فوكس نيوز” التليفزيونية، إلى أن الخسائر التي تسبب بها الإعصار قد تصل لنحو 30 مليار دولار.

إعصار هائل

ضرب “مايكل” الساحل الشمالي الغربي لفلوريدا يوم الأربعاء الماضي قرب بلدة مكسيكو بيتش، وزادت سرعته وقوته بشكل مفاجئ ليتحول إلى إعصار هائل خلال أقل من يومين، وفاجأت كثافة الإعصار الكثيرين بسبب تطوره السريع رغم هدوئه لاحقًا.

وعلى غير العادة، زادت المياه الدافئة في خليج المكسيك من قوة الإعصار بدرجة كبيرة يوم الأحد، وصُنف الإعصار من الدرجة الثانية بنهاية يوم الثلاثاء، فيما تم تصنيفه صباح الأربعاء كإعصار من الدرجة الخامسة التي تصنف بها أعاصير الشريط الحدودي، وهي الأعلى على الإطلاق.

وقال مكتب الأرصاد في تالاهاسي إنه ليس هناك أي سابقة مسجلة لوصول إعصار من الفئة الرابعة إلى منطقة “بانهاندل” الساحلية. وكتب مكتب الأرصاد على تويتر “هذا الوضع لم يحدث أبدا في السابق”.

فيما قالت وكالة رويترز للأنباء إن مايكل يعد أقوى ثالث إعصار على الإطلاق يتسبب في انهيارات أرضية في البر الرئيسي للولايات المتحدة بعد إعصاري كاميل في ولاية مسيسيبي عام 1969 و”عيد العمال”، كما أطلق عليه، عام 1935 في فلوريدا.

وتراجعت قوة الإعصار تدريجيًا لدى تعمّقه في اليابسة جنوب شرق الولايات المتحدة، حيث انخفض تصنيفه إلى عاصفة مدارية محملة برياح تبلغ سرعتها نحو 85 كيلومترًا في الساعة، لكنه أتى برياح قوية وأمطار غزيرة في ولايات فلوريدا وجورجيا وفرجينيا وكارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية.

ومن المتوقع أن يشق مايكل طريقه على الشريط الساحلي الأمريكي نحو الشمال ليضرب المناطق التي لازالت تعاني من آثار الإعصار فلورانس الذي ضرب الشهر المنصرم.

دمار يفوق الخيال

ترك الإعصار “مايكل” خلفه مشاهد محزنة، ودمارًا واسعًا في المنطقة، بعد أن تسبب في ارتفاع الأمواج بشكل كبير. وأظهرت صور التقطت من طائرة هليكوبتر بمعرفة شبكة “سي إن إن” التلفزيونية أن ارتفاع الأمواج بلغ 2.7 متر، ما أدى إلى فيضانات دمرت أحياءً سكنية بأكملها، واقتلعت الرياح المنازل من أساساتها.

وكان إعصار مايكل شديدًا للغاية عندما اجتاح ولاية فلوريدا لدرجة استمرار تصنيفه كإعصار بعد انتقاله إلى جزر أخرى بالمنطقة. ورافقت الإعصار رياح هي الأعنف التي تضرب الولاية الجنوبية منذ أكثر من قرن.

وحذر المسئولون من أنه قد يخلف “دمارا لا يمكن تصوره”. حيث قال مسئولون بولاية فلوريدا إن الإعصار “مايكل” قد يكون أعنف إعصار يضرب الولاية خلال 100 عام.

وقال ريك سكوت، حاكم ولاية فلوريدا، إن الإعصار خلّف “دمارا يفوق الخيال”، وأضاف أن “حياة الكثيرين تغيرت إلى الأبد، وفقد عدد كبير من الأسر كل شيء”.

وتابع قائلاً: “التوقعات تشير إلى أن الإعصار مايكل سيكون العاصفة الأكثر تدميرًا في فلوريدا بانهاندل خلال قرن”.

وأرسل سكوت 2500 من عناصر الحرس الوطني للمشاركة في جهود الإنقاذ، كما وقف قرابة 1000 من عمال المرافق على أهبة الاستعداد لإصلاح أي عطل في خطوط التيار الكهربي.

وحث حاكم ولاية فلوريدا السكان على ألا يعودوا إلى منازلهم حتى تتأكد السلطات أن “الوضع صار آمنًا” في إشارة إلى خطر الكابلات الكهربائية المتناثرة في الطرقات وغيرها من الأنقاض.

ووصف أندرو جيلوم رئيس بلدية تالاهاسي عاصمة ولاية فلوريدا الأضرار بأنها “قاسية”. وقال لشبكة سي إن إن :”أخشى من الصور التي نراها .. أن تكون الأضرار شديدة للغاية، لدرجة أن عملية إعادة الأمور إلى نصابها ستكون طويلة”.

المناطق الأكثر تضررًا

كانت المنطقة الأكثر تضررًا من الإعصار هي منطقة الساحل الشمالي الغربي لفلوريدا، حيث أسفر الإعصار عن تدمير بلدة “مكسيكو بيتش” الساحلية في فلوريدا، وقال مسئولون أمريكيون إن الإعصار ضرب البلدة الساحلية وأزالها تقريبا من على الخريطة، وكأنها ضُربت بـ”أم القنابل”.

حيث أدى الإعصار القوي والأمواج المرتفعة التي صاحبته، إلى اقتلاع المنازل المواجهة للشاطئ من أساساتها، وتحطيم القوارب وإزاحة الشاحنات العملاقة، وكأنها لعب أطفال.

وقال توم بايلي، العمدة السابق لبلدة ميكسيكو بيتش، لصحيفة نيويورك تايمز: “أم القنابل لا تسبب ضررا أكثر من الذي حدث”.

ووصف بروك لونغ، رئيس الوكالة الفيدرالية لإدارة الأزمات، مدينة ميكسيكو بيتش بأنها “غرواند زيرو”، وهو الاسم الذي أطلق على موقع مركزي التجارة العالميين اللذين تعرضا لهجوم بالطائرات في سبتمبر/ أيلول 2001، في إشارة إلى حجم الدمار الذي خلفته العاصفة.

كما تعرضت قاعدة “تيندال” التابعة لسلاح الجو الأمريكي، والواقعة بولاية فلوريدا، لأضرار جسيمة، حيث دمرت العاصفة العديد من المنشآت التابعة للقاعدة، ومنها منطقة الخدمة والصيانة بالإضافة لإلحاق الضرر بعدد من المباني الأخرى.

وتسبب الإعصار في انقطاع التيار الكهربائي عن حوالي مليون منزل ومتجر وشركة في المنطقة من فلوريدا حتى فرجينيا يوم الجمعة. وقالت شركات المرافق إن عودة التيار الكهربائي للمناطق الأكثر تضررًا في فلوريدا قد تستغرق أسابيع.

وفي بنما سيتي، اقتلعت الرياح الأشجار من جذورها، وهدمت المنازل والقوارب وتبعثرت كابلات الكهرباء في الطرقات. كما تضررت مدينة أبلاتشيكولا كثيرًا وفقا لتصريحات أدلى بها عمدة المدينة، وأدى سقوط كابلات الكهرباء في الطرقات إلى صعوبة دخول المدينة. كما تحول الأنقاض ومياه الفيضانات المتراكمة دون الدخول إلى بعض المناطق الأكثر تضررا من الإعصار.

وحملت العاصفة أمطارا غزيرة في ولايتي كارولاينا الشمالية والجنوبية. ولا تزال الولايتان تحاولان تخطي كارثة الإعصار فلورنس الذي أودى بالعشرات وتسبب بأضرار بمليارات الدولارات الشهر الماضي.

لكن منطقة بانهاندل الساحلية في فلوريدا تحملت النصيب الأكبر من العاصفة، ودمرت الفيضانات نحو ألف منزل، في بلدة “بورت سانت جو” الصغيرة، القريبة من بلدة ميكسيكو بيتش.

وقال المركز الوطني للأعاصير إن السكان في شمال شرق فلوريدا ونورث كارولينا عرضة لحدوث فيضانات كارثية بعد ارتفاع منسوب المياه التي انتقلت إلى المناطق الداخلية.

الحكومة في مواجهة الإعصار

من جانبه قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الإعصار مايكل ترك “دمارا هائلا” بعد أن ضرب ساحل الخليج في فلوريدا. وقال ترامب: “المشكلة الكبرى في هذا الإعصار كانت القوة الهائلة.. لم نشهد دماراً من هذا القبيل منذ فترة طويلة.”

وخلال إطلاع الرئيس ترامب في البيت الأبيض على آخر المستجدات قال كبير مسئولي الطوارئ بروك لونغ إن “مايكل أعنف إعصار يضرب المنطقة منذ 1851”.

وأعلن الرئيس الأميركي حالة الطوارئ في فلوريدا وأفرج عن أموال فدرالية لعمليات الإغاثة ودعم الوكالة الفدرالية لحالات الطوارئ التي نشرت 3000 شخص على الأرض، كما أعلن المسئولون حالة الكوارث في ولايتي الاباما وجورجيا.

وأرسلت السلطات الأمريكية آلاف الجنود، من الجيش والشرطة وعمال الإنقاذ إلى المنطقة. ويستخدم جنود الجيش معدات ثقيلة، من أجل تنظيف الطرق ورفع الأشجار المتساقطة، لكي يتمكن عمال الإنقاذ من الوصول إلى السكان المحاصرين.

كما تستخدم أطقم الوكالة الفدرالية لإدارة الأزمات الكلاب، والطائرات بدون طيار وتطبيق جي بي إس، في عمليات البحث.

وقال مسئولون في الوكالة الفدرالية لإدارة الأزمات إن عمال الإنقاذ “لا يزالون غير قادرين، على الوصول إلى بعض المناطق الأكثر تضررا”.

وتوجه حوالي ستة آلاف شخص إلى ملاجئ الإيواء التي وفرتها السلطات، أغلبهم في فلوريدا. فيما قال براد كيسرمان من الصليب الأحمر الأمريكي، إن عدد الأشخاص في ملاجئ الطوارئ من المتوقع أن يرتفع إلى 20 ألفًا.

وصدرت أوامر إجلاء أو تحذيرات إلى ما يقدر بـ 375 ألف شخص في أكثر من عشرين مقاطعة. وطلبت مصلحة الأرصاد الجوية في تالاهاسي، عاصمة ولاية فلوريدا، من السكان الالتزام بأوامر الإجلاء.

من جانبه طالب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما،  الشعب الأمريكي بالتكاتف لمواجهة الأضرار الناجمة من إعصار مايكل، وكتب أوباما، قائلاً: “أمريكا دائما ما تكون في أفضل حالتها، عندما نتكاتف مع بعضنا البعض، وأرجو القيام بما تستطيعون لاستعادة وبناء ما هدمه إعصار مايكل”.

أعاصير متلاحقة

يأتي إعصار مايكل ليزيد من أوجاع الولايات المتحدة من الأعاصير، خاصة وأن البلاد لم تتجاوز بعد تداعيات إعصار «فلورنس» الذي ضرب الولايات المتحدة الشهر الماضي، وأسفر عن وقوع أكثر من 40 قتيلاً ، فيما قدرت وكالات مالية الخسائر المادية التي خلّفها بنحو 38 إلى 50 مليار دولار.

وضرب «فلورنس»، ولاية كارولينا الشمالية يوم 14 سبتمبر الماضي، وبلغت سرعة الرياح في مركزه نحو 150 كيلومترا في الساعة، ما تسبب في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية، خلّفت أضرارًا كبيرة في البنية التحتية بالمنطقة التي ضربها.

وتم تصنيف إعصار فلورنس كواحد من أقوى الأعاصير في التاريخ، لكنه بقى أقل بكثير من 3 أعاصير قوية ضربت الولايات المتحدة في العام الماضي 2017، وهى إعصار «هارفى» الذي خلف أضرارًا بـ133.5 مليار دولار، وإعصار «مارى» الذي خلف أضرارًا بـ 120 مليار دولار وإعصار «إيرما» الذي خلف أضرارًا بـ 84.2 مليار دولار.

أعاصير مدمرة

ورغم قوة هذه الأعاصير والخسائر التي سببتها إلا أن هناك أعاصير مدمرة أكثر خطورة ضربت الولايات المتحدة خلال العقود الماضية ومن بينها:

– إعصار جالفستون العظيم في 1900: يعتبر من بين الأعاصير الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، وراح ضحيته بين 8000- 12000 ألف شخص، وعندما وصل الإعصار إلى ولاية تكساس أصبح إعصارا من الدرجة الخامسة.

– إعصار يوم العمال 1935: ضرب هذا الإعصار ولاية فلوريدا في يوم العمال، ولقي أكثر من 400 أمريكي مصرعهم، حيث بلغت سرعة الرياح حينها نحو 320 كيلومترا في الساعة، وكان من الدرجة الخامسة ووصل ارتفاع الموج حينها إلى 5 أمتار.

– إعصار كاميل 1969: وقع هذا الإعصار في ولاية ميسيسبي، وأدى إلى مصرع نحو 260 شخصًا، ووصلت سرعة الرياح فيه إلى 300 كيلو متر في الساعة، فيما بلغت الخسائر أكثر من 1.4 مليار دولار.

– إعصار ألين 1980: كانت سرعة الرياح في هذا الإعصار ما يقرب من 300 كيلومتر، وراح ضحيته 269 شخصًا، كما ألحق خسائر بقيمة 1.24 مليار دولار، ووقع هذا الإعصار امتدادًا من البحر الكاريبي إلى المكسيك، وصولًا إلى ولاية تكساس الأمريكية.

– إعصار كاترينا في 2005: هو أكثر الأعاصير دموية وضررًا من كل الأعاصير المدارية في المحيط الأطلسي خلال موسم الأعاصير في عام 2005، ويعتبر أحد أعنف خمسة أعاصير في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وقد بلغ عدد الوفيات حوالي 1833 قتيلا، ما يجعله أكثر الأعاصير فتكا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1928.

– إعصار ويلما 2005: قتل هذا الإعصار ما يقرب من 62 شخصًا، وذلك في كل من كوبا وأجزاء من شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية وولاية فلوريدا الأميركية، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة تركزت في شبه جزيرة يوكاتان، وبلغت سرعة الإعصار 295 كيلو مترا في الساعة، وتحول من عاصفة استوائية قرب جاميكا إلى إعصار من الدرجة الخامسة.

– ومن الأعاصير التي هزّت الولايات المتحدة كان إعصار أوكلاهوما، في العام 2013، والذي قيل إن قوته فاقت قوة “قنبلة هيروشيما”، إذ إن الريح المرافقة له تخطّت أعلى السرعات، وبلغت أكبر نسبة خطورة، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات.

القادم أسوأ

كان العلماء بالولايات المتحدة قد توصلوا إلى النقطة التي انطلقت منها كل الأعاصير التي ضربتها في الفترة الأخيرة. ووفقًا لموقع “تك إنسايدر”، تنطلق الأعاصير من نقطة في ساحل غرب أفريقيا بالقرب من الرأس الأخضر، بسبب اندماج الهواء الساخن القادم من وسط أفريقيا مع الهواء البارد من شمالها، وهو ما يولد حركة رياح الأعاصير التي تتجه غربًا عبر المحيط الأطلسي نحو الولايات المتحدة.

ويقول العلماء إن الطاقة التي تحرك الأعاصير تساوي 200 ضعف الطاقة التي يستخدمها العالم أجمع في توليد الكهرباء، وأن ما تحدثه من دمار ناتج عن 0.25% فقط من تلك الطاقة.

وأظهرت أبحاث جديدة أنّ الموسم الحالي للأعاصير في أمريكا 2018، والذي يبلغ ذروته في أغسطس وسبتمبر، هو الأكثر تدميراً في التاريخ.

وأوضحت الدراسة التي صدرت عن المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوى الأمريكية، وفقاً لصحيفة “اندبندنت” البريطانية، أنّ الرياح التى تضرب منطقة الكاريبى وفلوريدا الأمريكية لن تكون أكثر قوة فقط، ولكنها ستتحرك ببطء أكثر، مما يتيح المزيد من الوقت لإحداث مزيد من الدمار على الأرض، كما سيصاحبها أمطاراً غزيرة وفيضانات مدمرة.

وقارن فريق من الباحثين بين 22 من الأعاصير التى ضربت بين عامي 2001 و 2013 ، وخلصت إلى أن الرياح المدمرة ستصبح أسرع بنسبة 13%، بينما تتحرك ببطء أكثر بنسبة 17%.

كما أظهرت معظم النماذج المناخية المستخدمة في الدراسة أن هطول الأمطار سيزداد بشكل كبير بنسبة تصل إلى 34%، مما يزيد أيضًا من القوة المدمرة للأعاصير.

وسبق أن أشار العلماء إلى أنّ الارتفاع في درجات الحرارة على الأرض مستقبلاً سيؤدّي إلى ازدياد القوة التدميرية للأعاصير، ما يؤدي إلى زيادةٍ أكبر في الخسائر في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية في المنطقة التي يضربها الإعصار.

أسماء الأعاصير

ورغم انشغال الناس بالدمار الذي تخلفه الأعاصير إلا أن العامة يتساءلون عن سر تسميتها بأسماء البشر، والطريقة التي يتبعها خبراء الطقس لاختيار تلك الأسماء، وما إذ كانت هناك معايير يحدد على أساسها إطلاق اسم مؤنث أو مذكر على الإعصار.

في الماضي، كانت الأعاصير تصنف على أساس خطوط الطول والعرض، إلا أن كثرة الأرقام واختلاطها ببعضها حال دون التعرف عليها، ما دفع خبراء الأرصاد إلى إطلاق أسماء البشر على الأعاصير من أجل تمييزها عن بعضها، وسهولة حفظها للحصول على معلومات بشكل أسرع.

وفي بداية الأمر، أطلق خبراء الأرصاد الأسماء الأنثوية على الأعاصير وبصورة أبجدية، بحيث يحمل بداية اسم الإعصار الأول من العام حرف “A”، ويليه “B”، وهكذا، وبدأ المركز القومي للأعاصير في الولايات المتحدة، بإطلاق أسماء بشر على الأعاصير منذ عام 1953، وذلك مع ولادة الإعصار الأنثوي “أليس”.

وفى العام 1953، تخلت اللجنة الدولية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، عن استخدام الأبجدية بالحروف والأسماء الأنثوية، واستمر ذلك حتى عام 1979، باعتبار أن الكثيرين كانوا يظنون بأن الأعاصير التي تحمل أسماء النساء ليست على قدر كبير من الخطر، وهو ما قد يسبب عددًا أكبر من الضحايا، فيما لم يتم إضافة أسماء ذكورية حتى عام 1979، حين أطلق للمرة الأولى اسم ذكر “بوب” على إعصار في المحيط الأطلسي.

ونشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، دراسة تبين أن الأعاصير المسماة بأسماء مؤنثة تكون أكثر فتكًا من تلك التي تطلق عليها أسماء مذكرة، لأن الناس ينخدعون بأسمائها المرتبطة برقة الأنوثة فيميلون إلى أخذها بجدية أقل، وهو أمر غير صحيح من الناحية العملية.

أعاصير سيئة السمعة

من المعروف أن أسماء الأعاصير عبارة عن قوائم معدة سلفًا ومرتبة أبجديًا لأسماء ذكور وإناث بالتناوب، موزعة على مناطق متعددة للمحيطات حول العالم، بحيث تستخدم قائمة محددة كل عام، على أن تتكرر كل 6 أعوام.

وتحتوى القائمة على حوالي 160 اسمًا، وإذا كان الإعصار مدمرًا لدرجة كبيرة وأسفر عن وفيات كثيرة، يتم اعتبار اسم ذلك الإعصار مشئومًا فيتم شطبه من القائمة واستبداله باسم آخر من نفس الجنس وبنفس الحرف الأول للاسم المشطوب للحفاظ على التسلسل الأبجدي لقائمة الأسماء.

وكانت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي قد قالت في أبريل الماضي إن الأسماء (هارفي وإرما وماريا) ونيت لم تعد تستخدم لتسمية الأعاصير بعد أن اكتسبت الأسماء الأربعة سمعة غير مرغوبة في 2017 بين أسوأ العواصف التي تضرب منطقة الكاريبي والولايات المتحدة على الإطلاق.

وقالت الإدارة إن هارفي وإرما وماريا ونيت تسببوا بشكل مباشر في مقتل 255 شخصا على الأقل وتسببت في خسائر تقدر بمليارات الدولارات.

وذكرت في بيان أن الأسماء سوف تستبدل بهارولد وإداليا ومارجوت ونايجل التي لن تظهر في قائمة أسماء الأعاصير إلا عام 2023.

ويرتفع بذلك عدد الأسماء التي سحبت من قوائم الأطلسي منذ عام 1953، وقتما بدأت تسمية الأعاصير، إلى 86 اسما. وكان موسم أعاصير عام 2005 قد شهد أكبر عدد من الأسماء المسحوبة والذي بلغ خمسة.

التأمين ضد الأعاصير

مع اشتداد موسم الأعاصير في أمريكا، يبرز سؤال مهم بالنسبة للمواطنين، وهو كيف أتاكد من أنني مستعد ماليًا لتحمل عواقب الأعاصير؟، وحول هذا الموضوع , تواصلت جريدة “تحت المجهر” مع أحد الخبراء في مجال التأمين, لأخذ توضيحات كافية حول التغطيات التأمينية.

وأكد الخبير أن معظم الأمريكيين ونسبة كبيرة من الجالية العربية المقيمة في أمريكا لا يقرؤون التفاصيل الدقيقة لعقد التأمين الخاص بهم, ولذلك لا يفهمون ما هي الأشياء التي يغطيها التأمين كلياً أو جزئياً, ويضيع حقهم في الحصول على التعويضات المناسبة.

ومن النصائح التي قدمها الخبير التأميني في هذا الشأن:

– تأكد أن عقد التأمين الخاص بمنزلك يغطي نسبة من أضرار الإعصار, أي” قابل للخصم”, وعادة يتراوح هذا الخصم بين 1 إلى 5 بالمائة حسب تفاصيل عقد التأمين الخاص بك. وتعتمد هذه النسبة المئوية على قيمة التأمين الخاص بك وليس على الأضرار التي تسبب بها الإعصار.

– يجب أخذ الإجراءات اللازمة للاستعداد للفيضانات, حيث أن معظم سياسات التأمين للمنازل تغطي ضرر الرياح، إلا أنها تستبعد عمومًا الأضرار الناجمة عن الفيضانات, علماً أن الفيضانات تسبب دماراً أكثر بكثير. مع العلم أن هذا التأمين لديه العديد من الاستثناءات, فلن يتم تغطية جميع ممتلكات منزلك الموجودة في الطابق السفلي مثل الغسالات والمجففات وسخانات الماء, حيث أن هذه الأشياء تتطلب تأمينًا منفصلاً.

– يمكن للمستأجر الحصول على تأمين ضد أخطار الأعاصير, حيث يمكنه التأمين على مختلف ممتلكاته الموجودة في المنزل, كما يمكن أن تغطي قيمة التأمين الانتقال للعيش في مكان آخر إذا اضطر المستأجر لترك المنزل بسبب الإعصار.

– ضع مستنداتك ووثائقك الهامة في مكان آمن, حيث أن هناك بعض الوثائق التي ستحتاجها على الفور بعد وقوع كارثة أو مأساة, وسيكون من الصعب استبدالها إذا تم فقدها أو تدميرها. ومن الأفضل الاحتفاظ بنسخ من الوثائق الهامة في مكان بعيد عن المنزل, أو على أحد خدمات التخزين السحابي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى