أخبارأخبار العالم العربي

دلالات زيارة محمد بن زايد إلى تركيا والتقارب مع وأردوغان

اختتم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، زيارة رسمية هامة إلى العاصمة التركية أنقرة، التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبحث العلاقات الثنائية وسبل فتح آفاق جديدة للتعاون والعمل المشترك بين البلدين في جميع المجالات، وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وأثارت الزيارة الكثير من التساؤلات حول دلالاتها ودلالات التقارب الإماراتي التركي في هذه الفترة بالذات، بعد فترة عصيبة شهدتها العلاقات بين البلدين، على خلفية موقف كل منهما تجاه أحداث الربيع العربي.

وكان من اللافت حفل الاستقبال الكبير الذي أقامه الرئيس التركي لولي عهد أبو ظبي، حيث كان في استقباله شخصيًا لدى وصوله القصر الرئاسي، كما جرت له مراسم استقبال رسمية، حيث رافقته مجموعة من الخيالة ترفع أعلام البلدين، وأطلقت المدفعية 21 طلقة، واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية وترحيبا بالزيارة.

ووفقًا لشبكة (CNN) فقد أثار هذا الاستقبال الحافل ردود فعل واسعة بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تفاعلوا بشكل واسع مع فيديو مراسم الاستقبال الذي نشرته الرئاسة التركية على صفحتها الرسمية بموقع تويتر.

وعلق الإعلامي المختص بالشؤون التركية، يوسف الشريف، على مقطع الفيديو بتغريدة قال فيها: “احتفال رسمي وبروتوكول استقبال الرؤساء تم ترتيبه في أنقرة تركيا من قبل الرئيس أردوغان لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في سابقة من نوعها! حفاوة غير مسبوقة لمن يدرك ويتابع موضوع البروتوكول بين الدول”.

لكن Esma Saeb Afandi ردت عليه قائلة: “بروتوكول استقبال الرؤساء في تركيا معروف لا يتغير واليوم تم تطبيق البروتوكول كما هو دون أي تغيير او تعديل”،

وعاد الشريف لتأكيد موقفه من خلال تغريدة رد عليها فيها قائلًا: “صحيح، لكن الشيخ محمد بن زايد هو ولي عهد ابوظبي، ليس رئيس حكومة او دولة، لذا فان ترتيب استقبال رئاسي له كان سابقة في البروتوكول وإشارة على حفاوة الاستقبال”.

وعادت صاحبة الحساب لترد عليه قائلة: “هذا طبيعي كونه ولي عهد كما حصل مثلا مع ولي عهد السعودية، حيث تم استقباله في الولايات المتحدة ببروتوكول رئيس حكومة .

مباحثات بن زايد وأردوغان

وكالة الأنباء الإماراتية (وام) تناولت في تغطيتها للزيارة مباحثات بن زايد وأردوغان والتي قالت إنها تناولت العلاقات الثنائية وسبل فتح آفاق جديدة للتعاون والعمل المشترك بين البلدين، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

وقالت (وام) إن الرئيس التركي أردوغان رحب بزيارة الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا ضيفاً كريماً على بلاده، معربًا عن ثقته بأن “زيارة سموه تمهد لمرحلة جديدة مزدهرة وواعدة من العلاقات والتعاون الذي يصب في مصلحة البلدين وشعبيهما والمنطقة”.

فيما أعرب بن زايد عن سعادته بزيارة تركيا ولقائه الرئيس أردوغان، ونقل إليه تحيات الشيخ خليفة بن زايد رئيس الإمارات، وتمنياته لبلده وشعبه الصديق دوام الاستقرار والازدهار.

واستعرض الجانبان فرص تعزيز آفاق التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية وغيرها من المجالات التي تدفع عملية التنمية والتقدم في البلدين.

كما تبادلا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.. مؤكدين في هذا السياق أهمية تعزيز ركائز الأمن والسلام والاستقرار والتي تشكل القاعدة الأساسية لانطلاق التنمية والبناء والمضي نحو المستقبل المزدهر الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة.

وخلال الزيارة وقع بن زايد وأردوغان اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين اليلدين في عدد من المجالات التي تسهم في تعزيز علاقات التعاون وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك بين الجانبين. وأعلنت الإمارات عن تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.

وسيركز الصندوق على الاستثمارات الإستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية ومنها الطاقة والصحة والغذاء، وفقًا لـ(وام)

مرحلة جديدة

وفي كلمة له خلال المحادثات الرسمية مع الرئيس التركي أعرب بن زايد عن تطلعه إلى أن تكون هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة  تصب في مصلحة البلدين والمنطقة، مشيراً إلى أن “العلاقات التاريخية بين البلدين كانت بناءة ومثمرة وفاعلة، واليوم وبفضل المبادرات المتبادلة والحرص المشترك على دفع هذه العلاقات إلى الأمام خطا البلدان خلال الأيام الماضية خطوات إيجابية ومتقدمة، ونحن في دولة الإمارات مهتمون بالبناء على هذه الخطوات خلال الفترة المقبلة بما يعزز قاعدة مصالحنا المشتركة في مختلف المجالات”.

ووفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية أضاف أن “الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الإمارات وتركيا كبيرة وتوفر فرصاً واعدة يمكن استثمارها والاستفادة منها في مختلف المجالات خاصة التبادل التجاري غير النفطي الذي نما بشكل ملحوظ”، مشيراً إلى أن هذا يضع أسساً قوية يمكن البناء عليها والانطلاق منها لخدمة التنمية في بلدينا خلال الفترة المقبلة.

وأكد بن زايد أن “البوصلة التي توجه سياسة الإمارات الخارجية هي دعم السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة، ولذلك نتطلع إلى التعاون والشراكة والعلاقات الإيجابية مع كل دول المنطقة وفي مقدمتها تركيا لأن هدفنا هو التنمية والازدهار للجميع، وإيماننا الأساسي هو أن هذا هو الطريق لتحقيق تطلعات شعوبنا”.

وقال “إن تركيا دولة مهمة ولها دورها وتأثيرها الكبيران في محيطيها الإقليمي والدولي، وفي مختلف ملفات المنطقة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات حريصة على التعاون مع تركيا في إيجاد حلول سلمية للأزمات في المنطقة تحقق السلام والاستقرار وتفتح آفاقاً جديدة لوضع إقليمي مختلف عما شهدته منطقتنا خلال السنوات الماضية”.

دلالات التقارب

وحول دلالات التقارب الإماراتي التركي في هذا التوقيت قال فواز جرجس، رئيس قسم الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، إن انتفاضات الربيع العربية تسببت في وضع خسارة للجميع في المنطقة، مشيرًا إلى أن اللقاء بين بن زايد وأردوغان هو الخطوة الأولى على الأقل في رحلة طويلة لحل بعض أبرز المشكلات التي تشهدها المنطقة.

وقال جرجس في مقابلة مع شبكة CNN إنه “منذ انتفاضات الربيع العربية انت هناك حروب باردة إقليمية متعددة. وأعتقد أن الجميع قد خسر، ونحن ننتقل الآن من وضع خاسر إلى وضع فائز.

وأكد جرجس أن أردوغان وبن زايد لن يتخليا عن مكاسبهما الإقليمية، لكنهما يحاولان بشكل أساسي إدارة خصومتهما، في ظل تراجع الأمريكيين وتواجد الروس، الذي أدى لحدوث فراغ إقليمي، وفراغ أمني.

وأوضح جرجس أن هناك مجموعة من المتغيرات التي دفعت اللاعبين الإقليميين إلى الدفاع عن أنفسهم ومحاولة إيجاد طرق للتعايش مع بعضهم البعض.

وأعرب عن أمله أن ينتقلوا من مرحلة التهدئة إلى مرحلة إيجاد طرق لإنشاء هيكل أمني جديد لوقف الحروب الأهلية الكبرى في اليمن وليبيا ولبنان والعراق، وإيجاد طرق لحلها وتحقيق السلام والاستقرار.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين